تواصلت الاضطرابات في اليونان لليوم الرابع على التوالي أمس، بعد مقتل فتى برصاص الشرطة في أثينا السبت الماضي، فيما طالبت المعارضة الاشتراكية حكومة رئيس الوزراء كوستاس كرامنليس بالاستقالة وإجراء انتخابات اشتراعية مبكرة. ورشق مئات المحتجين بالحجارة والزجاجات عناصر شرطة مكافحة الشغب أمام البرلمان في أثينا. وبعد صباح هادئ نسبياً، تجددت المواجهات في أثينا وسالونيكي حيث استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع، إضافة ألى مدن أخرى شهدت أعمال عنف وتخريب ونهب استهدفت عشرات المتاجر والمصارف والتجهيزات العامة، في اضطرابات هي الأسوأ في اليونان منذ عقود وأدت الى إصابة حوالى 50 شخصاً. وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت 176 شخصاً، فيما أغلقت المدارس والجامعات أمس، وشارك آلاف الأساتذة والطلاب في تظاهرة ضخمة في أثينا، حيث شيع الفتى اليكسيس غريغوروبولوس 15 سنة. وامتدت الاحتجاجات الى الخارج، حيث احتل متظاهرون يونانيون قنصلية بلادهم في باريس، كما تظاهروا في قبرص ولندن وبرلين. وأوقف الشرطي الذي أطلق النار على الفتى ووجهت اليه تهمة"القتل العمد"، فيما أوقف زميله الذي كان يرافقه بتهمة"التواطؤ". وفي محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد، أجرى كرامنليس محادثات طارئة مع القادة السياسيين في البلاد، بينهم الأمين العام للحزب الاشتراكي المعارض جورج باباندريو والرئيس كارلوس بابولياس، داعياً الى الوحدة في مواجهة أعمال الشغب. وقال كرامنليس:"لا يحق لأحد ان يستغل هذا الحادث المأسوي كذريعة للقيام بأعمال عنف". غير ان باباندريو قال أمام الكتلة النيابية لحزبه ان"الخدمة الوحيدة التي يمكن ان تسديها هذه الحكومة للبلاد هي ان ترحل وان تحتكم الى الشعب"، معتبراً ان"الحكومة عاجزة عن معالجة هذه الأزمة وفقدت ثقة الشعب اليوناني". وأضاف:"نطالب بالسلطة"، مشدداً على أن"الحكومة أصبحت مصدر خطر على اليونان والشعب اليوناني". ويتمتع الحزب الحاكم بقيادة كرامنليس بغالبية مقعد واحد في البرلمان. ويعيد مراقبون أسباب العداء المتنامي لليونانيين حيال الحكومة، الى غضبهم من الأوضاع المعيشية السيئة والفجوة الواسعة بين الأغنياء والفقراء، وسلسلة فضائح الفساد التي هزت البلاد أخيراً، وجعلت الحزب الاشتراكي المعارض باسوك يتقدم على الحزب الحاكم للمرة الأولى منذ خمس سنوات في استطلاعات الرأي العام. نشر في العدد: 16686 ت.م: 10-12-2008 ص: 16 ط: الرياض