اعتبر المغرب زيارة الوسيط بيتر فان فالسوم، الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى عواصم شمال افريقيا المقررة قبل الجولة الرابعة من مفاوضات مانهاست نيويورك في 11 آذار مارس المقبل،"مناسبة لاستكشاف أفكار جديدة من شأنها المساعدة في إحراز التقدم". وأصدر فان فالسوم بياناً أول من أمس، في أعقاب انتهاء مفاوضات"مانهاست 3"، قال فيه ان الطرفين واصلا خلال هذه المحادثات المغلقة في ضاحية نيويورك،"التعبير عن اختلاف كبير في وجهات النظر حول المسائل الأساسية"، لكنهما اتفقا على جولة رابعة بين 11 و 13 آذار. وقال وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى، في أعقاب انتهاء المفاوضات، ان دول الجوار وخصوصاً الجزائر"مدعوة إلى أن تلعب دوراً إيجابياً وتساهم في البحث عن حل نهائي لنزاع الصحراء، ما يخدم مصالح المنطقة برمتها". وتمنى على"البلد الشقيق الجزائر"باعتباره طرفاً معنياً"الانخراط ايجاباً في عملية التفاوض والمصالحة والدفع بها نحو حل عادل ودائم لا غالب فيه ولا مغلوب". وأضاف:"نحن مقتنعون بضرورة أن تُساهم الجزائر فعلاً في البحث عن حل سياسي وفاقي من أجل الإفساح في المجال أمام تفعيل البناء المغاربي، كما يدعوها الى ذلك المجتمع الدولي ومجلس الأمن". أما وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري فقال في مؤتمر صحافي إن الخيار المطروح اليوم"ليس بين الاستفتاء الذي يؤدي إلى الاستقلال كخيار وبين الحكم الذاتي، بل إنه الخيار الاستراتيجي الحقيقي بين الفرصة التي يمثلها الحكم الذاتي وبين حال الجمود". وحمّل"بوليساريو"والجزائر المسؤولية"في حال استمرار الجمود"، قائلاً:"لم يكن سهلاً على المغرب إعداد وتصور وقبول مشروع الحكم الذاتي". وجدد ترحيب بلاده إذا قبله الطرف الآخر"أما إذا تمادى في رفضه فسيكون مسؤولاً أمام شعوب المنطقة والمجتمع الدولي". وشدد المدير العام للدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري، لدى سؤاله عن تهديدات"بوليساريو"بمعاودة حمل السلاح،"إن هذه التهديدات مرفوضة، وقد اخترنا ضبط النفس والتحلي بالصبر". وأضاف:"المغرب منفتح وعلى استعداد للمضي قدماً في مسلسل المفاوضات، بقدر ما لا يمكنه قبول المساس بوحدته الترابية وبأمنه واستقراره"، مشيراً إلى أن بلاده نددت بتنظيم"بوليساريو"مؤتمرها الأخير في تيفاريتي شرق الجدار الأمني، مؤكداً أن الرباط لا تقبل أي تغيير في وضع اقليم الصحراء. لكن رئيس المجلس الاستشاري الملكي الصحراوي وجه رسالة إلى المنتسبين إلى"بوليساريو"يحضهم فيها على المشاركة في ترتيبات الحكم الذاتي كأفراد وتنظيم، ما اعتبره أكثر من مراقب تطوراً في موقف الرباط لناحية استيعاب صحراويي تندوف. وقال خلي هنا ولد الرشيد:"طرحنا على بوليساريو السؤال: هل تريدون حلاً أم تريدون البقاء في تندوف؟ غير أنهم كانوا عاجزين عن الإجابة". ووصف أجواء مفاوضات"مانهاست 3"بأنها"كانت صريحة"، في حين أوضح أعضاء في الوفد المغربي انها دعمت طرق تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالحل السياسي ومنهجية المفاوضات، وجددوا تمسكهم بخطة الحكم الذاتي. وأعرب وزير الخارجية المغربي عن أمله في ان يتحقق تجاوب الأطراف الآخرين مع قرارات مجلس الأمن في"مانهاست 4"، مؤكداً أن المغرب سيذهب الى الجولة الرابعة من المفاوضات لشرح موقفه وتفسير الإطار الذي يعمل فيه:"الحكم الذاتي ولا شيئ غير الحكم الذاتي طبقاً للمعايير الدولية وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن رئيس فريق"بوليساريو"التفاوضي محفوظ علي بيبا تأكيد التزام وفده"باستفتاء حر وعادل لتقرير المصير يعرض على ارادة الشعب الصحراوي الحرة خيار الاستقلال الذي تدافع عنه بوليساريو وخيار الحكم الذاتي المعروض من المغرب". ورحب بيبا بالاتفاق على جولة رابعة من المحادثات لكنه حض الطرف المغربي على"التخلي عن سياسة الأمر الواقع وفرض حل آحادي الجانب". العاهل الأردني يبدأ الأحد زيارة للمغرب وفي عمان أ ف ب يتوجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأحد المقبل الى المغرب في زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام يبحث خلالها مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في الأوضاع في الشرق الأوسط. وترافق الملكة رانيا العبدالله العاهل الأردني في هذه الزيارة التي تأتي بناء على دعوة من الملك محمد السادس.