اتهم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الحكومة الباكستانية بالوقوف مباشرة وراء حركة"طالبان"ودعمها وتدريب مقاتليها، غداة مقتل اكثر من 100 من قوات التحالف الدولي وعناصر الحركة في معارك وهجمات انتحارية نفذتها جنوبافغانستان وغربها. وأعلن كارزاي ان إسلام آباد تدعم"طالبان"وقياداتها"الموجودة"في مدينة كويتا غرب باكستان، وأشار الى تشييدها معسكرات لتدريب مقاتلي الحركة وتأمر طلاب المدارس الدينية بالانضمام إليها والقتال ضد القوات الحكومية والدولية في أفغانستان. تزامن ذلك مع تصريح العقيد كريس فيرنون، قائد القوات البريطانية في جنوبأفغانستان، الى صحيفة"ذي غارديان"الصادرة في لندن، بان باكستان تسمح ل"طالبان"باستخدام مدينة كويتا كمركز لإدارة الهجمات ضد القوات الدولية في أفغانستان. وقال فيرنون إن مقر كويتا يتحكم بحوالى 25 قائداً"طالبانياً"ذوي رتب متوسطة يعملون جنوبأفغانستان، وأشار الى اعتقال احدهم الشهر الماضي من دون ان يكشف هويته، فيما لم يؤكد وجود الملا محمد عمر الزعيم الروحي ل"طالبان"في المدينة. ونقلت"ذي غارديان"عن ديبلوماسي بريطاني في إسلام آباد قوله إن"تمتع طالبان بحرية الحركة في اقليم بالوشستان جنوب غربي باكستان وكويتا يبعث على القلق، لكن لا توجد أدلة على وجود شبكة خطرة لمعسكرات"طالبان"، فيما يسهل اختباء مقاتليها في معسكرات اللاجئين الأفغان". وكان اقليم بالوشستان شهد امس، تفجير متمردين خطي أنابيب لنقل الغاز من حقل لوتي، علماً ان خطاً آخر للأنابيب فجر في بلدة ديرا بوغتي الاربعاء. كما قتل ستة من رجال الشرطة في تفجير سلسلة ألغام أرضية الاسبوع الماضي. وردت إسلام آباد برفض اتهامات كابول، واتهمت تسنيم إسلام الناطقة باسم الخارجية الباكستانية، الحكومة الأفغانية بمحاولة الالتفاف على العجز الذي منيت به وفشل أدائها،"تمهيداً لتصديرهما الى الخارج عبر تحميل باكستان مسؤولية الفلتان الأمني في اراضيها". وبدوره، وصف الناطق باسم الجيش الباكستاني اللواء شوكت سلطان الإتهامات الموجهة إلى بلاده بأنها"تافهة"، وقال:"لو كانت قيادة طالبان في كويتا لما ترددنا لحظة في اعتقالها. وكان يفترض على منتقدي اجراءاتنا تزويدنا معلومات استخباراتية دقيقة كي نتمكن من اتخاذ إجراء حازم". وقال رحيم الله يوسفزي، المتخصص بالشؤون الأفغانية في بيشاور ل"الحياة"إن"تزايد عمليات طالبان في الفترة الاخيرة امر طبيعي، باعتبار ان حركة المقاومة الأفغانية خلال حكم النظام الشيوعي والاحتلال السوفياتي والاقتتال الداخلي في التسعينات من القرن العشرين، اتاحت لعناصر المقاومة بالتنقل بسهولة بين منطقة وأخرى". ورأى يوسفزي أن تطور قدرات المقاومة لا توجب دعم عوامل خارجية لها،"علماً أن الفترة الاولى التي تلت الاحتلال الأميركي لأفغانستان شهدت التراجع السريع ل"طالبان"ومحاولة إعادة البناء وتأمين المخابئ لقيادتها في أماكن مختلفة من افغانستان، بينما شهدت المرحلة التالية محاولة إعادة تجنيد مقاتلي الحركة والبحث عن مصادر تمويل، وهو ما حصل في العامين الماضيين. اما المرحلة الثالثة المتمثلة في الهجوم فترافقت مع فشل اميركا والحكومة الأفغانية في توفير المتطلبات الأساسية للشعب". على صعيد آخر، نقل الاسلامي المتطرف الشيخ عمر الذي يحمل الجنسية البريطانية ودين بالاعدام بتهمة خطف الصحافي الاميركي دانيال بيرل وقتله في باكستان عام 2004، من سجن حيدر آباد الى معتقل في كراتشي لاسباب امنية. ويوجد سجينان خطيران او ثلاثة في معتقل حيدر آباد بينهم اكرم لاهوري زعيم جماعة"عسكر جنقوي"المتطرفة المحظورة في باكستان. وكانت وسائل اعلام أفادت الشهر الماضي ان الشيخ عمر بدأ اضراباً عن الطعام، لكن السلطات نفت هذه المعلومات. هجومان في غزني وفي افغانستان، قتل خمسة من رجال الشرطة وثمانية من مقاتلي"طالبان"في هجومين منفصلين في ولاية غزني جنوب. وأوضح شير علم إبراهيمي حاكم الولاية ان هجوماً استهدف ثلاث سيارات في منطقة ناناي، ما اسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة. وأشار الى ان الهجوم الثاني شن في منطقة واجهاز وتسبب بمقتل ثمانية من"طالبان"واثنين من عناصر الشرطة. وقتل جنود اميركيون سائق شاحنة افغانياً عبر فتح النار عليه بعدما رفض التوقف على حاجز تفتيش في هيرات غرب، حيث قتل موظف في وزارة الخارجية الاميركية بهجوم انتحاري نفذ باستخدام سيارة مفخخة اول من امس. وفي سياق ملاحقة الشرطة الافغانية وقوات التحالف مقاتلي الحركة الذين هاجموا منطقة قلعة موسى في هلمند جنوب اول من امس، جرح ثلاثة من رجال الشرطة، فيما أشار مسؤول اقليمي الى انضمام قائد محلي في"طالبان"هو قاري نعيم الى قتلى الاشتباكات في ولاية غزني. وايضاً، صرح الجنرال رحمة الله رؤوفي بأن الملا دادالله الذي يعتقد لأنه احد قادة"طالبان"ويشتهر بكونه صاحب رجل مبتورة، اعتقل في ولاية قندهار. في غضون ذلك، أعلن محمد حنيف الناطق باسم"طالبان"ان الحركة تعتبر نفسها"في حرب"مع القوات البريطانية في افغانستان. وقال محمد حنيف في اتصال هاتفي اجراه مع صحيفة"تايمز"البريطانية:"يتواجد البريطانيون في افغانستان مع المحتلين الاميركيين وليس كقوات لارساء الامن، وسنحاربهم وجهاً لوجه".