قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية المُقالة إسماعيل هنية إن حكومته ستعمل على مساعدة مصر في التوصل إلى تهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة مع إسرائيل، من دون الإفصاح عن ماهية الخطوات التي ستتخذها في هذا الشأن. واعتبر في تصريح صحافي وزعه مكتب الإعلام الحكومي أمس الجهود التي تبذلها مصر في سبيل التوصل إلى هذه التهدئة"جهود مقدرة". وقال إن"الحكومة الفلسطينية ستساعد القيادة المصرية في التوصل إلى تهدئة متبادلة ومتزامنة وشاملة بهدف رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني". وأضاف أن"التهدئة يجب أن تكون في سياق يقود إلى وقف العدوان، ورفع الحصار، وإعادة صوغ العلاقات الداخلية على أساس التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، ووحدة الشعب والتراب الفلسطيني". وعبر عن"تقديره المبادرة اليمنية"لرأب الصدع بين الفريقين المتصارعين حركتي"فتح"و"حماس"، مشدداً على أن"فرصة نجاح المبادرة رهن استبعاد لغة الشروط المسبقة". وقال إنه"يتابع باهتمام التطورات التي أعقبت فشل العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، وانكفاء القوة الغاشمة أمام صمود شعبنا وبطولات مجاهديه، وتجليات دماء الطفولة البريئة التي حركت مشاعر الأمة وأحرار العالم". ورأى هنية في"تغير الموقف الإسرائيلي من استمرار العدوان على القطاع اعترافاً بالفشل وترسيخاً لقاعدة توازن الردع التي فرضتها المقاومة الباسلة، وإقراراً أميركياً - إسرائيلياً بأن شعبنا عصيّ على الكسر، وأنه لم ترهبه طبول الحرب، وآليات القتل والاغتيال والاستيطان وبناء الجدار". واعتبر أن"سمعة الولاياتالمتحدة تضررت كثيراً بسبب انقلابها على قيم الديموقراطية ودفعها المستمر نحو الحرب الأهلية، ولا شك أيضاً في أن هذه السياسات خلقت توترات محلية وإقليمية". ووصف قرار الرئيس محمود عباس بأن"العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل في ظل السياسة الإسرائيلية التي ترسخ الاستيطان وتهدد القدس وتتنكر للحقوق الوطنية، قرار خاطئ، ولا يخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني، بل يضر بمشروع التحرر الوطني". وبدا كلام هنية عن استعداد حكومته مساعدة مصر في التوصل إلى اتفاق للتهدئة مع الدولة العبرية لافتاً. وتتضمن التهدئة من جانب الفلسطينيين عدم إطلاق أي صواريخ محلية الصنع أو قذائف هاون أو تنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية محاذية للقطاع أو مدن قريبة منه، كي تتم تهيئة الأجواء بطريقة تساهم في التوصل إلى التهدئة المطلوبة المدعومة أميركياً. وبدا واضحاً أن هناك"تفاهمات صامتة"حول التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، إذ لم تطلق الأجنحة المسلحة أي صواريخ على أهداف إسرائيلية منذ الخميس الماضي، باستثناء عدد قليل من الصواريخ سقط على بلدة سديروت الواقعة خلف الخط الأخضر إلى الشرق من بلدة بيت حانون شمال القطاع. وتأتي هذه التهدئة غير المعلنة في وقت أوعزت الحكومة الاسرائيلية لقواتها عدم القيام بأي عمليات عسكرية في القطاع منذ أيام عدة. وفي السياق ذاته، جاءت تصريحات قياديين من حركتي"حماس"و"الجهاد الإسلامي"أمس. وقال القيادي في"حماس"الدكتور إسماعيل رضوان ان الحركة"لا مانع لديها من خوض تهدئة مع الاحتلال في حال توقفت كل أشكال التصعيد الإسرائيلي"، مضيفاً أن"استراحة المقاتل باتت مطلوبة"في إشارة إلى التهدئة. وشدد القيادي في"الجهاد الإسلامي"خالد البطش على أن"أي تهدئة مع إسرائيل تعتمد على وقف العدوان المتواصل على الأراضي الفلسطينية". وقال إن"وقف العدوان أمر مطلوب، كما أن المقاومة مرتبطة بحماية الشعب الفلسطيني والرد على جرائم الاحتلال"، في تلميح واضح إلى أن المقاومة ستتوقف في حال وقف الاعتداءات الإسرائيلية.