أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في إسلام آباد أمس، ان باكستانوالهند دولتان"مسؤولتان"، وان العمل العسكري بعد اعتداءات بومباي الأسبوع الماضي التي أسفرت عن مقتل 188 شخصاً"ليس من بين خياراتهما". وقالت بعد لقائها الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري:"وجدت ان القيادة الباكستانية ملتزمة جداً، وهي تركز جهودها على التحقيق في الاعتداءات، وتعهدت مساعدة الهند في اعتقال المذنبين". وتوجهت الى زرداري بالقول:"الواضح ان باكستان تخوض معركتها الخاصة ضد الإرهابيين"، مضيفة:"ننتمي جميعاً، الى مجموعة ضحايا الإرهاب ذاتها، ويجب ان نعمل جميعاً في شكل متكامل". وابلغ زرداري رايس ان باكستان تتواصل مع الحكومة الهندية بعد هجمات بومباي، وأنها مستعدة للتعاون في التحقيقات ومعاقبة اي باكستاني يثبت تورطه بالهجمات،"لكن نيودلهي لم تقدم رداً ايجابياً، علماً اننا نحتاج جميعناً الى ارشاد، سواء قادة الهند او نحن". واجتمعت رايس ايضاً مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف جيلاني الذي كرر أمامها استنكار بلاده لهجمات بومباي، عارضاً التعاون الكامل مع الهند في التحقيق. وطمأنت رايس جيلاني بأن بلادها ستدعم بالكامل خطوات تعزيز أداء قوات الأمن في مواجهة التطرف والإرهاب. وكانت رايس وصلت الى اسلام آباد آتية من نيودلهي، حيث أجرت محادثات مع المسؤولين الهنود تناولت انعكاسات الهجمات على العلاقات بين نيودلهي وإسلام آباد. وفي ختام اجتماع عقده كياني مع قادة عسكريين من الصف الأول في روالبندي المجاورة لإسلام آباد، اكد قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفاق كياني الخميس تصميم الجيش على الحفاظ على"السلام والأمن"في المنطقة. استبعاد رد عسكري هندي ويرى محللون ان الهند لن ترد على هجمات بومباي بإرسال قوات الى الحدود مع باكستان، لكنها ستحشد ضغطاً دولياً على جارتها للتحرك بحزم ضد المتشددين الإسلاميين. واختبرت الهند الاستراتيجية العسكرية مدة عامين بعد الهجوم الإرهابي على البرلمان الهندي عام 2001، لكنها لم تحقق أي انجاز. وقال سيدهارث فاراداراجان، محرر الشؤون الاستراتيجية في صحيفة"ذي هيندو"، إن"نقطة الاختلاف الحالية تتمثل في تعامل الهند مع حكومة باكستانية مدنية ومنتخبة ديموقراطياً. وهي حكومة ودودة بدرجة معقولة لا تتمتع بسيطرة كاملة على المؤسسة العسكرية الأكثر عدائية والتي يغلب عليها الصقور، ما يعني أن اتخاذها إجراءات عسكرية سيفيد المؤسسة العسكرية في باكستان". وأضاف:"سيصب ذلك ايضاً في مصلحة حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان عبر اجبار باكستان على سحب قواتها من مناطقها القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان". ويشير بعض المحللين الى ان دفع الهند الى شن حملة عسكرية على باكستان شكل أحد اهداف الهجمات، و"هي محاولة يمكن أن تكون حظيت بدعم من قطاعات في الجيش الباكستاني، خصوصاً بعد تطور العلاقات بين حكومتي البلدين اثر اطلاق مفاوضات سلام بينها عام 2004". تأهب في مطارات على صعيد آخر، أعلنت الهند حال التأهب القصوى في المطارات الرئيسية، وأهمها نيودلهي وبنغالور وبومباي وكالكاتا، بعد تلقي تحذيرات ارسلتها عبر البريد الإلكتروني جماعة"مجاهدي ديكان"التي نفذت تفجيرات بومباي، من احتمال وقوع هجمات عبر طائرات مخطوفة. وأعلن مكتب امن الطيران المدني، المسؤول عن امن المطارات، انه جرى تخصيص قوات اضافية لمراقبة المطارات الدولية الهندية الرئيسية الست، فيما وضع الجيش طائرات قتالية في حال تأهب. في غضون ذلك، قدم فيلاسراو ديشمونك رئيس وزراء ولاية مهارشترا استقالته من منصبه، وبات ثالث مسؤول يطاح به بسبب هجمات بومباي بعد وزير الداخلية سيفراج باتيل، وار ار باتيل نائب رئيس وزراء ولاية مهارشترا الذي تولى حقيبة الداخلية في الولاية. وقال ديشمونك في كتاب الاستقالة:"اقبل تحمل المسؤولية المعنوية عن الهجمات. في الديموقراطية على المرء ان يحترم غضب الشعب وألمه". وكان وزير الدفاع الهندي اي كي انتوني أعلن بعد اجتماع عقد في مقر إقامة زعيمة حزب المؤتمر الحاكم صونيا غاندي أعلن انه طلب من ديشمونك تقديم استقالته. نشر في العدد: 16681 ت.م: 05-12-2008 ص: 14 ط: الرياض