أعلنت حركة"حماس"أمس انتهاء التهدئة الموقتة التي استمرت 24 ساعة في غزة، استجابة لطلب مصري. ولمحت على لسان القيادي البارز فيها الدكتور محمود الزهّار إلى استعدادها لتمديد الهدنة، لكنه رأى أن ذلك"يتطلب التزاماً إسرائيلياً باستحقاقاتها وشروطها". ولفت إلى أن"أي اتصالات رسمية لم تجر مع حماس في شأن التهدئة". وجدّد الزهار ما قاله القيادي في الحركة أيمن طه أول من أمس من أن"حماس مستعدة للعودة إلى التهدئة إذا التزمت إسرائيل بشروط هذه التهدئة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في حزيران يونيو الماضي"?. وقال في تصريح صحافي تلقته"الحياة"إنه"سيتم تقويم الموقف بعد انتهاء فترة وقف إطلاق الصواريخ لمدة يوم واحد?،? وإذا كانت هناك مستجدات إيجابية فسيتم تمديد هذا الموقف?". لكنه أكد أن"أي اتصالات رسمية لم تجر مع حماس في شأن التهدئة". وشدد على أن"المطلوب من إسرائيل التزام شروط التهدئة، وأن تدفع استحقاقاتها، خصوصاً وقف كل أشكال العدوان وفتح كل المعابر". وردا على سؤال عن استعداد حماس للعودة إلى التهدئة، اشترط الزهار"التزام اسرائيل استحقاقاتها". لكن"كتائب القسام"، الذراع العسكرية ل"حماس"، لم تعترف بالتهدئة الموقتة. وقالت إنه"لا يوجد جيش مقابل جيش حتى يتم إعلان تهدئة بالساعات"، فيما أطلقت أجنحة مسلحة فلسطينية عدداً من الصواريخ محلية الصنع على أهداف إسرائيلية. وتفاقمت الأزمة الانسانية في غزة بعد توقف أكثر من نصف المخابز عن العمل أمس. وقال"أبو عبيدة"الناطق باسم"كتائب القسام"في تصريح صحافي أمس تعقيباً على التهدئة القصيرة من أجل إدخال مساعدات إنسانية من مصر، إنه"لا توجد تهدئة معلنة بالساعات". وشدد على أنه"لا تهدئة جديدة، والمعركة مع الاحتلال مفتوحة، وحتى لو حدث تخفيف من أعمال المقاومة مثل إطلاق الصواريخ، فإن ذلك يأتي في إطار التنسيق الفصائلي، وليس إعلان تهدئة جديدة". وعن تهديد"حماس"باستئناف العمليات"الاستشهادية"في إسرائيل في حال شنت الأخيرة عدواناً واسعاً أو اغتالت عدداً من قادة الحركة، قال:"نحن كجناح عسكري لحماس نؤكد أن كل الخيارات مفتوحة في مواجهة العدوان والبطش الصهيوني اللامحدود". وجدد تأكيد أن الحركة"لم تلغ خيار العمليات الاستشهادية من حساباتها". ودعت"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"إلى"معادلة جديدة للتهدئة تنفتح على أفق سياسي بحيث تكون تهدئة متبادلة ومتزامنة وشاملة لقطاع غزة والضفة الغربية". وقال عضو المكتب السياسي للجبهة صالح زيدان إن التهدئة التي انتهت الجمعة الماضي"انهارت بفعل الإرهاب الإسرائيلي وتحت اشتداد حصار تجويع غزة والاعتداءات العسكرية والنشاطات الاستيطانية في الضفة". وأضاف خلال مؤتمر صحافي في مدينة غزة أمس أن"التهدئة التي امتدت ستة شهور كانت من جانب واحد هو الجانب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن"الذي دمرها هو الاحتلال، إذ لم تلتزم إسرائيل بها ولا بموجباتها، مستغلةً حال الانقسام، وعدم وجود آليات ملزمة". وحمل الدولة العبرية"المسؤولية الكاملة عن انتهاء التهدئة"، داعياً إلى"ضغط إقليمي ودولي لفك الحصار ولجم العدوان ووقف الاستيطان". وندد ب"محاولات التضليل الإسرائيلية لتصوير الحق المشروع للشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال، وكأنه المسؤول عن تدمير التهدئة". ورأى أن"اللحظة الراهنة مناسبة للتعجيل بانعقاد الحوار الوطني الشامل من دون شروط إضافية أو مسبقة"، داعياً"مصر الشقيقة إلى الدعوة السريعة لهذا الحوار، من أجل تنفيذ إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني". ورأى عضو المكتب السياسي للجبهة رمزي رباح أن"الخروج من هذه الأوضاع الخطيرة يتطلب ترتيب وتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية من جانب، وشن أوسع حملة لتوليد ضغوط إقليمية ودولية على حكومة الاحتلال للجم عدوانها وفك حصارها عن قطاع غزة". وفي السياق نفسه، شدد عضو اللجنة المركزية للجبهة صالح ناصر على أن"انتهاء التهدئة وانفتاح الوضع على كل الاحتمالات، بما فيه التهديدات بعمليات عسكرية واسعة ومضاعفة العدوان، يتطلبان الشروع الفوري في بناء جبهة مقاومة موحدة تضم الجميع وبمرجعية سياسية واحدة". في غضون ذلك، أطلقت"كتائب المقاومة الوطنية"، الذراع العسكرية للجبهة، و"ألوية الناصر صلاح الدين"، الذراع العسكرية ل"لجان المقاومة الشعبية"، صاروخين على بلدة سديروت أمس. وقال بيان مشترك للجناحين المسلحين إن اطلاق الصاروخين"يأتي في إطار الرد على الاعتداءات الإسرائيلية ومواصلة سياسة الحصار والإغلاق الخانق على أبناء شعبنا في قطاع غزة". وتفاقمت الأزمة الانسانية في غزة أمس بعد توقف نصف مخابز القطاع ومطاحن القمح القليلة. ومن المرجح أن يتوقف باقي المخابز والمطاحن اليوم عن العمل، ما لم يتم فتح المعابر وإدخال كميات كبيرة من القمح والدقيق. نشر في العدد: 16700 ت.م: 24-12-2008 ص: 13 ط: الرياض