اكد الجيش السوداني السبت انه شن عمليات عسكرية الجمعة في غرب السودان مشيرا الى انه تولى السيطرة على ثلاث بلدات وطرد منها متمردين من تشاد. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش عثمان محمد الاغبش لوكالة الانباء السودانية الرسمية امس ان "القوات المسلحة قامت صباح اليوم بتمشيط واسع لمناطق أبو سروج وسربا وصليعة في ولاية غرب دارفور". واضاف ان "القوات المسلحة تمكنت من دحر المتمردين من الحركات المسلحة بدارفور الذين انسحبوا الى داخل الاراضي التشادية مخلفين ورائهم عددا كبيرا من القتلى والجرحى والمعدات والتي يجري حصرها". واشار الى سقوط قتيل واربعة جرحى فقط في صفوف القوات المسلحة. وكان متمردو حركة العدل والمساواة اشاروا الى هجمات على البلدات الثلاث الواقعة في شمال جنينة (عاصمة غرب دارفور) مؤكدين ان المدنيين هم الذين تعرضوا لخسائر كبرى. واكدت بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي هذه الهجمات واشارت الى هجمات جوية ضمن احداها ودعت الى ضبط النفس محذرة من العواقب على المدنيين والعمليات الانسانية. وفي نيويورك عبر جان ماري غيهينو مساعد الامين العام لعمليات حفظ السلام عن قلقه امام مجلس الامن ازاء هذه العمليات العسكرية على خلفية توتر بين السودان وتشاد اللذين يتبادلان الاتهامات بدعم متمردين في كل من البلدين. وحذر من "ان الوضع في دارفور تؤججه اعمال العنف التي وقعت في تشاد خلال الايام القليلة الماضية". واضاف الدبلوماسي الفرنسي "ان امكانات زعزعة الاستقرار في المنطقة نتيجة ازمة دارفور تبرز في المعلومات التي تشير الى دعم سوداني لحركات التمرد التشادية من جهة، والى الدعم الذي تقدمه الحكومة التشادية الى بعض المتمردين في دارفور من جهة ثانية". على صعيد آخر وقع السودان وبعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي الى دارفور السبت في الخرطوم اتفاقية حول عمل القوة المشتركة في هذه المنطقة الواقعة في غرب السودان والتي تشهد حربا اهلية. والوثيقة التي تحمل اسم "اتفاقية وضع القوات" المشتركة وقعت في مقر وزارة الخارجية السودانية بين وزير الخارجية دينق الور وممثل البعثة المشتركة رودولف ادادا. والاتفاقية التي كان توقيعها مرتقبا، تعرض بالتفصيل الاطار القانوني لعمل البعثة وقوة حفظ السلام التابعة لها التي يفترض ان تضم 26الف عنصر في السودان وتحديدا في دارفور، غرب البلاد. ويتيح توقيعها نظريا للقوة المشتركة التي لا تضم حاليا سوى تسعة الاف عنصر، ان تصبح عملانية. والبعثة التي بدأت عملها في مطلع كانون الثاني/يناير مكلفة حماية المدنيين في دارفور التي تشهد حربا اهلية منذ خمسة اعوام. لكن الخرطوم تشدد على الطابع الافريقي للقوة وتصر على ان تستنفد الاممالمتحدة اولا احتمالات تامين قوات افريقية.