تشتد اليوم حدة الصراع بين فرق المقدمة في دوري المحترفين السعودي، عندما يحل المتصدر الاتحاد ضيفاً ثقيلاً على نظيره الاتفاق، في إطار منافسات الجولة ال10 على استاد الأمير محمد بن فهد في الدمام، كما يلتقي الهلال والشباب في مباراة من العيار الثقيل على استاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض. الهلال - الشباب مواجهة ثقيلة جداً، وكلا الطرفين يسعى إلى وضع يده على كامل النقاط، سعياً إلى مطاردة الاتحاد على صدارة الترتيب، ولا مجال أمام الفريقين للتفريط في أية نقطة مع دخول المراحل الأخيرة من الدور الأول، لذا سيرفع كلا المدربين الحيطة والحذر إلى أعلى درجاتهما، من أجل الظفر بنتيجة المباراة. الهلال يدخل المواجهة بعشرين نقطة من خلال المركز الثاني، ويدرك مدربه الروماني كوزمين صعوبة المهمة أمام قوة الخصم الشبابي، ما يجعله يبحث عن الأسلوب الأمثل للهيمنة على مساحات المستطيل الأخضر، والوصول إلى المرمى من أسهل الطرق، ويستند في مخططاته الفنية على مهارة الليبي طارق التايب كصانع لعب ومهندس حقيقي لكل المشاريع الهجومية، وتكاد معظم الهجمات الخطرة تنطلق من قدميه، كما أن السويدي ويلهامسون له بصمات واضحة في الهجمات الزرقاء، فيما يشكل ظهيرا الجنب عبدالله الزوري ومحمد نامي دعامة إضافية للهجمة الهلالية، على رغم أن الأخير يبالغ في التقدم في غالب الأحيان على حساب مهامه الدفاعية، ويظل الشباب أحمد الفريدي صاحب كلمة قوية متى ما وجد المساندة الكافية. وعلى الضفة الأخرى، يدخل الشباب المباراة ب18 نقطة من خلال المركز الرابع، بفارق الأهداف عن النصر صاحب المركز الثالث، ولم يقدم الفريق الأبيض في الجولة السابقة المستوى المقنع لمحبيه، عندما ظهر بأداء باهت أمام النصر وخرج بتعادل بطعم الخسارة في ظل طموحاته للمنافسة على صدارة الترتيب، ويعول المدرب الأرجنتيني بومبيدو كثيراً على نتيجة مباراة اليوم، من أجل استعادة توازن الخطوط، والعودة إلى ساحة الانتصارات من جديد، وعلى رغم غياب عبده عطيف أهم أوراق الفريق الرابحة بسبب الإيقاف، إلا ان وجود البديل الجاهز سيمكّن بومبيدو من تنفيذ ما يريده من أفكار فنية، اذ يوجد البرازيلي بوفيو في منتصف الميدان إلى جانب أحمد عطيف، ويمثل هذا الثنائي قوة ضاربة ترجح كفة "الليث" في معظم المواجهات، كما أن المهاجمين الشابين ناصر الشمراني وفيصل السلطان لهما حضور قوي جداً، ويملكان القدرة على خلخلة أي دفاع مهما بلغت صلابته وقوته. الاتفاق - الاتحاد يحاول"فارس الدهناء"جاهداً اللحاق بركب المنافسين على مراكز المقدمة والنهوض من جديد، بعد السقوط الأخير في عقر داره أمام الهلال، ولن تكون مهمته سهلة وهو يقابل فريقاً بقامة وقوة الاتحاد، كما أن مدربه البرتغالي توني يعلم جيداً أن الخسارة تعني رحيله مباشرة، ولم يعد يحتمل الاتفاقيون تخبطاته المستمرة، التي جعلت الفريق يتراجع إلى مراكز الوسط ب12 نقطة، لذا سيرمي بكامل أوراقه الرابحة منذ البداية، لعله يصل إلى النتيجة التي ترضي تطلعات محبي"فارس الدهناء"، ولا شك في أن غياب صالح بشير سيكون له بالغ الأثر في القوة الهجومية. أما الاتحاد، فيدخل المواجهة وفي جعبته 25 نقطة في صدارة الترتيب، ولم يتجرع مرارة الخسارة طوال الجولات السابقة، ونقاط المباراة الثلاث تعني الشيء الكثير لمواصلة الابتعاد بالصدارة، وتوسيع الفارق مع الخصوم، وخطوط"العميد"زاخرة بالنجوم القادرة على فرض هيمنتها على مساحات الميدان طوال شوطي المباراة، اذ يمثل محمد نور القوة الأكبر في منطقة المناورة، بتحركاته الدائمة على الشق الهجومي والدفاعي، إلى جانب صلابة سعود كريري في محور الارتكاز، اذ يشكل الركيزة الأولى للذود عن المرمى الأصفر، كما أن المهاجم الشاب نايف هزازي بات عنصراً مهماً في منظومة الاتحاد، ويملك القدرة الكافية على مراوغة المدافعين، وهو هداف بارع يجيد التقاط الكرات الهوائية على طريقة الكبار، ويمتاز بالهدوء والتنقل بأناقة في المساحات المتاحة في ملعب الخصم. نشر في العدد: 16672 ت.م: 26-11-2008 ص: 32 ط: الرياض