حذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايك مولن أمس، من تنامي المد المتشدد المسلح في باكستان. وقال في أعقاب لقائه مسؤولين باكستانيين في إسلام آباد على رأسهم الرئيس برويز مشرف وقائد الجيش الجنرال أشفق كياني:"الأكيد أن التهديد يتنامى، وجميعنا قلق منپإمكان تحجيم هذا التهديد على مر الزمن". وأشار مولن الى انه خرج من اجتماعاته مع القيادات الباكستانية، والتي ركزت على أوضاع مناطق القبائل شمال غربي المحاذية للحدود مع أفغانستان، حيث تخوض القوات الباكستانية معارك ضد مقاتلين موالين لحركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"، اكثر قناعة بصعوبة الأوضاع في المناطق الحدودية. وأبدى المسؤول الأميركي ارتياح واشنطن لإجراءات تأمين إسلام آباد ترسانتها النووية، مؤكداً عدم وجود مخاوف من وقوعها في أيدٍ إرهابية. وفيما تزامنت تصريحات مولن مع تنفيذ هجوم انتحاري استهدف تجمعاً انتخابياً لحزب"عوامي الوطني"المعارض في بلدة تشارسادا في الإقليم الحدودي الشمال الغربي، أعلنت الشرطة الباكستانية أنها تعتقد بأن متشددين إسلاميين مقيمين في المناطق القبلية يقفون خلف الهجوم. ولكن ناطق باسم حزب"عوامي"رأى أن الهجوم يشكل جزءاً من مؤامرة لإفساد الانتخابات العامة المقررة في 18 الشهر الجاري او تعطيلها، والمرجح أن تخسرها الأحزاب التي تتولى السلطة. ويتوقع أن يلعب التعاطف مع حادثة اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو نهاية العام الماضي دوراً كبيراً في تحديد نتيجة الانتخابات في البنجاب، حيث يقطن نصف سكان البلاد الذي يبلغ عددهم 160 مليون نسمة. وصرح سيد يوسف رضا جيلاني أحد نواب رئيس حزب"الشعب"الذي تزعمته بوتو والذي رشح نفسه في إقليم البنجاب التي سيختار نصف أعضاء البرلمان منها:"إذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة فسيكون حزب الشعب الرقم واحداً فيها". وقال جمعة خان أحد العمال في البنجاب:"تحلت بوتو بشجاعة كبيرة وجعلت الرئيس برويز مشرف يمر بوقت عصيب، وهو ما لم يستطع أحد تحقيقه. يجب أن يصوت الناس لمصلحة حزبها". كذلك يتوقع أن يحقق حزب بوتو فوزاً ساحقاً في المناطق الريفية بإقليم السند مسقط رأسها، وان يقتسم الأصوات في كراتشي عاصمة الإقليم مع حزب"الرابطة الإسلامية"جناح قائد اعظم الذي ينتمي مشرف اليه. وخسر مشرف الذي استقال من منصبه كقائد للجيش في تشرين الثاني نوفمبر الماضي شعبيته بسبب جهوده للتشبث بالسلطة والتي تضمنت تطهير السلطة القضائية من المعارضين له وفرض قيود على وسائل الإعلام بعد إعلانه حال الطوارئ لمدة ستة أسابيع نهاية العام الماضي. كما لا تحظى علاقاته الأمنية مع الولاياتالمتحدة بشعبية. ويمكن أن يؤثر التضخم وانقطاع الكهرباء ونقص الطحين والغاز على حظوظ حزب"الرابطة الإسلامية"، لكن حلفاء يخوضون الانتخابات بمرشحين أقوياء ويتمتعون بدعم عائلات قوية تعتمد على أصوات كثيرة في الريف. ويملك حزب"الرابطة الإسلامية"جناح رئيس الوزراء السابق نواز شريف حظوظاً جيدة في البنجاب أيضاً، خصوصاً في المناطق الحضرية. ويقول محللون إن حزب شريف وحزب"الشعب"في وضع يؤهلهما لتشكيل ائتلاف مهيمن إذا أرادا ذلك.