اجتمع مشرّعون من الدول الصناعية الكبرى وخمسة اقتصادات صاعدة في البرازيل أمس، لمناقشة معاهدة تتعلق بالتغير المناخي العالمي وهي قيد الدرس الآن. وأعلنت نائبة رئيس البنك الدولي لشؤون أميركا اللاتينية باميلا كوكس أن هذا الاجتماع هو"الأول لمشرعين من دول غنية وأخرى نامية، بهدف المساعدة على صوغ الاتفاق الذي سيكون بديلاً من بروتوكول"كيوتو". ولفتت الى أن المشرّعين"يمثلون في دول كثيرة تسنّ القوانين التي ربما تحدد أي برنامج عمل يتعلق بتغير المناخ مستقبلاً". ويضم الاجتماع، الذي يشارك فيه 100 مشرع من مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى، وهي بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وايطاليا وروسيا وكندا واليابان، الى جانب الدول السريعة النمو، الصينوالبرازيل والهند وجنوب افريقيا والمكسيك. وكان بروتوكول"كيوتو"يستهدف القوى الصناعية التقليدية وانبعاثات الغازات لديها، من دون الاقتصادات النامية مثل الصين والهند. إلا أن الاتفاق الذي سيخلف كيوتو ويجري التفاوض في شأنه، سيشمل كل الدول لضمان خفض أنواع الانبعاثات المختلفة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتشعر البرازيل بالقلق من أن تقوض مشاركتها في اتفاق متعدد الطرف، سيادتها على غابات الامازون المطيرة. لكنها تمثل رابع أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، وهي ناجمة فعلياً عن إزالة الغابات. ويتصدر البنك الدولي جهوداً لتطوير حلول تعتمد على القطاع الخاص، للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما في ذلك الناتجة من إزالة الغابات، التي تساهم بنسبة 20 المئة من الانبعاثات أو ما يتجاوز الانبعاثات الناتجة عن السيارات والشاحنات والقطارات والطائرات في أنحاء العالم. وكان الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا اعتبر أن الدول الغنية"مسؤولة عن 60 في المئة من انبعاثات الغازات، وبالتالي ينبغي أن تتحمل المسؤولية". كما تشعر البرازيل مثل غيرها من الدول النامية بالقلق من احتمال أن"تعرقل الحلول الخاصة بالتغير المناخي التنمية الاقتصادية". فيما رأت كوكس أن الطرفين"يحتاجان الى مزيد من التفهم لوجهة النظر الأخرى، لأن القضية عالمية ونحن معاً في هذا الأمر". إذ اعتبرت أنه"لا يتعلق فقط بمن يدفع بل بمن يلعب دوراً". وهي تتوقع من مجموعة الثماني أن"تدفع ومن تلك الدول المتوسطة الدخل أن تلعب دوراً"، وپ"نحتاج الى أن نقرر طريقة تحقيق ذلك". وأكدت المسؤولة في البنك الدولي على المساعدة في شأن هذه المناقشات، كما"نرغب في إدخال محور التنمية في النقاش".