قندهار، كابول، بيشاور - أ ف ب، رويترز - اعلن الناطق باسم «طالبان» امس، انها اسرت جندياً اميركياً وقتلت آخر، فيما سعت قوات التحالف في افغانستان للعثور على الجنديين المفقودين منذ يوم الجمعة الماضي. في الوقت ذاته، قال مسؤولون في افغانستان إن مقاتلي الحركة استولوا على منطقة نورستان الاستراتيجية شرق افغانستان بعد اشتباكات مع القوات الأفغانية استمرت أياماً. كذلك تحاول الحكومة الأفغانية التحقق من افادات أوردها سكان محليون بأن حوالى 40 مدنياً قتلوا في غارة شنتها القوات «الأطلسية» في منطقة سانجين في ولاية هلمند جنوب البلاد يوم الجمعة الماضي. وقال الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد ان «الجنديين الأميركيين قدما السبت الى منطقة شرخ في ولاية لوغار. وهاجمهما مقاتلونا فقتل احدهما في تبادل لإطلاق النار وأسر الآخر». وأضاف الناطق: «نقلنا جثة (الجندي القتيل) والجندي الأسير الى مكان آمن». وتابع: «سننشر لاحقاً تفاصيل عن العملية وهوية الجنديين. لم نتخذ قراراً بعد في شأن مصيرهما وفي شأن مطالبنا لقاء الإفراج عن الأسير». وواصلت القوات «الأطلسية» عملياتها بحثاً عن الجنديين اللذين فقدا منذ الجمعة في لوغار جنوبكابول حيث تتمتع «طالبان» بنفوذ كبير. وصرح مسؤول عسكري في الحلف الأطلسي في كابول أن الجنديين «لا يزالان مفقودين ولم نجر اتصالات مع اي طرف وبالتالي لا يمكننا التكهن بما حل بهما». وأضاف المسؤول «ليس هناك تأكيد أنهما قتلا او أسرا»، مشيراً الى «اشاعات» تحدثت عن مقتل احد الجنديين. وأفاد الناطق باسم حاكم لوغار دين محمد درويش، ان الجنديين «غادرا قاعدتهما مساء الجمعة للتوجه الى مناطق يسيطر عليها العدو. وقتل احدهما ووقع الثاني» في الأسر. وبثت محطتان محليتان لمصلحة الحلف الأطلسي رسائل حددت فيها اوصاف المفقودين ووعدت بمكافأة قيمتها 10 آلاف دولار لقاء اي معلومات تسمح بالعثور عليهما. ولمح مسؤول «اطلسي» الى العثور على آلية الجنديين في موقع في لوغار لم يكن من المفترض ان يتوجها اليه. واستخدمت القوة الدولية التابعة ل «الأطلسي» (ايساف) وسائلها الجوية والبرية للعثور على العسكريين المفقودين اللذين انطلقا من كابول. يذكر ان «طالبان» تعتقل جندياً اميركياً آخر هو بوي بيرغدال (24 سنة) الذي فقد منذ 30 حزيران (يونيو) 2009 هو اول جندي اميركي تعتقله منذ بدء التدخل العسكري الغربي في افغانستان أواخر 2001. وأعلن الجيش الأميركي في الثاني من تموز (يوليو) 2009 ان الجندي فقد قبل ثلاثة ايام من قاعدة في ولاية بكتيكا (جنوب شرق)، مؤكداً ان متمردين خطفوه. ثم اكدت «طالبان» احتجازه. وفي 19 تموز الماضي، بثت «طالبان» شريط فيديو ظهر فيه الجندي في صحة جيدة، وطالبت بانسحاب القوات الأميركية من افغانستان. وفي منطقة بارجي ماتال في نورستان، قتل عشرات من مقاتلي «طالبان» وحوالى ستة من الشرطة الأفغانية خلال اشتباكات استمرت أياماً قبل أن تسقط المنطقة في أيدي «طالبان» ليل السبت - الأحد. وتتمتع بارجي ماتال بأهمية بالنسبة للحكومة والمتشددين لموقعها، ويتكرر سقوطها في ايدي «طالبان» واستعادة القوات الحكومية لها. وتقع المنطقة قرب الحدود مع باكستان وكانت «طالبان» تستخدمها طريقاً للإمدادات بالأسلحة والمقاتلين في ثلاث ولايات أهمها بدخشان حيث شنت الحركة سلسلة من الهجمات الدموية أخيراً. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية زيماراي بشاري للصحافيين إن قوات الشرطة الأفغانية انسحبت من بارجي ماتال تجنباً لسقوط أعداد كبيرة من الخسائر البشرية في مواجهة ضغط طالبان المستمر بعد مناوشات استمرت أياماً. وزار قائد هيئة اركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن افغانستان للقاء قائد القوات الدولية الجنرال ديفيد بترايوس. ووصل مولن الى مدينة جلال آباد شرق افغانستان، والتقى جنوداً متمركزين في قاعدة «جويس» قبل التوجه الى كابول لإجراء محادثات مع بترايوس. وقال مولن: «لا يمر يوم من دون ان افكر بتضحيات» الجنود الأميركيين، في الوقت الذي سجلت القوات الدولية لاسيما الأميركية في الأسابيع الأخيرة اكبر الخسائر منذ 2001. وشدد مولن على ضرورة التصدي للأمر على الفور. وتأتي زيارة الأميرال الأميركي بعد توقف في إسلام آباد حيث بحث في تعاون قواتها في الحرب التي يقودها التحالف الغربي في افغانستان. في باكستان، اعلن مسؤولون امنيون ان طائرة اميركية من دون طيار اطلقت امس، صاروخين على مجمع يستخدمه مقاتلون اسلاميون في منطقة قبلية شمال غربي البلاد، ما ادى الى مقتل اربعة متمردين مفترضين. وقال مسؤول امني باكستاني طلب عدم كشف اسمه ان الصاروخين استهدفا منطقة شاكتوي في جنوب وزيرستان. وأضاف ان «الطائرة الأميركية من دون طيار اطلقت صاروخين على مجمع في شاكتوي ولدينا معلومات تفيد عن مقتل اربعة ناشطين». وأكد مسؤول في اجهزة الاستخبارات وآخر محلي الهجوم. والسبت، أطلقت طائرتان اميركيتان من دون طيار اربعة صواريخ في هذه المنطقة القبلية ما اوقع 12 قتيلاً بحسب مسؤولين باكستانيين. ومنطقة جنوب وزيرستان معقل للمتمردين وشهدت هجوماً واسعاً للجيش الباكستاني السنة الماضية.