أعلن الألبان في اقليم كوسوفو أن متطلبات إعلان الاستقلال أصبحت جاهزة، بما فيها موافقة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وأكد رئيس حكومة كوسوفو هاشم تاتشي، أن الاستقلال سيعلن اليوم الاحد، وأنه"تحقيق لإرادة المواطنين والسعي لتوفير الهدوء والتفاهم وإقامة دولة بحسب المعايير الأوروبية وحقوق الإنسان". راجع ص 8. وزار تاتشي جمهورية مقدونيا، الجارة الجنوبية لكوسوفو حوالى 25 في المئة من سكانها ألبان. واجتمع مع رئيس حكومتها نيكولا غرويفسكي في العاصمة سكوبيا،"وطمأنه بأن استقلال كوسوفو لن يلحق ضرراً بعلاقات حسن الجوار والصداقة مع مقدونيا". وأكد الرئيس الصربي بوريس تاديتش، موقف بلاده"بعدم الاعتراف أبداً بانفصال إقليم كوسوفو عن أراضيها، وأن حكومته ستعيد النظر في مجمل علاقاتها مع البلدان التي تعترف باستقلال الإقليم الصربي، الذي أعلنه زعماء الألبان من جانب واحد، منتهكين القوانين الدولية". واجتمع رئيس وزرائه فويسلاف كوشتونيتسا في مقر الحكومة في بلغراد، مع زعماء صرب كوسوفو. وأعلن أن"مواقف مشتركة اتخذت لبقاء المؤسسات في المناطق الصربية من الإقليم على ارتباطها مع صربيا، إضافة الى فتح المؤسسات الجديدة بحسب متطلبات المرحلة الراهنة في مواجهة استقلال الألبان". وأفاد زعيم صرب كوسوفو ميلان ايفانوفيتش، الذي كان ضمن الوفد الذي اجتمع مع كوشتونيتسا في بلغراد، أن"بعثة الاتحاد الأوروبي تمثل احتلالاً لكوسوفو، ولن يقبلها الصرب داخل الإقليم وخارجه، وأننا سنعتبر الاستقلال باطلاً ونواصل العيش بمؤسساتنا الخاصة مع وطننا صربيا". وفي غضون ذلك، أجرى الجيش الصربي مناورات لقواته شملت قطاعاته البرية والجوية قرب الحدود الشمالية الغربية لكوسوفو. وفي الوقت الذي دعا عدد من زعماء أحزاب صرب البوسنة الى إجراء استفتاء في الكيان الصربي ? البوسني لتقرير مصيره، ردّاً على إعلان الألبان الانفصال عن صربيا والاستقلال، اعتبر العضو المسلم في هيئة الرئاسة البوسنية حارث سيلايجيتش، أن"منطقة البلقان ستدخل في مرحلة عدم الاستقرار مع إعلان استقلال كوسوفو، وأن البوسنة ستشهد توتراً يكون اللاجئون المسلمون والكروات الذين عادوا الى ديارهم في المناطق البوسنية - الصربية الأكثر تضرراً منه". ونقلت صحيفة"دنيفني آفاز"الصادرة في العاصمة البوسنية ساراييفو، عن تقارير أمنية أميركية، أن"منطقة البلقان، لن يسودها السلام خلال العام الجاري لأن الألبان سيحسمون أمرهم بإعلان الاستقلال، ما سيجعل العلاقات العرقية في البوسنة تتجه نحو الأسوأ، خصوصاً إذا برزت خطوات انفصالية لدى صرب البوسنة، وطالب الألبان في مقدونيا وجنوب صربيا بمزيد من الصلاحيات، وقد تتصاعد بفعل مواقف المتشددين الألبان حتى الانضمام الى كوسوفو". وفي بروكسيل، وافق الاتحاد الأوروبي على نشر قوى أمنية قوامها ألفا عنصر، في إقليم كوسوفو في غضون أسبوعين، تتألف من رجال شرطة وقانونيين"لمنع انتهاكات حقوق الإنسان وضمان عمل المؤسسات القانونية والحكومية فيه وفق المعايير الأوروبية، إضافة الى مهمات مكافحة الفساد والجريمة المنظّمة وملاحقة المطلوبين بجرائم حرب". وفي تبليسي عاصمة جورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي تشهد حركات انفصالية داخل أراضيها، استدعت وزارة الخارجية السفير الروسي في العاصمة تبليسي فياتشيسلاف كوفالينكو، وقدمت له احتجاجاً رسمياً على موقف موسكو الأخير، القاضي بأنها قد تعترف باستقلال جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين في جورجيا، وذلك رداً من روسيا التي تدعم الموقف الصربي، على استقلال كوسوفو من جانب واحد واعتراف البلدان الغربية به.