تنطلق مساء اليوم النسخة الثانية من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، عبر لقاءين ثقيلين في مرحلة الذهاب من دور الثمانية، فالهلال يلاقي منافسه التقليدي النصر في مباراة نارية، وحامل اللقب فريق الشباب يواجه الفريق الوحداوي على أرضه وبين جماهيره. الهلال – النصر مواجهة صعبة جداً لكلا الفريقين، ودائماً ما تكون لقاءات الهلال والنصر ذات طقوس خاصة لا تعترف بالفرضيات ولا عوامل النقص أو تراجع الأداء الفني، وتبدو ظروف الطرفين متقاربة في مباراة اليوم، فالهلال خسر لقب الدوري في الجولة الحاسمة وبات يبحث عن التعويض وإرضاء عشاقه، كما هي حال النصر الذي تلقى خسائر موجعة في الجولات الأخيرة من الدوري إلى جانب خروجه من المسابقات الثلاث السابقة خالي الوفاض، والفوز على المنافس التقليدي سيكون بمثابة البطولة لدى جماهيره الغاضبة جداً على الأجهزة الإدارية والفنية وكذلك اللاعبين. وتختلف استعدادات الطرفين عن أية مباراة أخرى، فكل فريق يستعد على طريقته الخاصة سعياً للظفر بنتيجة أغلى مباراة في مقاييس الفريقين، ودائماً ما تشهد الاستعدادات حضوراً شرفياً كبيراً ورصد مكافأة ضخمة تحفيزاً للاعبين لكسب جولة التحدي ومباراة كسر العظم. أما على الشق الفني فالمباراة التنافسية لا تخضع لأي مقاييس أو معايير معينة، والإعداد النفسي أهم بكثير من الفني، والتاريخ يؤكد أن التكهن صعب، وصاحب الظروف الصعبة غالباً ما يتغلب على جاهزية الخصم. مدرب الهلال البلجيكي ليكنز يتسلح بالثلاثي الخطر ياسر القحطاني وطارق التايب والسويدي ويلهامسون، وهم مصدر القوة الحقيقية التي تقلق المدرب النصراوي، إلى جانب حيوية أحمد الفريدي في حال مشاركته، ولعل النقطة الأضعف في خطوط «الأزرق» خانة الظهير الأيمن التي باتت الهاجس المزعج للجمهور الهلالي في ظل الهفوات المتكررة من نامي، كما أن الكوري سول هو الآخر بات لغزاً محيراً للهلاليين من خلال تأرجح مستواه من مباراة إلى أخرى، إضافة إلى إصرار المدرب على إشراكه طوال التسعين دقيقة، على رغم وجود عناصر أفضل بكثير من سول على دكة الاحتياط. أما الفريق «الأصفر»، فيحاول مدربه الأرجنتيني باوزا تحقيق المعادلة الصعبة وتجاوز الصعاب كافة التي واجهت الفريق في الآونة الأخيرة، والتغلب على المنافس التقليدي الذي فرض سطوته المطلقة على النصر في السنوات الخمس الأخيرة، ويدرك باوزا قوة خصمه وما يتمتع به من خطوط متخمة بالنجوم، لذا لن يبالغ في الشق الهجومي كثيراً، وسيكون اعتماده الأكبر على الهجمات المرتدة، ويظل البرازيلي خوزيه إلتون هو الورقة الرابحة الوحيدة في أجندة باوزا في ظل تواضع أداء العماني حسن ربيع والمصري حسام غالي. ويدرك كلا المدربين أهمية الفوز في المباراة الأولى حتى تكون المهمة أسهل والطريق أقرب لبلوغ نصف النهائي، ما يجعل المواجهة مثيرة وملتهبة منذ صافرة البداية. الوحدة – الشباب يسعى الفريق الشبابي جاهداً لتسجيل بداية قوية في مستهل رحلة الدفاع عن اللقب، والشباب من