ترتفع حدة الإثارة والندية في مسابقة كأس ولي العهد عندما يلتقي مساء اليوم فريقا الشباب والهلال في ذهاب نصف نهائي البطولة. المواجهة صعبة جداً للفريقين، لأن الفائز سيتقدم خطوة كبيرة نحو بلوغ النهائي، لذا سيكون الصراع على أشده بين المدربين الروماني كوزمين والأرجنتيني هكتور لانتزاع الورقة الأولى والاقتراب من العبور إلى المرحلة المهمة، ولعل تشابه ظروف الفريقين وتقارب أدائهما الفني يزيد قوة المواجهة صعوبة، كما أن تراجع خطوط الفريقين في الحصول على صدارة الترتيب في بطولة الدوري عقب التعثر بالتعادل لكلا الطرفين في الجولة السابقة يجعل التركيز ينصب على مسابقة كأس ولي العهد بعد الوصول إلى مراحل متقدمة من البطولة. الشباب وصل إلى نصف النهائي عبر الطريق الأسهل، عندما تجاوز ضمك في دور ال16 بهدفين من دون رد، ثم كسب الوطني بذات النتيجة في دور الثمانية، وحاول مدربه الأرجنتيني هكتور إعادة ترتيب الأوراق مجدداً استعداداً للمرحلة الأصعب، وسعى جاهداً إلى تجهيز العناصر البديلة بعد تعرض هداف الفريق ناصر الشمراني والبرازيلي كماتشو وعبده عطيف لإصابات مختلفة، إلا أن نسبة مشاركة هذا الثلاثي كبيرة. الخطوط الشبابية متماسكة جيداً، وتمتاز بالأداء الجماعي السريع، ما يجعل الهجمة في غاية الخطورة، خصوصاً في حال وجود ناصر الشمراني وناجي مجرشي في خط المقدمة، كما أن خط الدفاع يكتسب الصلابة في ظل المساندة الفاعلة من لاعبي الوسط، ويحرص الأرجنتيني هكتور على تنويع هجمات فريقه من الأطراف تارة ومن العمق تارة أخرى، مستنداً إلى وجود العناصر القادرة على تطبيق ما يريد من مخططات فنية على أرض الميدان. وعلى الضفة الأخرى، يدخل الهلال المواجهة بطموحات تعانق السماء من أجل العودة إلى منصات التتويج، بعد أن غاب عن معانقة الذهب الموسم الماضي، وجاء وصول الفريق إلى مرحلة نصف النهائي بعد أن أقصى غريمه التقليدي النصر في الدور الأول بهدفين نظيفين قبل أن يتجاوز الحزم بشق الأنفس بهدفين في مقابل هدف. المدرب الروماني كوزمين حاول إراحة نجوم الفريق في المباراة السابقة في منافسات الدوري تحسباً لموقعة اليوم المهمة جداً في السجلات الزرقاء، إذ يسعى كوزمين إلى الظفر بأفضل النتائج حتى يدخل فريقه مباراة الإياب بأعصاب هادئة وبحسابات أقل تعقيداً، ومتى ما تعامل الروماني مع قدرات لاعبيه كما يجب فستكون مهمته أسهل في فرض الإيقاع المناسب لفريقه، فلديه قائمة مليئة بعناصر الخبرة والحسم، إلا أن طارق التايب يظل العلامة الفارقة في منتصف الميدان بتحركاته المدروسة وتمريراته القاتلة، التي تتيح لثنائي المقدمة ياسر القحطاني والكنغولي ليلو عدداً من الفرص السهلة أمام مرمى الخصوم، كما أن تحركات مسفر القحطاني وعبدالعزيز الخثران على الأطراف تزيد من فاعلية الهجمة وتحدث ثغرات بين مدافعي الفريق المقابل. ويحرص المدرب الهلالي على الاحتفاظ ببعض الأوراق الرابحة إلى جانبه على دكة الاحتياط والاستعانة بها في الحصة الثانية في حال فشل فريقه بالوصول إلى مبتغاه في الشوط الأول، ويظل محمد الشلهوب أبرز أوراق كوزمين البديلة، على رغم حاجة الفريق لوجود الشلهوب باستمرار إلى جوار طارق التايب وياسر القحطاني إلا أن للمدرب الروماني رأياً آخر لا يجد القبول لدى عشاق الأزرق.