قررت فصائل عراقية تحارب تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" في محافظة ديالى المضطربة أمنياً، إغلاق مقراتها في حين انتشر مسلحوها في الشوارع مطالبين بإقالة قائد الشرطة على رغم فرض السلطات المحلية حظر للتجول. وقالت مصادر أمنية في بعقوبة شرق بغداد إن"اللجان الشعبية"المشكلة من عناصر كانت منضوية في جماعات مسلحة في منطقة بهرز أعلنت اضراباً عن العمل احتجاجاً على"جرائم ارتكبها"قائد الشرطة اللواء غانم القريشي. وأشارت تلك اللجان الى أن الاضراب مستمر وسيشمل كل مناطق بعقوبة حتى الاستجابة لمطالبهم القاضية بإقالة قائد شرطة ديالى وإحالته الى القضاء. وكان مصدر أمني في بعقوبة أكد اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات تسعة مدنيين بينهم ثلاث نساء في منطقة الاحيمر شمال بعقوبة. وقال المسؤول في كتائب"اللجان الشعبية"حجي باسم الكرخي:"لم نتلق أي مساعدة من الحكومة، وخصوصاً من شرطة ديالى على رغم الجهود التي بذلناها والدماء التي نزفناها لإخراج القاعدة من هنا". يشار إلى أن"اللجان الشعبية"التي كانت تحارب الحكومة والقوات الأميركية تضم كلاً من"كتائب ثورة العشرين"و"حماس العراق"و"كتائب صلاح الدين"و"جيش المجاهدين". ومعلوم أن"اللجان الشعبية"مشابهة ل"مجالس الصحوة"التي تحارب"القاعدة". وأضاف الكرخي أن"هناك مناطق لم تخضع إلى الخطة الأمنية، وخصوصاً هويدر وخرنابات الشيعيتين اللتين يغض قائد الشرطة اللواء غانم القريشي الطرف عنهما". ويقطن قائد شرطة المحافظة قرب هاتين المنطقتين. واتهم الكرخي قائد الشرطة بارتكاب"انتهاكات مثل خطف أبناء من أهل السنة من أمام مقر قيادة النجدة وخطف نسائنا في ناحية العبارة، إضافة إلى عدم موافقته على تطوع أبنائنا في سلك الشرطة". وتابع أن"اللجان الشعبية في ديالى تطالب بإقالة القريشي وشمول قرى هويدر وخرنابات بالخطة الأمنية ... والافراج عن السجناء الذين لم يثبت تورطهم في أعمال إرهابية، واعطاء اللجان الشعبية الصفة الرسمية واعتبارها جهة أمنية مستقلة". وكان الجيش الأميركي بدأ العام الماضي التحاور مع المسلحين المناوئين الذين يسمون"المواطنين المحليين المعنيين"وتجنيدهم للعمل لمصلحته بمبلغ 300 دولار شهرياً بهدف محاربة تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". ووفقاً لآخر إحصاء للجيش الأميركي، فإن هناك 130"مجلس صحوة"في العراق يبلغ عدد عناصرها حوالي 80 ألف رجل. ويشكل العرب السنة حوالي 80 في المئة من هؤلاء والباقي من الشيعة، في حين أن ثمة بعض"مجالس صحوة"مختلطة من السنة والشيعة. وأفاد شهود أن الشرطة فرضت منذ صباح الجمعة حظر تجول في عموم المحافظة، فيما انتشر مسلحون من"اللجان الشعبية"في وسط بعقوبة وبلدة بهرز وحي التحرير، وأغلقوا مكاتبهم. وقال المقدم في الشرطة سهيل ابراهيم إن"هناك خلافاً بين قائد الشرطة واللجان الشعبية ولا نتدخل في هذا الأمر". وأعرب عن"خشيته من أن تكون الشرطة الضحية ... لكننا نعمل حالياً على تحقيق المصالحة بين قيادة شرطة ديالى واللجان". وتشهد محافظة ديالى، وكبرى مدنها بعقوبة، العدد الأكبر من الهجمات التي تستهدف في غالبيتها عناصر"مجالس الصحوة"التي يمولها الجيش الأميركي. وتعتبر ديالى التي تضم خليطاً من الطوائف والقوميات عراقاً مصغراً، كما أنها من أبرز معاقل المتطرفين، ومن أخطر مناطق العراق.