أجرى وفد مغربي رفيع المستوى محادثات سياسية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك عرضت آخر تطورات قضية الصحراء والتزام الرباط المضي قدماً في مفاوضات مانهاست"على أسس مشجعة". وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري الذي التقى بان مع المدير العام للدراسات والمستندات الاستخبارات الخارجية محمد ياسين المنصوري، إن المحادثات عرضت إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1813 الذي حدد معالم التوجهات الرامية إلى إقرار حل سياسي نهائي لنزاع الصحراء، لا سيما في ضوء الخلاصات التي انتهت إليها أربع جولات من المفاوضات بين المغرب وجبهة"بوليساريو"في حضور مراقبين من الجزائر وموريتانيا. وترى الرباط أن الجولة المقبلة التي أقرتها الأممالمتحدة يجب أن تبدأ من النقطة التي توقفت عندها الجولات السابقة، على أن تتسم ب"طابع جوهري"إزاء الدخول في صلب القضايا الخلافية المطروحة. وأبدت كذلك ترحيباً بتعيين وسيط دولي جديد يرجح أن يكون الديبلوماسي الأميركي كريستوفر روس، مشيرة إلى أنها تدعم اختيار الأمين العام للأمم المتحدة. لكنها شددت على ضرورة الانطلاق من الخلاصات التي توصل إليها الموفد الدولي السابق بيتر فان فالسوم الذي اعتبر استقلال الصحراء"خياراً غير واقعي"، في إشارة إلى دعم خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لمنح إقليم الصحراء صلاحيات واسعة في إدارة الشؤون المحلية. ولفت العاهل المغربي الملك محمد السادس قبل نحو أسبوعين إلى أن بلاده عازمة على البدء في تنفيذ خطة الحكم الذاتي في نطاق تنظيم جهوي يشمل مختلف أقاليم البلاد، ما يؤكد نية الرباط الذهاب بعيداً في تنفيذ هذا الاقتراح الذي تدعمه عواصم ذات ثقل داخل مجلس الأمن. وتنهمك الحكومة المغربية في إقرار مشاريع قوانين ستعرض لاحقاً للتصديق عليها في البرلمان، تشمل التنظيم الجهوي الذي ينظر إليه باعتباره صيغة متطورة عن نظام اللامركزية، على غرار تجارب الدول الأوروبية مثل اسبانيا وإيطاليا وألمانيا في منح الأقاليم صلاحيات أوسع. والمرجح أن تكون بداية التنفيذ من المحافظات الصحراوية. وكانت المحادثات بين الوفد المغربي والأمين العام للأمم المتحدة عرضت الأوضاع في أفريقيا والتزامات الرباط حفظ السلام والأمن وقضايا إقليمية ودولية. نشر في العدد: 16670 ت.م: 24-11-2008 ص: 12 ط: الرياض