أثار العرض الذي تردد ان رئيس حكومة الوحدة الوطنية المُقالة اسماعيل هنية تقدم به الى اسرائيل لإبرام تهدئة في قطاع غزة لوقف إطلاق الصواريخ على أهداف اسرائيلية محاذية للقطاع في مقابل وقف الاعتداءات ورفع الحصار الاسرائيلي المشدد على القطاع، الكثير من اللغط والجدل في الساحة الفلسطينية. وكانت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي بثت في نشرتها الإخبارية عشية عيد الأضحى المبارك ان هنية شخصياً اتصل هاتفياً بمراسلها الزميل"سليمان الشافعي ... طالباً توجيه رسالة الى اسرائيل تقضي ببدء حوار لوقف إطلاق الصواريخ من القطاع في اتجاه البلدات الاسرائيلية". ونقلت القناة عن الشافعي، وهو من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 ان هنية قال له:"نريد ان نوقف الصواريخ، لكن الاغتيالات الاسرائيلية لناشطين فلسطينيين تُعيق جهودنا لوقفها". وقللت مصادر عدة في حديثها ل"الحياة"من شأن العرض، نافية حقيقة ان يكون عرضاً بالمفهوم المتعارف عليه، على رغم تأكيدها جدية حكومة هنية وحركة"حماس"في طرحها التهدئة مع الدولة العبرية وقدرتها على إلزام جناحها العسكري"كتائب الشهيد عز الدين القسام"وفصائل المقاومة الأخرى، خصوصاً حركة"الجهاد الاسلامي"بها. واوضحت ان الحكاية بدأت بقصة انسانية عندما ألحت زوجة هنية"ام العبد"على ابنها البكر عبد السلام البحث وتقصي حقيقة ان كانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي ستسمح لفلسطيني ال48 المقيمين في الجليل والمثلث والنقب من زيارة أقارب لهم في القطاع لمناسبة عيد الأضحى المبارك، خصوصاً ان سلطات الاحتلال منعت منذ فوز حركة"حماس"الكاسح في الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006 شقيقات هنية الثلاث من زيارة شقيقهن وعائلاتهن عقاباً لهن، كون هنية أصبح رئيساً للحكومة العاشرة التي ترفض الاعتراف بها، علما ان شقيقات هنية الثلاث متزوجات من فلسطينيين يقيمون في منطقة النقب ويحملون الجنسية الاسرائيلية مثلهم مثل نحو 1.2 مليون فلسطيني رفضوا مغادرة اراضيهم عشية قيام الدولة العبرية في 15 أيار مايو عام 1948. وقالت المصادر ان عبد السلام اتصل هاتفياً بالزميل سليمان الشافعي الذي أخبره ان اسرائيل لم تعلن أي تسهيلات تمكن فلسطينيي ال48 من زيارة أقارب لهم في القطاع، خصوصاً بعدما قررت الدولة العبرية في 19 أيلول سبتمبر الماضي اعتبار القطاع"كياناً معادياً"بعد سيطرة"حماس"عليه. وأثناء الحديث وصل هنية الى بيته، فطلب الشافعي ان يتحدث إليه ويسأله عن المستجدات المتعلقة بالوضع الفلسطيني. ونقلت المصادر عن هنية قوله للشافعي:"نحن لسنا ضد التهدئة المتبادلة المتزامنة"، مضيفة ان ما قاله هنية"لا يعدو عن كونه موقفاً معروفاً ومعلناً لحماس من مسألة التهدئة". وأشارت الى ان ما قاله هنية جاء في وقت اتخذت فيه الحكومة والحركة قراراً بالتهدئة في القطاع، خصوصاً أن هناك وسيطاً او وسطاء أوروبيين منخرطون في وساطة بين الطرفين للتوصل الى تهدئة تكفل وقف الهجمات الفلسطينية في مقابل وقف الاعتداءات ورفع الحصار المحكم على القطاع.