وافقت حكومات العالم على خطوات معتدلة للتصدي للتغير المناخي وعلى منح الدول الفقيرة المزيد من المال لكنهم توقفوا عند هذا الحد في انتظار محادثات العام القادم التي ستتضمن قرارات صعبة بشأن خفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري.ويتضمن الاتفاق انشاء صندوق المناخ الاخضر الذي يقدم سنويا مئة مليار دولار كمساعدات للدول الفقيرة بحلول عام 2020 كما يتضمن اجراءات لحماية الغابات الاستوائية وطرقا لتبادل تقنيات الطاقة النظيفة. وفي ختام لجلسة مطولة من المحادثات في المنتجع المكسيكي كانكون وضع ما يقرب من 200 دولة هدفا للحد من الزيادة في متوسط درجات حرارة الكوكب الى ما دون درجتين مئويتين عن مستوى ما قبل الثورة الصناعية.لكن تقدما كبيرا لم يتحقق في شأن توسيع بروتوكول كيوتو الذي يلزم حوالي 40 دولة بخفض ما ينبعث عنها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.وأدى الفشل في حل مشكلة الانبعاثات الرئيسية الى اثارة غضب الجماعات البيئية كما لم تتضح بعد الطريقة التي سيتم بها جمع مبلغ المئة مليار دولار سنويا من أجل صندوق المناخ الاخضر. وتنتهي الجولة الاولى لبروتوكول كيوتو في 2012 وهي لا تضم الصين والولاياتالمتحدة أكبر دولتين في العالم من حيث انبعاثات الغازات الضارة كما لا يوجد توافق أيضا حول اذا ما كانت الدول النامية يجب أن تلتزم بأهداف محددة لخفض انبعاثات الغازات واذا ما كانت الدول الغنية يجب أن تبادر بالجهد الاكبر.وكان الانجاز الاكبر في كانكون بعد اسبوعين من المحادثات هو الحفاظ على مفاوضات التغير المناخي من الانهيار وتعزيز الدعم للتحول نحو اقتصاديات اقل استهلاكا للمحروقات واعادة بناء الثقة بين الدول الفقيرة والدول الغنية بشأن تحديات ارتفاع درجة حرارة الارض. وشعر المشاركون الرئيسيون بالارتياح لعدم تكرار الفشل المدوي الذي شهدته قمة كوبنهاجن العام الماضي لكنهم في الوقت نفسه حذروا من أن الطريق ما زال طويلا.وقال وزير البيئة الهندي جايرام راميش لرويترز "الشيء الاهم هو أن هذه العملية المتعددة الاطراف حصلت على دفعة بعد أن بلغت تدنيا تاريخيا. وستواجه قتالا في يوم اخر."بينما قال مفوض الاتحاد الاوروبي للمناخ كوني هيديجارد عن الاتفاق فيما بعد 2012 "امامنا رحلة طويلة مليئة بالتحديات. ولا اعرف ما اذا كان من الممكن انجازها في وقت قصير للحصول على اتفاقية ملزمة." ويعتمد سوق المحروقات الذي يوازي 20 مليار دولار على الحدود القصوى التي فرضها بروتوكول كيوتو لتوجيه الدول الغنية نحو دفع تكلفة خفض الدول النامية لانبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري كبديل أرخص لخفض انبعاثات الدول الغنية.وسوف يبني اتفاق كانكون على هذه الاسواق بما يعطيها بعض الدعم على الرغم من عدم اليقين الذي يحيط ببروتوكول كيوتو نفسه. ولا يحدد الاتفاق الذي تم التوصل اليه يوم السبت مواعيد نهائية للتوصل الى اتفاق ملزم قانونا بشأن معاهدة كيوتو. ومن المقرر أن تعقد المحادثات التالية بشأن المناخ العالمي في جنوب افريقيا في نهاية عام 2011 ولن يلتقي وزراء البيئة للنقاش بشأن بروتوكول كيوتو قبل هذا الموعد على الرغم من احتمال اجراء مفاوضات أدنى مستوى.وقال كبير المفاوضين الصينيين بشأن المناخ شيه تشنهوا ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه يكشف ان بروتوكول كيوتو ما زال على قيد الحياة.وقال "في مؤتمر جنوب افريقيا سنجري مناقشات ومفاوضات بشأن المحتوى الموضوعي للفترة الثانية للالتزام ببروتوكول كيوتو". واضاف ان الدول النامية تأمل في تحقيق تقدم بشأن موضوعات التمويل والتكنولوجيا وحماية الغابات.وقالت اليابان وكندا وروسيا في وقت سابق من هذا الاسبوع انها لن تمدد معاهدة كيوتو مطالبة بديلا عن ذلك الدول صاحبة الحصة الاكبر من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل الولاياتالمتحدة والصين والهند بالانضمام الى اتفاق عالمي جديد.وتصر الدول النامية على أن تمدد الدول الغنية الموقعة على اتفاق كيوتو والتي تحرق القدر الاكبر من الوقود الحفري منذ الثورة الصناعية العمل بالبروتوكول الى ما بعد 2012 قبل ان توافق الدول الفقيرة على اجراءات لكبح انبعاثاتها من الغازات.وعقدت محادثات كانكون بعد تزايد الادلة على تفاقم مشكلة ارتفاع حرارة كوكب الارض. وقال مايكل جيرار رئيس المنظمة العالمية للارصاد الجوية التابعة للامم المتحدة أمام المؤتمر ان هذا العام قد يكون العام الاعلى حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في عام 1850. كما أنه يتوج ايضا عقدا من ارتفاع درجات حرارة الكوكب.وقال البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما أبلغ الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون يوم السبت بأن مؤتمر المناخ المقام في مدينة كانكون واصل الخطوات التي اتخذها اتفاق كوبنهاجن واعطي دفعة لجهود التصدي للتغير المناخي.وقدم البيت الابيض موجزا لمكالمة هاتفية بين اوباما وكالديرون بعد ان وافقت نحو 200 دولة يوم السبت على اتخاذ خطوات متواضعة لمكافحة التغير المناخي تشمل انشاء صندوق لمساعدة الدول الفقيرة لكنها أجلت اتخاذ قرارات صعبة لخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري حتى العام القادم.