أكد وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني أمس، ان مفوض شؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي أندريس بيبالغس أكد له خلال لقائهما في بروكسيل الأسبوع الماضي، أن الاتحاد يرغب في أن يلعب العراق دوراً كاملاً في بناء الخط العربي لأنابيب الغاز الذي يصل الى أوروبا عبر ربطه بخط أنابيب نابوكو الذي سينقل الغاز عبر تركيا إلى أوروبا الغربية من حوض بحر قزوين بدءاً من عام 2011. وقال لصحافيين إن شركة"رويال داتش شل"قدمت عرضاً لتطوير موارد الغاز الطبيعي في العراق، مؤكداً أن بغداد تعطي أولوية لتطوير الغاز في الجنوب كما أن المنطقة يمكن أن تزود أوروبا بكمية كبيرة منه. ورأت مصادر في القطاع في كلام الشهرستاني إشارة الى سعي عراقي للاهتمام بمشاريع الغاز العراقي وتصديره لأسباب أهمها ارتفاعها المستمر في العالم وارتفاع الطلب على الغاز لأغراض كثيرة. وكشفت مصادر ان العراق يخسر نحو سبعة بلايين دولار سنوياً بسبب حرق غازه الطبيعي منذ عام 1927 حين اكتشف النفط في العراق للمرة الأولى. ويملك العراق نحو 6.3 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المؤكد، تشكل نحو اثنين في المئة من الاحتياط العالمي وستة في المئة من احتياط الخليج العربي. وتبلغ نسبة الغاز المصاحب للنفط 70 في المئة والغاز الحر 30 في المئة. ولأن العراق لا يعد منتجاً ومصدراً للغاز حالياً، فإن عمر الاحتياط يقدر ب 750 سنة بينما الاحتياط السعودي كافٍ ل110 سنين، والإيراني 350 سنة و380 سنة لقطر و12 سنة للبحرين، وفقاً للمصادر التي أكدت وجود دراسات في هذا الصدد. ولفتت المصادر إلى وجود حقل للغاز في المنطقة الشمالية الشرقية والجنوبية من العراق، كما ان حقل عكاش في الجزء الغربي من العراق يشكل مكمناً غازياً عملاقاً تقدر قيمته بأكثر من تريليوني دولار في حال استغلاله بصورة مثلى وبتقنيات عالية للاستخراج والإنتاج. ويشير الخبير عبدالجبار عبود الحلفي من جامعة البصرة في دراسة إلى ازدياد الطلب العالمي على الغاز من 195 بليون متر مكعب يومياً عام 1995 إلى 2400 بليون متر مكعب عام 2007، ويتوقع ان يصل إلى 3100 بليون عام 2010. وتعتبر سوق أميركا الشمالية الأولى للغاز في العالم لكن السوق الأوروبية شهدت نمواً مستمراً في الطلب عليه، وفقاً لخبراء. ونتيجة لذلك ازدادت حصة الغاز الطبيعي في ميزان الطاقة من 7.55 في المئة عام 1970 إلى 21 في المئة عام 1992، والى 24 في المئة عام 2006. وفي الشرق الأوسط الذي تتراوح فيه حصة الغاز في موازين الطاقة بين 30 و40 في المئة، تقدم المنطقة إمكانات واعدة للتطوير ليس للاستهلاك المحلي فقط بل للتصدير أيضاً. وأشارت الدراسة إلى ان الدول المنتجة تتسابق على مد الأنابيب الناقلة للغاز عبر الأقاليم والدول للحصول على عقود طويلة الأمد لبيع الغاز، كما يحصل حالياً في قطر ودول آسيوية أخرى وبين إيران والصين والهند وباكستان، وبين الجزائر وأوروبا وبين النروج وفرنسا وخط غاز روسيا ? أوروبا، فضلاً عن نقل الغاز بواسطة الناقلات المتوسطة والضخمة.