دعت الحكومة المغربية الجزائر إلى الانخراط الإيجابي في الجولة الرابعة من مفاوضات مانهاست حول الصحراء. وقال رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي أمام مجلس الحكومة أمس انه يدعو الأطراف المعنية، خصوصاً"الجزائر الشقيقة"، إلى الانخراط في جوهر المفاوضات حول صيغة الحكم الذاتي"باعتباره حلاً سياسياً واقعياً ويستجيب تطلعات الشعوب المغاربية في بناء الاتحاد المغاربي على أسس صلبة ومتينة"، مؤكداً أن المغرب شارك في جولات المفاوضات السابقة"بروح الثقة والأمل وحسن النية". وأوضح الفاسي أنه أبلغ الديبلوماسي بيتر فان فالسوم، الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رغبة بلاده وعزمها على المضي قدماً في طريق المفاوضات الجادة، في إشارة الى اجتماع حضره زعماء الأحزاب السياسية المغربية في الموالاة والمعارضة وانعقد خلال جولة الموفد الدولي في المنطقة أخيراً. ولاحظ مراقبون ان دعوة رئيس الوزراء المغاربي تزامنت والأفكار التي طرحها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش لجهة قيام حوار مغربي - جزائري خلال زيارته عاصمتي البلدين، ما اعتُبر مؤشراً إلى تحرك أميركي يهدف إلى حلحلة الأزمة بين البلدين الجارين، لا سيما أن المسؤول الأميركي حض المغرب والجزائر على الحوار على رغم تداعيات قضية الصحراء. وسبق لمسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين أن تمنوا على أطراف النزاع التحلي بالإرادة الحسنة، كون خطة الحكم الذاتي توجد على الطاولة وتفسح في المجال أمام حوار بناء. إلى ذلك، عزت مصادر في الرباط إرجاء جولة مفاوضات مانهاست الرابعة التي كانت مقررة في الحادي عشر من آذار مارس، وأُرجئت إلى السادس عشر منه، الى التزامات يُعتقد أنها تطال انعقاد قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي ستستضيفها دكار في الرابع عشر من الشهر ذاته، كون المغرب يرأس لجنة القدس المنبثقة عنها، إضافة الى مشاركة وزير الخارجية المغربي في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية، ما يعني أن لا علاقة للإرجاء بأي مشكل طارئ يخص المواقف من تطورات الصحراء، إذ سبق للرباط أن أكدت للموفد الدولي فان فالسوم التزامها المشاركة في الجولة المقبلة على رغم استمرار الخلافات وتباين وجهات النظر حول أرضية المفاوضات. وبارتباط مع ذلك، دعا منشقون عن جبهة"بوليساريو"من بين أعيان وشيوخ وزعماء قبائل صحراوية المجتمع الدولي إلى"الضغط على الجزائر"لتمكين الرعايا المتحدرين من أصول صحراوية المقيمين في تندوف من العودة إلى الصحراء. وقال المنشق الصحراوي حمادة ولد الدرويش الذي كان واحداً من الموقعين على"بيان كجيجيمات"إبان انعقاد مؤتمر"بوليساريو"قبل أسابيع في تيفاريتي في المنطقة العازلة خارج الجدار الأمني في الصحراء:"حان الوقت لسماع أصوات الصحراويين الذين سئموا من استخدامهم في صراعات سياسية واقليمية". ورأى أن الحكم الذاتي يضمن للصحراويين العيش في كرامة ويعتبر مظهراً لتقرير المصير. ويقول مراقبون إن تزامن عودة منشقين عن"بوليساريو"يقدر عددهم بحوالي مئة شخص دفعة واحدة إلى المغرب، مع احتفالات هذه الجبهة في تيفاريتي بذكرى إعلان"الجمهورية الصحراوية"من طرف واحد، يشير إلى أن الخلافات داخل"بوليساريو"خرجت إلى العلن. وقبل تحرك هؤلاء المنشقين الجدد، أُعلن عن تأسيس تيار"خط الشهيد"الذي يضم منشقين عن قيادة الجبهة، إلا أنه ينازع المغرب السيادة على الأقاليم الصحراوية. وفي جزر لاس بالماس التأم أخيراً تجمع لصحراويين يراهنون على الحل السياسي، في وقت كانت"بوليساريو"تهدد بالعودة إلى حمل السلاح. على صعيد آخر، ذكر مصدر قضائي أن 35 متهماً أعضاء في"الخلية الإرهابية"المزعومة التي يتزعمها عبدالقادر بلعيرج أحيلوا أمس على المدعي العام في محكمة الاستئناف في الرباط بعد انتهاء فترات الاعتقال الاحترازي التي مُددت أكثر من مرة. ووفق التحريات الأمنية، فإن المتابعين الذين يُشتبه في أنهم كانوا يعتزمون تنفيذ اغتيالات تطاول شخصيات سياسية ووزراء وضباطاً في الجيش، ينتسبون إلى تنظيمات محظورة، من بينها"الشبيبة الإسلامية"و"الحركة الثورية الإسلامية"و"حركة المجاهدين في المغرب"، وفصائل أخرى. إلا أنها المرة الأولى التي يتابع فيها مسؤولون سياسيون في حزب"البديل الحضاري"و"الحركة من أجل الأمة"غير المرخص لها بتهمة الضلوع في أعمال إرهابية، كان مقرراً أن يبدأ تنفيذها في أيار مايو، وفق افادات معتقلين. وكانت محكمة في الدار البيضاء دانت عميد شرطة بالسجن خمس سنوات بتهمة"افشاء سر مهني"، في إشارة إلى كونه أخبر مطلوبين بأن اسماءهم وضعت على قوائم الممنوعين من مغادرة البلاد، ما أدى إلى تسريع اعتقال أعضاء الخلية الأسبوع قبل الماضي.