أعلن الناطق باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد، أن العراق ما زال يستورد الغاز الجاف من إيران، لكن كميات الاستيراد ستتراجع تدريجاً وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي. وقال في حديث الى «الحياة»: «بعد توقيع عقود التراخيص مع الشركات الأجنبية تمكنت الوزارة من سد حاجات البلد من الغاز السائل وحالياً هناك فائض بكميات كبيرة سنسعى إلى تصديرها والاستفادة من مواردها». وأوضح الخبير في مجال إنتاج الغاز، نبيل جعفر رضا، أن أهمية الغاز الطبيعي تأتي من أنه الوقود الأنظف والأقل إصداراً للانبعاثات، وهو مصدر مهم للطاقة الحرارية والميكانيكية والكهربائية في قطاعات النقل والصناعة والإسكان والبتروكيماويات والمبيدات والأسمدة والبروتينات». وأضاف: «بدأ إنتاج النفط العراقي على المستوى التجاري عام 1927 عندما تدفق النفط من حقل بابا كركر في كركوك، ومنذ ذلك الوقت والغاز المصاحب يُحرق هدراً، وتم إغلاق الكثير من آبار الغاز في بعض الحقول». وتابع ان الاهتمام باستخدام الغاز الطبيعي بدأ على نحو محدود في أواخر الخمسينات، غير أن الاهتمام الواسع باستغلال الغاز الطبيعي لم يبدأ إلا في نهاية السبعينات وكان حجم إنتاجه لا يتناسب مع ما يملكه من احتياطات هائلة. ولفت إلى أن السماح بتدفق الاستثمارات الأجنبية من خلال عقد الشراكة الموقع بين «شركة غاز الجنوب» وشركتي «شل» و»ميتسوبيشي»، وجولات التراخيص التي أحيلت بموجبها حقول سيبة والمنصورية وعكاس إلى ائتلاف من الشركات الأجنبية، غيّر خريطة إنتاج الغاز العراقية. وأوضح جعفر ان «احتياط العراق المؤكد من الغاز الطبيعي يبلغ 3170 بليون متر مكعب، محتلاً بذلك المرتبة الخامسة عربياً بنسبة 6 في المئة من الاحتياط العربي و3.4 في المئة من احتياط أوبك و1.7 في المئة من الاحتياط العالمي للغاز». ويستحوذ الغاز المصاحب للنفط على نحو 70 في المئة من الاحتياط العراقي. أما إمكانات العراق الغازية المحتملة وغير المكتشفة فتبدو كبيرة جداً وتقدر بنحو 332 تريليون قدم مكعبة يُعتقد بأن 164 تريليوناً منها هي غاز حر، في حين أن البقية هي غاز مصاحب أو ذائب في احتياط العراق النفطي المحتمل. وتابع رضا «بلغ معدل إنتاج الغاز في العراق ومعظمه من الغاز المصاحب تقريباً 11.4 بليون متر مكعب سنوياً يحرق منها نحو 64 في المئة إي نحو 700 مليون قدم مكعبة يومياً، وارتفع إلى 16.5 بليون متر مكعب عام 2009 لكنه تراجع تدريجاً إلى 400 مليون قدم». ويعتمد العراق في شكل متوسط على الغاز الطبيعي لتغطية متطلبات الطاقة، إذ بلغت حصة الغاز الطبيعي في العراق نحو 15 في المئة من استخدام الطاقة، ويستهلك العراق نحو 88 ألف برميل مكافئ نفط يومياً، وهو رقم يبدو متدنياً قياساً إلى بعض الدول الخليجية كالإمارات والسعودية اللتين تستهلكان من الغاز الطبيعي على التوالي نحو 1080 و1145 برميل نفط مكافئ يومياً». وأعلن رضا وجود مخطط لمد أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من العراق إلى سورية بمعدل 6 ملايين متر مكعب في السنة خلال المرحلة الأولى، ترتفع إلى 12 مليوناً خلال المرحلة الثانية، وأيضاً مشروع ربط العراق بمنظومة خط الغاز العربي وإيصال الغاز إلى تركيا عبر سورية بطاقة 15 بليون متر مكعب». وهناك خط غاز «نابوكو» لنقل الغاز الطبيعي من تركيا إلى النمسا، عبر بلغاريا ورومانيا وهنغاريا، ويوفر العراق نحو 1.5 بليون قدم مكعبة يومياً للمشروع وهي كمية كافية للمرحلة الأولى.