بدأ صرب كوسوفو استعداداتهم العملية لمواجهة الاستقلال المتوقع إعلانه من جانب الألبان قريباً، وأعلنت بلغراد عن خططها الداعمة لهم أمنياً واقتصادياً من اجل استمرار بقاء الإقليم ضمن اراضيها. وأكد الرئيس الصربي بوريس تاديتش ان بلاده"لن تعترف ابداً باستقلال كوسوفو وستلجأ الى إجراءات قضائية وأخرى تراها مناسبة ضد حكومات كل الدول التي تعترف بهذا الاستقلال، غير الشرعي". وقال تاديتش ان"محاولة فصل إقليم عن اراضي جمهورية صربيا من دون رغبتها وانتهاك القوانين الدولية، سيؤديان الى أضرار جسيمة في منطقة البلقان". وأضاف:"آمل في ان تدرك كل حكومات المنطقة أهمية ما أعنيه". وأوضح الرئيس الصربي ان بلاده تريد الأفضل دائماً لكل دول المنطقة، لكن"عندما يتعلق الأمر بالاستقرار، فهذا يقتضي ألا يتصرف به أحد كما يريد، وإنما يجب ان يتم بناء على اتفاق جماعي بما يصون مصلحة الكل". وفي شأن توقيع صربيا اتفاق"الشراكة والاستقرار"الذي عرضه الاتحاد الأوروبي وأثار أزمة سياسية في بلغراد، قال رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا:"لن نوقع أبداً هذا الاتفاق وغيره مع الاتحاد الأوروبي، ما دامت مواقفه تنتهك وحدة الأراضي الصربية". وأضاف:"نريد دائماً التعاون والانضمام الى الاتحاد الأوروبي، ولكن نريده ايضاً ان يكون على يقين من ان اقليم كوسوفو بالنسبة الى صربيا، لا تقابله أي مغريات ولا تساويه كل الأثمان، وهذا كان موقفنا سابقاً وسيكون حالياً ومستقبلاً". في غضون ذلك، أعلن رئيس"مجلس وحدة صرب كوسوفو"ماركو ياكسيتش، ان اجتماع رؤساء البلديات والمناطق الصربية الذي عُقد في الشطر الشمالي الذي يهيمن الصرب عليه من مدينة ميتروفيتسا شمال غرب أمس، اتخذ مجموعة قرارات لبدء الاستعدادات لمواجهة استقلال الألبان، منها"قطع كل الصلات مع الذين يعلنون الانفصال عن صربيا والاستقلال في بريشتينا، وتحديد المناطق التي ينتشر الصرب فيها في الإقليم وتقويتها أمنياً واقتصادياً، بما يضمن بقاءهم فيها، وعودة المؤسسات التي تم نقلها من الإقليم الى صربيا عام 1999 مثل المدارس والكليات وصحيفة"الوحدة"والمكتبة التوثيقية، إضافة الى عودة العمل بالقوانين التي تم تجميدها منذ وضع الإقليم تحت الإشراف الدولي". وأضاف في تصريح نقله تلفزيون بلغراد امس:"سيجتمع ممثلو كل المناطق الصربية في كوسوفو في 15 الشهر الجاري يوم الجمعة المقبل في ميتروفيتسا، لإقرار الصيغة النهائية للإجراءات، والبدء بتنفيذها بتجمع عام في ميتروفيتسا حال إعلان الألبان الاستقلال". الى ذلك، أفاد الوزير الصربي لشؤون كوسوفو سلوبودان سامارجيتش، بعد اجتماعه بزعماء صرب كوسوفو ان"من حق صرب الإقليم ان يفعلوا كل ما في وسعهم للبقاء مع جمهورية صربيا لأن كوسوفو إقليم فيها، ورفض فرض رغبات الانفصاليين الألبان عليهم". وأضاف:"بالنسبة الى بلغراد، ستوسع مقر وزارتها لشؤون كوسوفو الذي يتم فتحه قبل فترة في ميتروفيتسا، وستفتح مكاتب جديدة للوزارة في غراتشانيتسا مركز ديني وتجمع صربي يبعد 10 كلم جنوب شرقي بريشتينا وأماكن صربية أخرى في الإقليم، وإعادة عمل كل المؤسسات التي توقفت منذ 1999". وأكد سامارجيتش ان"بلغراد ستدعم كل الإجراءات التي يتخذها صرب الإقليم امنياً واقتصادياً، إضافة الى تشييد مبان وإنشاء مشاريع لفائدة عودة النازحين الصرب وتجميعهم من خلال توسيع التجمعات الصربية الموجودة حالياً".