قالت مصادر قريبة من فريق تقويم تابع للأمم المتحدة أُرسل الى منطقة سودانية قرب الحدود التشادية إن هجوماً كبيراً شنه الجيش السوداني والميليشيا المتحالفة معه تسبب في أضرار بالغة ببلدتين في دارفور أُحرقتا. وجاءت هذه الأنباء في وقت أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقتل أحد أفراد طاقمها في الهجوم. وقالت منظمة"أطباء بلا حدود"سويسرا إن عدداً قليلاً من موظفيها فُقد بعد الهجوم. وأقر السودان بأن قواته هاجمت بلدات أبو سروج وسربا وصليعة الجمعة الماضي لتطهير المنطقة من متمردين ينتمون إلى"حركة العدل والمساواة"في دارفور. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 12 ألفاً من سكان دارفور فروا إلى تشاد المجاورة بسبب أعمال العنف. وقال سكان يزعمون أنه ليس هناك وجود للمتمردين في البلدات التي طالها هجوم الجيش، إن 47 شخصا قتلوا في بلدة واحدة فقط. ورصد فريق تقويم تابع للأمم المتحدة أُرسل إلى أبو سروج وسربا مباني أُحرقت. وقال مصدر قريب من بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة في دارفور والتي شاركت في مهمة التحقيق التي انتهت في وقت متقدم مساء الاثنين:"أُحرقت البلدتان في شكل جزئي". وأضاف:"أكدنا تعرضهما لهجوم في الثامن من شباط فبراير. شوهدت طائرات هليكوبتر حربية. رصدت طائرات أنتونوف. قال شهود إن البلدتين تعرضتا لهجوم شنه رجال يمتطون خيولاً ترافقهم عربات". وتابع أن السكان الذين بقوا في سربا يشعرون بخوف بالغ لدرجة حالت دون حديثهم صراحة مع فريق التحقيق بسبب وجود جنود سودانيين، مضيفاً أن الفريق لم يتمكن من زيارة بلدة صليعة. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس تقارير سابقة أفادت أن أحد العاملين بها من السودانيين قُتل خلال الهجوم على صليعة. وأضافت أن الرجل 45 عاماً، وهو أب لستة أبناء، قُتل داخل مكتب اللجنة في البلدة، مشيرة إلى أنها تعتزم التحقيق في الحادث"عندما تسمح الأوضاع الأمنية". ابيي وفي جوبا، قال مسؤولون سودانيون جنوبيون أمس إن مسلحين من القبائل العربية أغلقوا طريقاً يربط شمال السودان بجنوبه ونصبوا مكمناً للعربات التي تمر عبر منطقة أبيي الغنية بالنفط. وقال إدوارد لينو رئيس"الحركة الشعبية لتحرير السودان"في أبيي:"الجزء الشمالي الشرقي من أبيي بالغ الحساسية الآن". وأضاف أن العرب أغلقوا الطريق الرئيسية إلى أبيي والطريق الرئيسية إلى الجنوب، وهاجموا ما لا يقل عن حافلتين وأطلقوا الرصاص على واحدة ونهبوا الأخرى. ويأتي هذا الاجراء في اعقاب سلسلة اشتباكات في كانون الأول ديسمبر وكانون الثاني يناير بين قوات الجنوب وقبائل عربية. وقال سلفا كير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان الذي بدأ أمس زيارة لمصر، إن القبائل العربية تلقى دعما من عناصر من الجيش السوداني الشمالي. وتفاقمت التوترات في المنطقة الحدودية بسبب فشل الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"في التوصل الى اتفاق في شأن ترسيم حدود أبيي وهي مصدر معظم احتياطيات السودان من الطاقة. ولم يتم التوصل الى حل بشأن وضع أبيي في اتفاق السلام الشامل الذي أنهى الحرب الأهلية التي استمرت عقوداً بين الشمال والجنوب في عام 2005.