تعتزم القوات الأميركية نشر تعزيزات في مناطق محيطة بكابول، لتفادي تعرض حكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي لضغوط تهز استقرارها نتيجة هجمات متمردي"طالبان". وقال الجنرال مارك مايلي مساعد القائد المكلف عمليات القيادة الإقليمية للشرق ان"لواء من المشاة سينشر جنوبكابول وغربها، في ولايتي لوغار وورداك، وسيتمركز فوج لتعزيز القوات في ولاية كونار شرق العاصمة". وستتألف هذه التعزيزات من أربعة آلاف رجل، وستبدأ الانتشار خلال الأسابيع المقبلة. ورأى الجنرال مايلي ان نشر هذا الفوج الإضافي في الجنوب والغرب إضافة الى تعزيزات في الشرق ووجود القوات الفرنسية في ولاية كابيسا شمال كابول، تدعو التحالف الى الشعور بالثقة. وقال:"ننتظر تحسناً في أمن الولايات المجاورة للعاصمة". وسترسل الولاياتالمتحدة عشرين ألف جندي إضافي الى أفغانستان تلبية لطلب الجنرال ديفيد ماكيرنان قائد القوات الدولية في أفغانستان. وسيتم نشر الجزء الأكبر من هذه القوات انطلاقاً من العراق. وكانت ولايتا وردك 45 كلم جنوب غربي كابول ولوغار جنوب آمنتين نسبياً حتى نهاية العام الماضي. لكن مقاتلي"طالبان"صعدوا هجمات فيهما واصبحوا يسيطرون في بعض الأحيان على مقاطع من الطرق الرئيسية التي تربط كابولبجنوب البلاد. ونقلت"نيويورك تايمز"عن أرقام جمعها المحلل المتخصص بأمن كابول سامي كوفانين ان هجمات طالبان والمجموعات المتمردة الأخرى ارتفعت في وردك بنسبة 58 في المئة مقارنة بالعام الماضي وبنسبة 41 في المئة في لوغار. وأكد كوفانين ان المتمردين اصبح يتمتعون"بتأثير كبير"في ولايات أخرى أيضاً. وأوضحت"نيويورك تايمز"ان هذه التطورات تعني ان القوات الأميركية لن تنشر على طول الحدود الباكستانية للحد من تدفق المتمردين على أفغانستان. الى ذلك، قتل 12 متمرداً وخمسة جنود في اشتباكات في ولايات أفغانية عدة السبت، كما أفادت مصادر رسمية أفغانية وأخرى من التحالف الدولي أمس. وأوضح الناطق باسم حاكم ولاية هلمند داود احمدي ان عناصر من"طالبان"شنت ليل السبت هجوماً على مركز للشرطة في إقليم جيريشك في ولاية هلمند جنوب. وقال ان"هذا الهجوم تسبب بإطلاق نار كثيف قتل خلاله تسعة من طالبان وبقيت جثثهم في ساحة المعركة. كما أصيب اثنان من طالبان بجروح وألقي القبض عليهما. وأصيب أيضاً ثلاثة شرطيين بجروح". وتعتبر ولاية هلمند إحدى معاقل"طالبان"وأول مركز لإنتاج الأفيون في أفغانستان. من جهة أخرى قتل ثلاثة متمردين السبت في عملية لقوات التحالف بقيادة أميركية في ولاية كابيسا الى شمال كابول. وأكد التحالف في بيان"ان ثلاثة متمردين فتحوا النار على الجنود الذين ردوا عليهم وقتلوهم. وأوقف أربعة مشبوهين". الى ذلك أعلنت وزارة الدفاع في بيان مقتل خمسة جنود السبت في هجومين استهدفا موكبيهما. وجاء في بيان الوزارة"ان أربعة جنود لقوا حتفهم وأصيب اثنان آخران بجروح اثر انفجار قنبلة لدى مرور آليتهم السبت في ولاية كونار شرق. كما اعتبر جندي في عداد المفقودين". وأضاف ان جندياً قتل وأصيب آخر بجروح في إقليم جيريشك في هلمند في اعتداء مماثل. باكستان في باكستان، هاجم متمردون مستودعاً لحلف شمال الأطلسي وأحرقوا 65 شاحنة مليئة بالمؤن لإمداد القوات في أفغانستان وقتلوا أحد الحراس كما أفادت الشرطة. وأوضحت الشرطة ان حوالى 250 متمرداً مسلحاً يعتقد انهم من"طالبان"طوقوا موقعاً للحلف الأطلسي قرب مدينة بيشاور شمال غربي البلاد وجردوا نحو عشرة حراس من سلاحهم قبل ان يسكبوا البنزين على الشاحنات ويحرقوها. وقال ضابط في الشرطة ان المهاجمين"احتلوا المركز الرئيسي وأحرقوا جميع الشاحنات التي كانت فيه". وقال عبد القادر قمر المسؤول الكبير في الشرطة إن أحد الحراس قتل وإن الشاحنات كانت مليئة بالمؤن لجنود الحلف الأطلسي في أفغانستان. وأضاف ان المتمردين لاذوا بالفرار بعدما سرقوا الوقود من محطة بنزين مجاورة. وقبل اقل من أسبوع أضرم مقاتلو"طالبان"النار في بيشاور بنحو عشر شاحنات مليئة بالمعدات لقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان وقتلوا شخصين. وقال قمر انه تم تعزيز عدد الحراس حول المركز في شكل كبير بعد ذلك الهجوم غير ان المهاجمين قدموا بأعداد اكبر بكثير. وقال:"إننا نعد استراتيجية جديدة لتجنب مثل هذه الحوادث". وعلقت باكستان لمدة أسبوع في منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي، عبور القوافل من ممر خيبر القريب من بيشاور لنقل المعدات ولا سيما الوقود الى جنود قوات"ايساف" التابعة للحلف الأطلسي في أفغانستان، على اثر هجوم شنه عناصر طالبان. ويعتبر ممر خيبر المؤدي الى أفغانستان خط إمداد استراتيجياً لقوات الحلف الأطلسي التي تعد 53 ألف عسكري. وأوقفت مجموعة من"طالبان"قافلة من 15 شاحنة ونهبتها في هذا الممر الجبلي الذي يقع من الجانب الباكستاني في المنطقة القبلية شمال غربي البلاد. وتحولت المناطق القبلية الباكستانية الى ملاذ لمجموعات"طالبان"ومقاتلي"القاعدة"الذين فروا من أفغانستان بعدما أطاح التحالف نظام"طالبان"في كابول. وكان قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني تعهد في 19 تشرين الثاني، في أول مرة يستقبله فيها نظراؤه في الحلف الأطلسي في بروكسيل، بحماية إمدادات قوات التحالف في أفغانستان. نشر في العدد: 16684 ت.م: 08-12-2008 ص: 18 ط: الرياض