سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موراتينوس إلى الرباط لتطبيع العلاقات ... والجزائر "رفضت" طلب المغرب ابلاغها بخطة لحل أزمة الصحراء . المغرب : سائرون في خطة الحكم الذاتي نجحت جولة مفاوضات مانهاست أو فشلت
علمت"الحياة"أن وزير الخارجية الإسباني انخيل ميغيل موراتينوس سيزور المغرب في غضون الساعات المقبلة. وذكرت مصادر مطلعة أنه سيبحث مع المسؤولين المغاربة في أفق معاودة تطبيع العلاقات بعد سحب الرباط سفيرها في مدريد في تشرين الثاني نوفمبر الماضي احتجاجاً على زيارة العاهل الإسباني خوان كارلوس مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال البلاد. وأوضحت المصادر ذاتها أن الزيارة المرتقبة"لم تكن بطلب من الرباط". على صعيد آخر، كشفت المصادر أن السلطات المغربية أبلغت الجزائر قبل طرح خطة الحكم الذاتي في الصحراء، أنها ترغب في وضع المسؤولين الجزائريين في صورة الاقتراح المغربي قبل عرضه على مجلس الأمن، إلا أن رغبتها قوبلت بالرفض. وقال مسؤول مغربي رفيع المستوى إن أي مسؤول جزائري لم يزر المغرب منذ فترة، وإن اللقاءات التي تجمع المغاربة والجزائريين تكون في إطار إقليمي، كما في اجتماعات وزراء الخارجية المغاربيين أو مجموعتي"5+5"، وهي لا ترتدي أي طابع ثنائي. واستبعد في غضون ذلك البحث في مسألة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ صيف 1994 بسبب ما وصفه ب"رفض الجزائر مناقشة الموضوع إلى ما بعد حل خلافات الصحراء". وكشف أن أي لقاء بين مسؤولين مغاربة وجزائريين لم ينعقد على هامش مفاوضات مانهاست، على رغم حضور وفد جزائري اقتصر"على المشاركة في جلستي افتتاح المفاوضات واختتامها". وأضاف أن الوفد الجزائري لم يشارك في جولات المفاوضات، موضحاً أن قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بنزاع الصحراء وآفاق المفاوضات دعت دول الجوار إلى دعم هذا التوجه. إلى ذلك، قال المسؤول المغربي إن وفد بلاده إلى المفاوضات ذاهب إلى مانهاست"بروح ايجابية بناءة"، وان الجولة الثالثة التي ستبدأ في 7 الشهر الجاري"ستكون مناسبة لرصد الموقف الجزائري". غير أنه شدد على ان الرباط ملتزمة تنفيذ خطة الحكم الذاتي"سواء نجحت المفاوضات أو فشلت"، وأوضح أن"لا بديل عن هذه الخطة"، وان المغرب"لا يقبل مناقشة أي اقتراح آخر"، مستنداً في ذلك إلى كون قرارات مجلس الأمن عرضت الى التطورات الايجابية التي عرفها الملف، في إشارة الى اقتراح بلاده منح اقليم الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً. وبارتباط مع ذلك، نفت مصادر مسؤولة وجود أي اتصالات بين المغرب وجبهة"بوليساريو"خارج سياق المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة. لكنها استطردت أن"هناك اتصالات بين الأهالي المتحدرين من أصول صحراوية المقيمين في الصحراء وفي مخيمات تندوف". وأوضحت ان فكرة الاتصالات طُرحت على صعيد رئيسي الوفدين المفاوضين، إلا ان هذه الصيغة"لم تتحقق". ورأت المصادر ذاتها ان حظوظ نجاح أو إخفاق الجولة الثالثة من مفاوضات مانهاست"رهن إرادة التقدم الى الأمام". ولاحظت أن ثمة مؤشرات"لا تدفع الى التفاؤل"لكن الأهم أن جليد الحواجز النفسية والسياسية تكسر. وسُئل مسؤول مغربي عن تداعيات عقد مؤتمر"بوليساريو"الأخير في بلدة تيفاريتي شرق الجدار الأمني في المنطقة العازلة، فقال:"أبلغنا الأممالمتحدة أن ذلك يشكل انتهاكاً لوقف النار. وأبلغنا الدول التي شاركت وفود عنها في المؤتمر ان تيفاريتي أرض مغربية". وعن الموقف من قضية تلويح"بوليساريو"بمعاودة حمل السلاح، قال المسؤول المغربي:"عندما نتحدث عن حسن النيات في المفاوضات لا ينبغي أن نقول مثل هذا الكلام". وعرض إلى الأحداث التي رافقت انعقاد المؤتمر مؤكداً ان اعتصام زعماء وشيوخ قبائل صحراوية في كجيجيمات في ضواحي تيفاريتي يعكس حال التذمر ويشير الى وجود تيار داخل"بوليساريو"يدعم الحل السياسي. من جهة ثانية، كشف مسؤول مغربي أن بلاده ترصد التطورات الأمنية في شمال موريتانيا بعد الهجمات الأخيرة. وقال إن حال الاستنفار في المغرب مستمر وفق ما يقتضيه الحرص على سلامة البلاد وأمنها، خصوصاً أن المغرب مستهدف، موضحاً أن معطيات الأحداث في الجزائروموريتانيا وإفادات معتقلين في تنظيمات ارهابية في بعض العواصم الأوروبية"تجعلنا على أهبة دائمة".