أكثر الفرق ثباتاً من حيث الأداء الفني، ويمتاز لاعبوه بالروح العالية إلى جانب الحيوية الكبيرة، وكل ما يخشاه المدرب الأرجنتيني أنزور هكتور هو الإرهاق الذي لازم اللاعبين جراء تعدد المشاركات المحلية والخارجية، والخطوط الشبابية مزدحمة بالنجوم القادرة على تسيير المباراة بحسب مخططات مدربهم، وتزداد قوة الفريق في منطقة الوسط بوجود صانع اللعب البارع البرازيلي كماتشو وإلى جواره عطيف أخوان والقطري طلال البلوشي، فيما يشكل ناصر الشمراني قوة ضاربة في خط المقدمة وسط مساندة فاعلة من ظهيري الجنب زيد المولد وحسن معاذ، وهذا الثنائي مصدر قوة كبيرة للفريق على الصعيدين الهجومي والدفاعي. وعلى الضفة الأخرى، يمني الوحداويون النفس بتجاوز العقبة الصعبة سعياً للوصول إلى مراحل أهم من البطولة، وعلى رغم تطور أداء الفريق الوحداوي أخيراً في ظل تألق الموسى أخوان وعيسى المحياني والتونسي أمير العكروت والبرازيلي هاريسون، إلا أن الفريق يفتقد ثقافة المباريات الحاسمة، ودائماً ما يسقط باكراً في مواجهات الكؤوس. الاتفاق – الاتحاد يتسلح الاتفاق بعاملي الأرض والجمهور سعياً لتحقيق فوز يسهّل مهمته في مباراة الإياب، كما فعل في مسابقة كأس ولي العهد في الموسم السابق عندما أطاح بالاتحاد في الذهاب وعادله في الإياب، والمدرب الروماني أندوني نجح في إعادة صياغة خطوط «فارس الدهناء» وقدم فريقاً مختلفاً في دوري أبطال آسيا، وبات الجمهور الاتفاقي يتطلع إلى مشاهدة فريقه في منصات التتويج بعد غيبة طويلة، خصوصاً أن العناصر الموجودة حالياً هي الأفضل في السنوات الأخيرة على الإطلاق، فالفريق يملك قوة هجومية هائلة بوجود الغاني البرنس تاغو والدولي صالح بشير، كما أن منطقة الوسط على مستوى عالٍ من الحيوية والنشاط، إذ يتحرك المغربي صلاح الدين عقال بكل أناقة ويشكل مهاجماً ثالثاً في معظم الأحيان، وإلى جواره عبدالرحمن القحطاني وسلطان البرقان وإبراهيم المغنم، كما أن خط الدفاع لا يقل قوة عن بقية الخطوط بوجود راشد الرهيب ووليد الرجاء وجمعان الجمعان وسياف البيشي، فيما لا تزال حراسة المرمى هي الأضعف على رغم اجتهادات حسين شيعان. أما فريق الاتحاد فيدخل بنشوة تحقيق درع الدوري، وطموحات اللاعبين تعانق السماء لمواصلة حصد البطولات، ما يجعل مهمة مدربه الأرجنتيني كالديرون ليست صعبة في الاستفادة من الروح العالية للاعبين وتحقيق انتصار سيكون بمثابة قطع أكثر من نصف المشوار إن لم يكن المشوار بأكمله، خصوصاً أنه يلعب خارج قواعده، والخطوط الصفراء مثالية جداً ولا توجد مناطق ضعف على الإطلاق، إلا أن القوة الحقيقية والاعتماد الأكبر يكون على الثلاثي الخطر محمد نور والمغربي هشام أبوشروان والشاب نايف هزازي، وهذا الثلاثي دائماً وأبداً ما يقود الفريق إلى تجاوز أصعب المواجهات، ويمتاز الأداء الاتحادي بالجدية والجماعية، ما أكسب الفريق قوة إضافية صعبت من مهمة خصومه، حتى بات المرشح الأقوى لأية مسابقة يشارك فيها سواء على المستوى المحلي أم الخارجي.