مر 13 عاماً على بدء المساعي المحلية والدولية الى حل مشكلة كوسوفو. وكان آخرها قبل أيام في بادن بالنمسا. ولم تحرز الجهود هذه أي نجاح. وسارع المجتمع الدولي الى مطالبة الطرفين، الصربي والألباني، بضبط النفس، والتزام ما تعهدا به من نبذ العنف. ولكن الجانب الصربي يلوح بانفصال الجمهورية الصربية كيان صرب البوسنة عن البوسنة - الهرسك، والاستيلاء على أجزاء من إقليم كوسوفو، إذا تمسك الألبان بالاستقلال ودعمت الولاياتالمتحدة، ودول أخرى، إعلان الاستقلال من جانب واحد. وهذا التلويح أشاع المخاوف في دول البلقان، وأثار خلافات داخل الاتحاد الأوروبي بين مؤيدي استقلال كوسوفو ومعارضيه. والحق أن الألبان يتحملون مسؤولية فشل المحادثات. فهم أصروا على إعلان استقلال الإقليم فوراً، على رغم إدراكهم أن هدفهم يتعارض مع ميثاق الأممالمتحدة، وقرار مجلس الأمن 1244 الذي يرى كوسوفو"إقليماً"داخل جمهورية صربيا. وبدا أن السلام والأمن في البلقان، إثر فوز هاشم تاتشي المتشدد في الانتخابات البرلمانية مهددان. وتاتشي هو الأوفر حظاً في رئاسة حكومة الإقليم الجديدة، وقوله ان الألبان يرفضون بقاء بلادهم في صربيا، وأنهم لن يقبلوا بغير الاستقلال، ليس بشير خير. وتزامن فوز تاتشي مع تصاعد الحملة الألبانية بكوسوفو، ودول أوروبية كثيرة. فثمة تجمعات تطالب بالإسراع في إعلان استقلال كوسوفو، وتوزع منشورات تؤيد قيام"ألبانيا الكبرى". وتحمل هذه المنشورات رسم خريطة دولة"ايليريدا"القومية التاريخية الألبانية. وتضم الخريطة مقدونيا، وقسماً كبيراً من صربيا، وأجزاء من دول بلقانية أخرى، وتحذر دول المنطقة من عواقب"مصادرة حق الألبان في استعادة أرضهم المسلوبة". ويبدو أن إعلان الألبان استقلال كوسوفو، من جانب واحد، وشيك. ولن تسلم مقدونيا من المصاعب والاضطرابات المترتبة على هذا الإعلان، خصوصاً أن نحو رُبع سكانها من الألبان. ويملك عدد كبير من هؤلاء الألبان أسلحة. وهم عازمون على استخدامها في سبيل تحقيق هدفهم القومي. ولكن من يمسك بمصير البلقان؟ أهي الحكومات أم"شريعة"الشارع والغابة؟ عن بلاغويا ماركوفسكي ضابط متقاعد وباحث في الدراسات العسكرية - السياسية،"فريمي"المقدونية، 2/12/2007