تضاربت مواقف القاهرة وحركة "حماس" الفلسطينية في شأن نتائج المحادثات التي أجراها وفد الحركة برئاسة القيادي محمود الزهار مع مسؤولين مصريين الجمعة الماضي في العريش، ففيما أكد مصدر قيادي في"حماس"ل"الحياة"أنه تم التوافق على تشغيل معبر رفح قريباً، نفى مصدر مصري موثوق ذلك، مستبعدا تشغيل المعبر قريباً لأن الأمر ليس متعلقاً بموافقة"حماس"فقط بل أطراف عدة. وقال مصدر قيادي في"حماس"رفض كشف اسمه إن"تشغيل المعبر سيتم في إطار صفقة تتضمن استعداد حماس لوقف إطلاق النار مع إسرائيل إذا رفعت الحصار عن قطاع غزة وأوقفت عملياتها العسكرية"، مشيراً إلى أن الحركة وافقت على ألا يكون لها وجود أمني على المعبر وأن يديره الموظفون السابقون المقيمون في قطاع غزة. واضاف أن هناك مبادرة في هذا الشأن معروضة حالياً على رام الله، وقال:"المعبر سيتم تشغيله حتى لو رفض الرئيس محمود عباس أبو مازن... والرئاسة اشترطت أن تكون الجمارك تحت سيطرتها، لكنها لم تعلن جوابها بعد". في المقابل، اكد مصدر مصري موثوق به أن معبر رفح"لن يتم تشغيله قريباً"، وقال ل"الحياة"ان"موافقة حماس على تشغيل المعابر بناء على اتفاق حزيران يونيو عام 2005 ليست كافية رغم أنه الإطار الوحيد لإمكان تشغيل المعبر". وكشف مبادرة طرحها رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض مفادها تشغيل كل المعابر وليس فقط معبر رفح، موضحاً أنه لم يتفق بعد على كيفية تنفيذ المبادرة لأن الأفكار لم تتبلور بعد بشكل نهائي. وقال:"السلطة الفلسطينية لم تحدد حتى الآن موقفها النهائي من هذه المسألة، والأوروبيون أيضا"، مشدداً على ضرورة موافقة كل الأطراف على هذه المسألة وعلى الآليات وكيفية تسلم المعابر حتى يتم تشغيل المعبر. وعن اشتراط السلطة الفلسطينية أن تكون الجمارك خاضعة لها، قال المصدر:"هذه تفاصيل يتم بحثها في مرحلة لاحقة". وعن نتائج الاجتماع الذي عقده مسؤولون مصريون مع الزهار في العريش، قال المصدر:"لم نقطع الاتصال مع حماس منذ بداية الحسم العسكري، وليس لدينا أي مانع في إجراء هذه الاتصالات في حال كانت مفيدة وفي الوقت الذي يتطلب ذلك"، مؤكداً أن"مسألة الحدود كانت هي أساس المحادثات التي جرت في العريش"، وأضاف:"أكدنا لوفد حماس ضرورة تأمين الحدود بشكل كامل وعدم تكرار ما جرى من اجتياح، وبحثنا في كيفية تفعيل ذلك تفصيليا وتأمين الحدود وكل ما يتعلق بهذه المسألة الحيوية جداً بالنسبة الينا... ومن جانبنا لا علاقة لمصر بالمعبر الفلسطيني، لكن عموما الجلسة كانت مهمة وجرت خلالها مناقشة القضايا التي بحثت في السابق ومتابعتها مثل كيفية عودة الفلسطينيين الموجودين في مصر حالياً بصفة شرعية". وفي ما يتعلق بمسألة تشغيل المعبر، أجاب المصدر المصري:"الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية لم يوضحا موقفهما، وكذلك الإسرائيليون". اما عن مطلب"حماس"بأن يكون محل إقامة الأوروبيين العريش، فقال المصدر المصري:"لن نطرح هذا على الأوروبيين، سنشرح لهم أن هذا مطلب حماس، وإذا وافقوا وطلبوا منا إجراء ترتيبات لنقل إقامتهم من مدينة أشكول الإسرائيلية إلى العريش فنحن لن نعارض، ولأننا لسنا طرفا في الاتفاق فنحن لا نطرح أفكاراً، نحن نعرض الأفكار المطروحة من حماس". وعن إمداد مصر لقطاع غزة بالغاز والكهرباء، قال المصدر:"طلبوا منا ذلك مراراً وخلال اجتماعنا الأخير، لكننا ما زلنا ندرس هذا الأمر". وسألته"الحياة"عما قاله القيادي في"حماس"في شأن تشغيل معبر رفح في إطار صفقة تهدئة، فأجاب:"التهدئة بحثت في اجتماع العريش، لكن ليس هناك جديد... أبدوا استعدادهم لتهدئة مشروطة برفع الحصار عن غزة وأن تكون متزامنة في الضفة والقطاع معاً، ولم يربطوها على الاطلاق بتشغيل المعبر، وهذا ليس موقفا جديدا، وإن كان من الطبيعي وكأمر بديهي ألا يعمل المعبر فيما عملية إطلاق حماس للصواريخ مستمرة". ونفى ما تردد عن أن تشغيل المعبر مرتبط بصفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت، وقال:"هذا الأمر لم يتم بحثه على الإطلاق وهو أمر بعيد تماماً". يذكر أن مستشار الرئيس الفلسطيني نمر حماد أوضح ل"الحياة"أنه لا يعلم بوجود مبادرة لتشغيل المعابر طرحت على عباس، مشيراً إلى أن مصر أبدت للسلطة تمسكها باتفاق المعابر لعام 2005 من دون تعديله، واعتبر أن مسألة الجمارك هي جزء من الإشراف على معبر رفح، ولن يتم تشغيله إلا تحت إشراف حرس الرئاسة.