في وقت قال رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين، أمس، إن بلاده تحتاج إلى مساعدة للتصدي لعمليات القرصنة، مؤكداً أن وقف القرصنة"لا يمكن للصومال أن يقوم به لوحده"بل يحتاج إلى مساعدة خارجية، أعرب زعيم الفرع المتشدد في المعارضة الإسلامية الصومالية الشيخ حسن ضاهر عويس، عن أمله في الافراج"فوراً"عن كل السفن التي يحتجزها القراصنة الصوماليون الذين أعلنوا أنهم سيفرجون خلال ساعات عن سفينة أسلحة أوكرانية بعدما اتفقوا على قيمة الفدية من مالكيها. وأوضح عويس في اتصال هاتفي مع وكالة"فرانس برس"من أسمرا حيث يعيش لاجئاً:"نحن ندعو إلى الافراج الفوري عن كل السفن الدولية المحتجزة من قبل القراصنة الصوماليين، إن القراصنة يشكّلون تهديداً للسلام والتجارة الدولية". وأضاف"انه لمن المؤلم جداً رؤية الصومال رهينة بين الاحتلال الاستعماري الإثيوبي والقراصنة المجانين". وعويس هو أحد قادة الجناح المتشدد في"التحالف من أجل اعادة تحرير الصومال"مقره في أسمرا. وتلاحقه واشنطن لعلاقاته المفترضة مع تنظيم"القاعدة". وقال عويس:"نحن القوة الوحيدة التي يمكنها القضاء على القرصنة في المياه الصومالية، غير أن العالم يرفض منحنا فرصة إدارة الصومال على رغم إرادة غالبية الصوماليين". وأكد أن في امكانه مخاطبة"عصابات القراصنة"وان يكون"وسيطاً للافراج عن السفن"المحتجزة في خليج عدن والمحيط الهندي. وكان عويس أحد قادة"المحاكم الإسلامية"التي تولّت السلطة في مقديشو وقسم من الصومال لمدة ستة اشهر في 2006 قبل ان تطردها القوات الإثيوبية التي تدخلت دعماً للحكومة الانتقالية الصومالية. وكانت"المحاكم الإسلامية"نجحت خلال فترة حكمها في وقف الجانب الأكبر من أعمال القرصنة بالقوة. وأكد عويس"أن القرصنة هي احدى نتائج الفوضى"في هذه البلاد التي تشهد حربا أهلية منذ 1991. وانتقد عويس المجتمع الدولي"لتعاطيه مع القراصنة وكأنهم ممثلون لوكالات دولية شرعية". وتتواصل هجمات القراصنة على رغم انتشار قوات بحرية دولية في خليج عدن لحماية أحد أبرز الطرق البحرية للتجارة العالمية. وخطف القراصنة نحو 40 سفينة هذه السنة، بما في ذلك سفينة أوكرانية تحمل 33 دبابة سوفياتية الصنع في أيلول سبتمبر الماضي، وناقلة نفط سعودية عملاقة محمّلة نفطاً خاماً قيمته 100 مليون دولار في 15 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وقال ناطق باسم خاطفي سفينة الأسلحة الأوكرانية إنهم سيفرجون عن السفينة وحمولتها وأفراد الطاقم خلال 48 ساعة. وأوضح سوغولو علي لوكالة أسوشيتد برس في اتصال عبر هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية أنه تم الاتفاق على فدية لقاء الافراج عن السفينة"أم في فاينا". ورفض علي كشف قيمة الفدية التي تم الاتفاق عليها، لكن القراصنة كانوا يطالبون في البداية ب25 مليون دولار. وأوضح انه بعد تسلّم قيمة الفدية، ومغادرة القراصنة السفينة بسلام، سيتم الافراج عن أفراد الطاقم. وفي بروكسيل، ناقش وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ناتو قضية القرصنة قبالة السواحل الصومالية، حيث بدأت قطع بحرية تابعة للحلف قبل ستة أسابيع دوريات للتصدي للقراصنة، ولكن من دون جدوى. وقال الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر إن على"الناتو"أن يساعد في التصدي ل"آفة"القرصنة. وقال جيمس أباثوراي الناطق باسم"الناتو":"هناك نظرة مشتركة لكيفية معالجة التحديات القانونية، بقيادة الأممالمتحدة". ويحدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصلاحية الممنوحة للسفن الحربية الاجنبية بمرافقة السفن التي تنقل مساعدات من برنامج الغذاء العالمي والقيام بدوريات للتصدي للقرصنة، لكن الصلاحيات تمنع الصعود على متن السفن التي يحتجزها القراصنة ولا تبيح القيام بعمليات لانقاذ الرهائن. ولحلف"الناتو"أربع سفن حربية وناقلة لتموين السفن بالوقود مكلّفة مرافقة سفن الاغاثة الانسانية الى الصومال. وفي ميامي، أكدت الشركة البحرية"اوسيانيا كروزر"التي تتخذ من مياميفلوريدا، جنوب شرقي الولاياتالمتحدة مقراً لها، الاثنين، أن إحدى سفنها الترفيهية تعرضت الأحد لمحاولة خطف في خليج عدن. وقالت الشركة في بيان على موقعها على الانترنت ان زورقين سريعين"معاديين على الأرجح"حاولا اعتراض السفينة"ناوتيكا". وأضافت ان قبطان السفينة نجح في الفرار بسرعة من المهاجمين الذين اطلقوا عيارات عدة باتجاه السفينة لم تتسبب بأضرار. وكانت قيادة البحرية الدنماركية ذكرت أن سفنا تابعة لقوات التحالف الدولي البحرية منعت الأحد قراصنة من الاستيلاء على سفينة ترفيه في خليج عدن. إلا انه رفض ذكر عدد السفن التي شاركت في العملية. وتولت الدنمارك منتصف ايلول سبتمبر قيادة القوة البحرية المتعددة الجنسيات التي تعمل على طرد القراصنة ومهربي الأسلحة من شمال المحيط الهندي. وقالت شبكة التلفزيون الدنماركية"تي في 2 نيوز"إن السفينة"ناوتيكا"قدمت من فلوريدا وكانت تقل 400 راكب اميركي وطاقما من مئتي شخص. وقال جيسبير لينغ الناطق باسم البحرية الدنماركية لوكالة"فرانس برس"إن القيادة التكتيكية للبحرية الدنماركية"قادت الأحد عملية عسكرية وارسلت سفينة من قوات التحالف لمساعدة سفينة مدنية تعرضت لتهديدات من القراصنة، مما منع حدوث عملية قرصنة". ورفض كشف جنسيات السفن التي شاركت في العملية، وقال انه يترك كشف التفاصيل للدول المعنية. وذكر تلفزيون"تي في 2"الدنماركي الاخباري انها سفينة حربية فرنسية الأمر الذي نفته قيادة الجيوش الفرنسية في باريس. غير ان قيادة الاركان أوضحت ان مروحية"لينكس"من فرقاطة جان دي فيينا التي كانت على بعد مئة ميل بحري 180 كلم من سفينة السياح اقلعت لنجدتها غير انها وصلت الى الموقع بعد احباط الهجوم من قبل جهة اخرى. ورفض كريستوف برازوك من قيادة الاركان الفرنسية توضيح هوية سفينة الحرب التي تدخّلت في العملية. نشر في العدد: 16679 ت.م: 03-12-2008 ص: 13 ط: الرياض