وصف الموفد الدولي في نزاع الصحراء بيتر فان فالسوم محادثاته مع المسؤولين المغاربة أمس في الرباط، محطته الأولى في جولة تشمل مخيمات تندوف والجزائر وموريتانيا، بأنها تمت في أجواء ودية. وقال إنه جرى تبادل لوجهات النظر حول أنجع السبل لجعل المفاوضات حول الصحراء"جوهرية أكثر"، معرباً عن أمله في أن تكون المفاوضات مع بقية الأطراف"أيضاً مثمرة". وسئل فان فالسوم، في ختام المحادثات التي أجراها مع رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي في حضور وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري ووزير الداخلية شكيب بن موسى ومندوب المغرب في الأممالمتحدة مصطفى الساهل، إن كان سيطلب إلى الجزائر الانخراط في عملية المفاوضات فأجاب:"في حال كان لديّ النية في أن أطلب أي شيء من الجزائر فسيكون من الحكمة ألا أشير اليه في هذا الظرف". غير أن رئيس الوزراء المغربي شدد على أن حل نزاع الصحراء يفسح في المجال أمام معاودة البناء المغاربي وتعزيز العلاقات الافريقية ودعم البناء المتوسطي في ضوء استتباب الأمن والسلم والاستقرار. وصرح بأن دولاً افريقية كانت تؤيد الطرح الجزائري غيّرت مواقعها بعد طرح الرباط خطة منح الحكم الذاتي للمحافظات الصحراوية، في حين عبّر وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري عن عزم بلاده المضي قدماً في مسلسل المفاوضات وفق مرجعية الحكم الذاتي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وقال إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات جوهرية على قاعدة الحكم الذاتي. وكان لافتاً في غضون ذلك أن وفداً مغربياً يضم وزير الخارجية الفاسي الفهري والمدير العام للدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري زار نواكشوط قبل يوم واحد من بدء زيارة فان فالسوم إلى المنطقة وأجرى محادثات مع الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبدالله، عرضت الى تطوير العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ونقل رسالة بهذا المعنى من العاهل المغربي الملك محمد السادس الى الرئيس الموريتاني. ويشار بهذا الصدد الى أن وفداً من أحزاب الغالبية النيابية والحكومية الموريتانية كان زار المغرب أخيراً أعلن دعمه وتأييده مبادرة الحكم الذاتي، فيما تلتزم السلطات الموريتانية موقف الحياد الايجابي لجهة دعم جهود الأممالمتحدة. وتعتبر زيارة الموفد فان فالسوم الأولى من نوعها إلى المنطقة منذ بدء مفاوضات مانهاست قرب نيويورك في حزيران يونيو الماضي. فقد سبق له أن زار المنطقة ثلاث مرات في سياق مغاير، كونه يرعى شخصياً مفاوضات مانهاست التي ستعاود الانطلاق في جولة رابعة في الحادي عشر من آذار مارس المقبل. وترمي الزيارة الحالية، وفق مصادر ديبلوماسية، الى حض أطراف الجوار على المشاركة ايجاباً في المفاوضات كما يطلب قرار مجلس الأمن الرقم 1783، أقله المساعدة في احراز التقدم الذي يكفل بدء مناقشات جوهرية للقضايا الخلافية، خصوصاً أن هناك من يربط هذا التطور المحتمل بإحلال وفاق اقليمي يبدأ بمعاودة تطبيع العلاقات الفاترة بين المغرب والجزائر. وكان المغرب تمنى على الجزائر المشاركة في جولات المفاوضات، إلا أن الأخيرة اكتفت بحضور وفد عنها الجلسات الافتتاحية للمفاوضات فقط. وصرح مسؤول مغربي بارز بأن الجزائر رفضت زيارة كان يعتزم القيام بها وفد مغربي رفيع المستوى إلى الجزائر لوضعها في صورة اقتراح الحكم الذاتي، في حين أن البحث ثنائياً في معاودة فتح الحدود المغلقة منذ 1994 ظل معلّقاً نتيجة تباين المواقف من قضية الصحراء. ولم يفلح مؤتمر أخير لوزراء الخارجية المغاربيين استضافته الرباط في تحديد موعد القمة المغاربية المؤجلة الى ما لا نهاية.