دعت الإدارة الأميركية جبهة "بوليساريو" إلى "الانخراط في المفاوضات مع المغرب على أساس اقتراح الحكم الذاتي". وصرح مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كيسي أول من أمس:"نعتبر اقتراح المغرب القاضي منح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً حقيقياً يتيح خياراً جاداً وذا صدقية، ونأمل أن تنخرط بوليساريو في المحادثات على أساسه كنقطة انطلاق واقعية قد تؤدي إلى تسوية النزاع". وأشاد المسؤول الأميركي، في غضون ذلك، بقرار عقد جولة رابعة من المحادثات في مانهاست بين 11 و13 آذار مارس المقبل، مؤكداً أن واشنطن عبّرت عن أملها في"أن يستثمر الجانبان الجولة للبحث في القضايا الأساسية في شكل جوهري". وقال إن الطرفين أجريا جولات مفاوضات"غير أنهما لم يتمكنا من تسوية أي من القضايا الأساسية". إلى ذلك، أعلنت فرنسا أنها تقدم دعماً كاملاً لجولات مفاوضات مانهاست بهدف التوصل إلى حل نهائي للنزاع. وقالت باسكال اندرياتي، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في أعقاب محادثات أجراها رئيس الديبلوماسية المغربية الطيب الفاسي الفهري ونظيره الفرنسي برنار كوشنير، إن بلادها"تشجع عن كثب تطورات الملف وتقدم دعمها الكامل لجولات المفاوضات". وذكرت أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان أكد خلال زيارته الرسمية للجزائر في تشرين الثاني نوفمبر الماضي أن اقتراح الحكم الذاتي المغربي"أساس جيد للانطلاق". وتكمن أهمية الموقفين الأميركي والفرنسي، وفق مصادر ديبلوماسية، في أنهما"يعززان موقف الرباط لجهة اعتبار قراري مجلس الأمن الدولي 1754 و1783 يدعمان خطة الحكم الذاتي"، خصوصاً أن جولة مفاوضات"مانهاست 3"ركزت على بحث مدى التزام الطرفين تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وبارتباط مع اجراءات تكريس الثقة بين المغرب و"بوليساريو"التي شكلت أحد المحاور الأساسية في جهود الوسيط بيتر فان فالسوم لإحراز تقدم يزيل الحواجز النفسية والسياسية، استؤنفت الزيارات المتبادلة بين المنتمين إلى عوائل صحراوية في المناطق الواقعة تحت نفوذ المغرب والقادمة من مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، التي ترعاها مفوضية اللاجئين. وأفاد بيان مكتب التنسيق المغربي مع بعثة"المينورسو"ان 53 شخصاً من 15 عائلة أفادوا من هذه الزيارة التي بدأت الجمعة، وشملت كذلك زيارة 26 شخصاً من مخيمات تندوف أقلتهم طائرة تابعة للأمم المتحدة. ويعول بيتر فان فالسوم على حدوث تطور أكبر لجهة زيارات أعداد متزايدة في نطاق انساني صرف. على صعيد آخر، بحث وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى خلال زيارته باريس مع وزيرة الداخلية الفرنسية ميشال اليوت ماري في تنسيق جهود البلدين في الحرب على الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.