استدعت وزارة الخارجية الباكستانية أمس نائب السفير الهندي في إسلام آباد، مانبريت فوهرا، وأبلغته قلق إسلام آباد من خرق الطيران الحربي الهندي أجواء باكستان عبر التحليق في 12 و13 الشهر الجاري فوق الشطر الباكستاني من إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند، وإقليم البنجاب. وأعلنت باكستان ان طائرات حربية هندية خرقت أجواء المنطقتين اللتين تنشط فيهما جماعة"عسكر طيبة"المحظورة التي حملتها نيودلهي مسؤولية هجمات بومباي نهاية الشهر الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 172 شخصاً، ما لا يتوافق مع اتفاق مبرم بينهما عام 1991 يقضي بمنع هذه الحوادث. وأشارت الى ان مقاتلاتها تعقبت الطائرات الدخيلة، لكنها قللت أيضاً من شأن الواقعة ووصفت اختراق المجال الجوي بأنه"فني"و"غير متعمد"، علماً ان سلاح الجو الباكستاني اسقط طائرتين تابعتين للقوات الجوية الهندية في صراع كارجيل عام 1999. ورد الناطق باسم سلاح الجو الهندي ماهيش أوباساني بتأكيد عدم حدوث أي خرق للمجال الجوي الباكستاني، وقال:"نكرر ما قلناه سابقاً على صعيد عدم انتهاكنا المجال الجوي لباكستان"، التي توترت العلاقات معها بعد هجمات بومباي، وصولاً الى إعلان نيودلهي الثلثاء توقف عملية السلام بينهما، مكررة عدم استعدادها لخوض حرب، فيما أبدى وزير الخارجية الباكستانية شاه محمود قريشي, ثقته بأن الحوار سيستأنف. تزامن ذلك مع إعلان مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ان واشنطن تملك معلومات عن بدء سلاح الجو الهندي استعداداته لشن هجوم على باكستان، وأنها طلبت من الهند ضبط النفس، علماً ان رئيس الأركان الجيوش الأميركية المشتركة الأدميرال مايكل مولان، أبدى تفاؤله باعتقال باكستان قياديين اثنين في"عسكر طيبة"الأسبوع الماضي،"ما يجعله الخطوة الأولى على طريق تحديد مخططي هجمات بومباي". وأكد رئيس الحكومة الباكستاني يوسف رضا جيلاني في خطاب أمام البرلمان أول من أمس، على حق بلاده في الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لأي هجوم، وقال:"لا نريد خوض حرب، لكن في حال فرضت هذه الحرب علينا فسنواجهها متحدين". على صعيد آخر، أعلن اشوك شافان رئيس حكومة ولاية مهارشترا الهندية وعاصمتها بومباي ان تحقيقاً سيفتح في اتهام قائد الشرطة ا.ن. روي وقائد الشرطة البلدية بالإخلال بواجبهما خلال اعتداءات بومباي. وسيجري التحقيق بطلب من شافان الذي عين رئيساً لوزراء الولاية بعد استقالة سلفه فيلاسراو ديشموك ووزير الداخلية الفيديرالي سيفراج باتيل الذي أعلن انه يتحمل"مسؤولية معنوية"عن مجزرة بومباي. وصادق البرلمان الهندي بالإجماع أول من أمس، على تشديد قوانين مكافحة الإرهاب التي اقرّ تشديدها تنفيذاً لطلب الحكومة قبل خمسة أشهر من موعد الانتخابات الاشتراعية, استجابة للغضب السائد لدى الرأي العام من إخفاقات أجهزة مكافحة الإرهاب في منع الهجمات التي نفذها عشرة مسلحين. نشر في العدد: 16695 ت.م: 19-12-2008 ص: 13 ط: الرياض