دخلت أسوأ اضطرابات تشهدها اليونان منذ عقود اسبوعها الثاني أمس، فيما تميل غالبية اليونانيين الى اعتبار ما يجري انتفاضة اجتماعية، وليس مجرد رد فعل على مقتل فتى برصاص الشرطة. وشهدت أثينا والمدن اليونانية الاخرى هدوءاً نسبياً امس، بعد تجدد المواجهات العنيفة بين طلاب وفوضويين مع الشرطة. وكانت حركة السير عادية في العاصمة، حيث جال سياح على المعالم التاريخية لأثينا. وكان شبان أقدموا ليل السبت - الاحد على مهاجمة مراكز للشرطة ومحال تجارية ومصارف، كما اشتبكوا مع الشرطة التي ألقت قنابل الغاز المسيل للدموع، واعتقلت 86 شخصاً في أثينا. وجرت مواجهات مماثلة في سالونيكي حيث انفجرت عبوتان أمام مكاتب الحزب الشيوعي اليوناني. وقبل حدوث الصدامات، نفذ طلاب تجمعاً سلمياً على ضوء الشموع في اثينا وسالونيكي، في ذكرى مرور اسبوع على مقتل الفتى ألكسيس غريغوروبولوس 15 سنة. وعلقت يافطات امام البرلمان في العاصمة كتب عليها:"دولة قاتلة"و"فلتسقط حكومة القتلة"، كما جاء في منشور وزع السبت ان"اغتيال ألكسيس كان القشة الاخيرة... ان تكون رجلاً صغيراً في اليونان اليوم هو جريمة. انهم يسرقون احلامنا". وأظهر استطلاع للرأي العام نشرت نتائجه صحيفة"كاثيميريني"امس، ان 60 في المئة من اليونانيين يعتبرون ان ما يجري يشكل"انتقاضة اجتماعية"، فيما ابدى 83 في المئة من المواطنين في استطلاع آخر للرأي العام نشرت نتائجه صحيفة"اثنوس"، عدم رضاهم على طريقة تعاطي الحكومة مع الاضطرابات. وأظهر استطلاع ثالث للرأي العام ان شعبية الحكومة اليمينية التي يرأسها كوستاس كرامنليس تراجعت الى 20 في المئة، ادنى بنحو 5 في المئة من شعبية الحزب الاشتراكي المعارض. غير ان 55 في المئة من المشاركين في الاستطلاع يعتبرون ان كلا الحزبين غير مؤهل لمعالجة الوضع. وتعهد الشبان بالبقاء في الشوارع، الى ان تعالج الحكومة مخاوفهم، وخصوصاً حيال الإجراءات المعيشية غير الشعبية التي اتخذتها، والازمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد. وقال المتظاهر باريس كيرياكيديس:"متحدثاً بصفتي فوضوياً، نريد ان ننشئ ظروفاً اجتماعية تُحدث انتفاضات اكثر وأن ندفع بالمزيد من الاشخاص الى الشوارع للمطالبة بحقوقهم"، مضيفاً:"في نهاية الامر، يبقى العنف الذي نمارسه محدوداً مقارنة بذاك الذي تمارسه الانظمة، مثل المصارف". نشر في العدد: 16691 ت.م: 15-12-2008 ص: 16 ط: الرياض