أكدت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو أمس، ان مقاطعة المعارضة للانتخابات المقبلة لن يكون لها أي اثر سوى مساعدة الرئيس الباكستاني برويز مشرف في إضفاء الشرعية على حال الطوارئ التي فرضها. وقالت بوتو إنها ستلتقي الأسبوع المقبل، بخصمها السابق نواز شريف الذي دعا الى مقاطعة الانتخابات المقررة في الثامن من كانون الثاني يناير المقبل، لمناقشة هذا الأمر. وقالت بوتو التي تتزعم حزب الشعب في مؤتمر صحافي في مدينة بيشاور شمال غربي البلاد:"إذا قاطعنا جميعاً الانتخابات, فان ذلك سيعطي مشرف غالبية الثلثين في البرلمان لإضفاء الشرعية على أمره الدستوري الموقت". وأضافت:"لذا نقول إننا سنشارك في الانتخابات مع احتجاجنا, إلا أننا كذلك سنبقي الباب مفتوحاً لإجراء محادثات حول المقاطعة". وقالت بوتو:"تصلني مؤشرات متضاربة من نواز شريف وقاضي حسين أحمد حول مقاطعة الانتخابات, فهما تقدما بأوراق ترشيح، وأي شخص يتقدم بأوراق ترشيح يعني انه يشارك في الانتخابات". ونقلت بوتو حملتها الانتخابية الى غرب البلاد، معقل تأييد الجماعات الإسلامية، ودعت البشتون الذين يعيشون على الحدود الأفغانية الى إعطائها أصواتهم. وقالت بوتو التي نجت من محاولة اغتيال ألقي باللوم فيها على متشددين إسلاميين الشهر الماضي، إنها واثقة من ان حزب الشعب الذي تقوده سيكتسح الانتخابات المقبلة. وقالت في كلمة أمام حشد يضم حوالي ألفين من ناشطي الحزب في بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي الذي يتاخم باكستان:"أتيت الى هنا طلباً لمساعدتكم وتعاونكم لتحويل ارض البشتون الى مهد للسلام. أناشدكم ألا تسقطوا في شراك من يؤمنون بالعنف. ارفضوا من يريدون تشكيل حكومة تحت تهديد السلاح". وعادت بوتو الى باكستان الشهر الماضي، بعد ثماني سنوات في المنفى لتتحدى مشرف. ومن المرجح ألا يحقق حلفاء مشرف نتائج طيبة في الانتخابات مما يضع علامة استفهام حول حكمه على المدى الطويل. وتعرف المناطق القبلية الباكستانية المتاخمة للإقليم الحدودي الشمالي الغربي بأنها ملاذ آمن لمتشددي"القاعدة"و"طالبان"الذين فروا من القوات الأميركية في أفغانستان بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. لكن في السنوات الأخيرة وسع المتشددون نشاطاتهم باتجاه المراكز الحضرية في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي بما فيها بيشاور حيث شنوا هجمات انتحارية وقاتلوا الشرطة وقوات الجيش. ومنذ أن اقتحمت قوات حكومية المسجد الأحمر في العاصمة إسلام آباد في تموز يوليو الماضي، لسحق أنصار"طالبان"، انتشرت الهجمات في مختلف أنحاء البلاد وزادت حدتها. وقالت مصادر رسمية ان حوالى 800 شخص قتلوا في أعمال عنف. وينظر الى بوتو التي تلقت تعليمها في الغرب على أنها شريك محتمل لمشرف وهو حليف مهم للأميركيين في القتال ضد"القاعدة"، لكن احتمالات التوصل الى اتفاق على تقاسم السلطة بينهما تضاءلت بعد أن فرض مشرف"الطوارئ"في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وتنحى مشرف عن قيادة الجيش هذا الأسبوع وتعهد برفع حال الطوارئ في 16 الشهر الجاري، ليفي باثنين من مطالب بوتو. ولكن ليس هناك مؤشرات على انهما استأنفا الحوار. كذلك تريد بوتو إعادة تشكيل لجنة الانتخابات وإبعاد قادة الحكومات المحلية لضمان تصويت نزيه. وقالت بوتو:"إننا نشارك في الانتخابات مع احتجاجنا لأن أعداء الشعب يحاولون تزوير الانتخابات". وتركت بوتو خيار الانضمام الى شريف في المقاطعة مفتوحاً. وقال ناطق باسم شريف الذي قد يمنع من خوض الانتخابات بسبب اتهامات جنائية يقول ان لها دوافع سياسية، سيلتقي مع بوتو اليوم الاثنين لإقناعها بالمقاطعة. ومنع مسؤولون انتخابيون شهباز شقيق شريف من خوض الانتخابات مشيرين الى مخالفات مالية. وقالت أوساطه انه سيستأنف القرار. ويمكن ان تؤدي المقاطعة من قبل المعارضة المتحدة الى تجريد الانتخابات من الصدقية كما تطيل أمد حال عدم الاستقرار. أما مقاطعة تشمل شريف وحلفاءه بما فيهم ثاني اكبر حزب ديني والحزب الصغير لبطل الكريكيت السابق عمران خان فسوف تلقي بظلال فقط على الانتخابات.