أعلنت قوات الأمن الباكستانية اعتقال القائد البارز في حركة "طالبان" الملا منصور دادالله الذي أقاله زعيم الحركة الملا محمد عمر أخيراً ل"عصيانه الأوامر". واعتقل دادالله أمس، بعد إصابته في اشتباك خلال محاولته مقاومة الشرطة التي هاجمت مخبأه في اقليم بلوشستان غرب المحاذي للحدود مع أفغانستان، حيث سادت مخاوف من تعرض السفير الباكستاني لدى أفغانستان للخطف. وتزامن اعتقال دادالله مع تقارير في الصحافة الباكستانية عن"مفاوضات تجريها الاستخبارات البريطانية مع قيادي بارز في طالبان"في ولاية هلمند، كما جاء الاعتقال بعد يومين على إعلان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس وجود قياديين في الحركة في إقليمي بلوشستان ووزيرستان جنوب غربي باكستان وغربها. وكان دادالله يختبئ مع مجموعة من مقاتليه في مدرسة نور خان في بلدة كوالي اسماعيل زي التي تبعد نحو مئة وستين كيلومتراً إلى الشمال من كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، وبضعة كيلومترات فقط من ولاية زابل الأفغانية. وابلغ مصدر أمني في بلوشستان"الحياة"ان الأجهزة الباكستانية تلقت معلومات عن وجود دادالله ومرافقيه في القرية، ولم يوضح الجهة التي قدمت المعلومات، لكنه أشار الى ان قوة أمنية سارعت إلى محاصرة المنطقة واشتبكت مع مقاتلي"طالبان"، ما أدى إلى جرح خمسة منهم، بينهم دادالله. وكان منصور دادالله تولى رئاسة اللجنة العسكرية في حركة"طالبان"خلفاً لشقيقه الملا دادالله الذي قتل في أيار مايو الماضي. ويعتقد بأن منصور دادالله تورط بخطف رهائن كوريين جنوبيين في أفغانستان العام الماضي، ما اجبر سيول على دفع فدية لإطلاقهم، وسحب قواتها من الأراضي الأفغانية. وهذه ليست المرة الأولى التي تعتقل باكستان قائداً من "طالبان"، اذ تردد ان الملا عبيدالله الرئيس السابق للجنة العسكرية في"طالبان"اعتقل في مدينة كويتا العام الماضي، ونقل إلى إسلام آباد حيث أفيد بأن الأميركيين شاركوا في التحقيق معه. ولم تؤكد باكستان رسمياً احتجازه. كما اعتقلت السلطات الباكستانية محمد ياسر رئيس اللجنة الإعلامية في"طالبان"في بلدة مردان قرب بيشاور أواخر عام 2005، وسلمته الى السلطات الأفغانية التي أفرجت عنه في مقابل إطلاق صحافي إيطالي أسرته الحركة في ولاية هلمند. من جهة أخرى، طالب زعيم"طالبان"في بيان أمس، الدول الغربية بأن تنأى بنفسها عن استراتيجية واشنطن العسكرية في بلاده. واعتبر ان"الأميركيين هزموا في أفغانستان، ويحاولون لشدة اليأس إقحام دول أخرى"في المعركة. في غضون ذلك، بث التلفزيون الرسمي في باكستان أمس، ان إسلام آباد تخشى ان يكون سفيرها في كابول طارق عزيز الدين خطف في منطقة ممر خيبر، في الحزام القبلي الذي يشكل معقلاً للمقاتلين الإسلاميين المقربين من"طالبان"و"القاعدة". وقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص، بينهم مرشح مستقل للانتخابات الاشتراعية، بهجوم انتحاري في منطقة القبائل شمال غربي باكستان. ويأتي الهجوم قبل أسبوع من الاستحقاق الانتخابي. وأفادت الشرطة بأن انتحارياً اقتحم بسيارة مفخخة موكب المرشح الذي كان متوجهاً الى مهرجان انتخابي في آيداك في إقليم شمال وزيرستان. وأوضحت ان"عشرة قتلوا بينهم المرشح نزار علي ومسؤول في الإدارة المحلية، فيما جرح 13 آخرون". وهذا الحادث هو الثاني من نوعه الذي يستهدف ضرب الاستحقاق الانتخابي، اذ هاجم انتحاري تجمعاً انتخابياً لحزب"عوامي"المعارض في شرساده قرب بيشاور السبت الماضي، ما أسفر عن سقوط 25 قتيلاً.