لليوم الثاني على التولي، اندلعت مواجهات واسعة وجرت اعمال شغب بين شبان والشرطة في العاصمة اثينا ومدن اخرى، اثر مقتل فتى برصاص الشرطة اول من امس، في أسوأ اضطرابات مدنية تشهدها اليونان منذ سنوات. والظروف المحيطة بمقتل الفتى اندرياس غريغوروبولوس 15 سنة غير واضحة، اذ أعلنت الشرطة ان العنصرين المتورطين في مصرعه ادعيا ان دوريتهما تعرضت مساء اول من امس لهجوم شنته مجموعة من الشبان في حي اكزارشيا الذي يشهد باستمرار مواجهات بين الشرطة والشبان الفوضويين. وأضافت الشرطة في بيان ان الضابطين خرجا من سيارتهما لمواجهة الشبان، فتعرضا للهجوم مجدداً، وردا بإلقاء قنبلة صوتية وإطلاق النار ثلاث مرات، ما ادى الى اصابة الفتى بجروح قاتلة". وأشارت الشرطة الى انها المرة الاولى منذ العام 1985، التي يقتل فيها عناصرها فتى في اليونان. وأثارت وفاة الفتى أعمال شغب واسعة في اثينا وسالونيكي ومدن اخرى وفي جزيرتي كريت وكورفور السياحيتين، رشق خلالها شبان الشرطة بقنابل حارقة وحجارة وردت مطلقة قنابل مسيلة للدموع. كما احرق الشبان سيارات ودمروا واجهات محال تجارية وفروع مصارف. وأعلنت الشرطة ان 24 من عناصرها اصيبوا وعولجوا في المستشفيات، مشيرة الى ان مثيري الشغب الحقوا اضراراً ب31 محلاً وتسعة فروع لمصارف و25 سيارة بينها ست للشرطة. واعتقل ستة اشخاص، احدهم بتهمة حمل سلاح. وتواصلت الاحتجاجات امس، اذ أحرقت مصارف في سالونيكي حيث تطاير زجاج واجهة مبنى البلدية، كما استهدفت واجهات مصارف اخرى، فيما لحقت اضرار بسلسلة محال البسة ومخازن كبرى. وجرت امس، سلسلة تظاهرات في أثينا والمدن الكبرى في البلاد شارك فيها الآلاف، احتجاجاً على مقتل الفتى. وكان المحتجون رددوا اول من امس هتافات ضد الحكومة اليمينية برئاسة كوستاس كرامنليس ووزير الداخلية بروكوبيس بافلوبولوس، وضد"تعسف"رجال الشرطة. وتقدم بافلوبولوس ونائبه بانايوتيس هينوفوتيس باستقالتهما الى كرامنليس الذي رفض قبولهما. وأبدى وزير الداخلية اليوناني وقيادة الشرطة"ألمهما العميق"للحادث الذي امر بافلوبولوس بفتح تحقيق لمعرفة ملابساته. واكد الوزير العزم على"انزال عقوبة تكون عبرة للآخرين، وسيتم اتخاذ اجراءات حتى لا يتكرر الأمر ثانية"، مشدداً في الوقت ذاته على ان اعمال العنف غير مبررة. ووضع قائد شرطة اكزارشيا والشرطيان المتهمان، بتصرف التحقيق. وتواجه حكومة كرامنليس التي تحتفظ بغالبية ضعيفة من مقعد واحد في البرلمان، سلسلة من الاحتجاجات من قبل النقابات والطلاب. وتصدر الحزب الاشتراكي المعارض استطلاعات الرأي العام في الأشهر الأخيرة، وسط غضب ازاء الفضائح العامة وأسلوب معالجة الحكومة للمشاكل الاقتصادية. نشر في العدد: 16684 ت.م: 08-12-2008 ص: 17 ط: الرياض