في أول اعتراف رسمي باكستاني بوجود قادة حركة «طالبان» الأفغانية في باكستان، وتواصل إسلام آباد معهم، ما يمنحها قدرة التأثير عليهم لإقناعهم بالجلوس إلى طاولة الحوار مع كابول، أكد مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز في كلمة أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي بواشنطن، تردد هؤلاء القادة على بلاده «أحياناً»، وتلقيهم العلاج في مراكزها الطبية، في ظل مكوث أفراد من عائلاتهم في مدن باكستانية. وأقرّ عزيز بإمكان استخدام هذا «الوجود» للضغط «إلى حد ما» على قادة الحركة الأفغانية، علماً انه يُعتقد بأن هؤلاء الذي يديرون الحركة في جنوبأفغانستان يتمركزون في مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان، وأولئك الذين يشرفون على شؤون الحركة في شرق أفغانستان وشمالها يتواجدون في مدينة بيشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا. أما قادة «شبكة حقاني» المتحالفة مع «طالبان»، فيتخذون إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب) مقراً. وأشار عزيز إلى أن إسلام آباد «ضغطت على هؤلاء القادة (في طالبان) للمشاركة في أول حوار مباشر مع كابول في 7 تموز (يوليو) 2015، إذ هددناهم بالطرد وقيّدنا تحركاتهم وإمكان وصولهم إلى المستشفيات أو حصولهم على تسهيلات. لذا نعتقد بأننا أظهرنا صدقية في دفع الحوار، مع الأمل بأن تلقى مبادرتنا تقديراً، وتضطلع الحكومة الأفغانية بدور أكثر نشاطاً في إنجاح المحادثات». وكانت المحادثات المباشرة الأولى تعثرت إثر كشف الاستخبارات الأفغانية نبأ وفاة زعيم الحركة الملا محمد عمر عام 2013، ثم أجرت باكستانوأفغانستان والولايات المتحدة والصين محادثات رباعية لإحياء مفاوضات السلام المباشرة بين كابول و «طالبان». وأفضت جولتها الرابعة الشهر الماضي إلى دعوة ممثلي الحركة إلى استئناف المحادثات في الأسبوع الأول من أيار (مايو) المقبل، لكن ناطقاً باسم الحركة نفى تلقيها أي دعوة. وبعدما ناقش مع المسؤولين في الدوحة الأسبوع الماضي المحادثات الأفغانية ومشاركة «طالبان» فيها، زار قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف العاصمة الأفغانية في طريق عودته من طاجيكستان، وطالب كابول بوضع حد لنشاط الملا فضل الله، زعيم «طالبان باكستان» الذي تتهمه إسلام آباد باللجوء إلى أفغانستان وتلقي دعم من الاستخبارات الأفغانية والهندية. ولا تنفي السلطات الأفغانية إمكان وجود فضل الله في أراضيها، لكنها ترجح تواريه في منطقة نورستان غير الخاضعة لسيطرة قواتها. ميدانياً، واصلت «طالبان» تقدمها العسكري في مناطق أفغانية، واستولت على قاعدة ثالثة للجيش في مديرية زرمت قرب خوست (شرق)، بعدما سيطرت الشهر الماضي على قاعدتي قلعة موسى ونوا زاد في ولاية هلمند (جنوب)، ونقاط مراقبة في ولايات غوزجان وأروزجان وبادغيش. واتهم كريم خان آتال، رئيس المجلس المحلي في ولاية هلمند، الحكومة المركزية بالتفاوض سراً مع «طالبان» لتسليمها مناطق كجكي وسانغين وواشير وبغرام في شمال الولاية، وهو ما نفته كابول. من جهة ثانية قال مسؤول من وحدة حكومية شبه عسكرية لوكالة «رويترز» إن قوات الأمن الباكستانية قتلت سبعة انفصاليين في معركتين منفصلتين في إقليم بلوخستان في تهديد أمني جديد للإقليم الذي من المقرر أن يشهد استثمارات صينية كبرى. وقال المتحدث باسم فرقة الحدود شبه العسكرية خان واصي «إن أربعة من المسلحين قتلوا خلال عملية للوحدة في مقاطعة كوهلو أمس بينما قتل ثلاثة آخرون في مقاطعة كيتش مساء الأربعاء. وأضاف المتحدث أن القتلى ينتمون لجيش تحرير بلوخستان وهي جماعة انفصالية مسلحة تقاتل للاستقلال بالإقليم عن باكستان.