قال ناطق باسم قراصنة صوماليين يحتجزون سفينة سلاح أوكرانية إن الطعام والماء على متنها بدأ ينفد، وحذّر من أن طاقمها المؤلف من 20 شخصاً سيكون من بين الذين سيُقتلون إذا شنت قوات حلف شمال الأطلسي الناتو هجوماً عليها. وجاء ذلك في وقت طلبت روسيا"ضوءاً أخضر"من الحكومة الصومالية للتصدي للقراصنة، وأعلنت البحرية الفرنسية اعتقال تسعة قراصنة قرب خليج عدن بعدما اعترضت قواتها البحرية زورقين عثرت فيهما على صواريخ مضادة للدروع وأسلحة مختلفة ومعدات للتسلق على السفن. وقالت البحرية الفرنسية إنها سلّمت القراصنة المفترضين للمسؤولين الصوماليين وتلقت تعهدات أنهم سيعاملون وفق المعاهدات الدولية. وسخر الناطق باسم القراصنة سوغولو علي أمس الخميس من إعلان شركة"تومكس تيم"التي تدير سفينة الشحن الأوكرانية"أم في فاينا"، انها جمعت فقط مليون دولار من أصل 20 مليوناً يطلبها الخاطفون لقاء الافراج عن السفينة وحمولتها وطاقمها. وقال علي:"هذا المبلغ لا قيمة له". وأضاف:"يكفي لدفع ثمن البقاء في فندق لبضعة ليال". وامتنع علي عن القول هل خفّض القراصنة قيمة الفدية التي يطالبون بها. لكنه قال لوكالة أسوشيتد برس إن المؤن على متن السفينة تتناقص لكن القراصنة سيتقاسمون الموجود مع أفراد الطاقم. وتابع متحدثاً عبر هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية:"نحن كمواطنين صوماليين لا نأكل أمام إنسان جائع". وأضاف:"نشاركهم الجائعين في طعامنا". وكرر وعده بأن الخاطفين سيقاومون إذا تعرّضوا إلى هجوم، على رغم وصول اسطول من السفن الحربية التابعة لحلف"الناتو"إلى أمام السواحل الصومالية خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال:"إما أن نحصل على المال أو نحتفظ بالسفينة. وسنقاتل حتى النهاية إذا هوجمنا". وتابع مشيراً إلى أفراد طاقم السفينة:"لكن المهم انهم سيموتون أيضاً إذا متنا". وكانت السفينة"فاينا"في طريقها إلى مرفأ كيني وعلى متنها حمولة من 33 دبابة سوفياتية الصنع من طراز"تي 72"وأسلحة مختلفة، عندما تعرضت لهجوم القراصنة في 25 أيلول سبتمبر الماضي. وترسو السفينة المخطوفة حالياً أمام سواحل بلدة هوبيو في وسط الصومال. وتحاصر سفن حربية أميركية السفينة الأوكرانية منذ أسابيع لضمان عدم وصول اسلحتها إلى جماعات متمردة مرتبطة ب"القاعدة". وفي كوالالمبور، قال المكتب البحري الدولي أمس الخميس إن خليج عدن والساحل الشرقي للصومال يمثلان أخطر مناطق القرصنة وقد شهدا ثلث الهجمات على السفن في الشهور التسعة الأولى من العام الجاري. وأضاف المكتب، وهو جهة مراقبة، أن الهجمات تهدد مرور التجارة عبر هذا الطريق الحيوي بين آسيا وأوروبا. وحض المكتب الحكومات على اتخاذ خطوات استباقية ضد القراصنة. وقال مدير المكتب البحري الدولي بوتينجال موكوندان في تقرير صدر في كوالالمبور:"هجمات القراصنة قبالة ساحل الصومال غير مسبوقة. من الواضح أن القراصنة في خليج عدن يرون أنه من الممكن أن يمضوا في مهاجمة السفن دون رادع". وأضاف أن العالم شهد 199 هجوماً على سفن بين شهري كانون الثاني يناير وأيلول سبتمبر منها 63 هجوماً في خليج عدن والساحل الشرقي للصومال. وقال:"المطلوب هو تحرك صارم ضد سفن القراصنة قبل أن يبدأوا في خطف السفن". وأضاف:"مواقع ومواصفات سفن القراصنة معروفة". واحتلت نيجيريا المركز الثاني لأكثر المناطق خطورة في العالم حيث شهدت 24 هجوماً منها 20 هجوماً في لاغوس. لكن المكتب قال إن هذا العدد لا يمثل سوى"نسبة ضئيلة من الهجمات التي تقع بالفعل بخاصة في منطقة دلتا النيجر المنتجة للنفط". وحلت اندونيسيا في المركز الثالث حيث شهدت 23 هجوماً، لكن المكتب قال إن هذه الهجمات متفرقة وإنها جميعها باستثناء هجومين فقط تعتبر هجمات بسيطة تشمل سرقة أشياء قيّمة ومواد مخزنة في السفينة. وينتشر انعدام القانون بسرعة في الصومال الذي يشهد أسوأ قتال خلال قرابة عقدين من الزمان. ويؤجج الصراع موجة من القرصنة تهدد بشكل متزايد السفن التي تستخدم خليج عدن أحد أهم الطرق البحرية في العالم. ويقول مسؤولون صوماليون إن الفديات الكبيرة التي يدفعها أصحاب السفن تغذي الفساد وتفاقم القرصنة قبالة الساحل والتي لا يستطيعون احتواءها. وقال موكوندان"انتقال هجمات القراصنة من الساحل الشرقي للصومال الى خليج عدن ... بدأ يهدد مرور الشحنات والتجارة عبر هذا الطريق التجاري المهم للغاية بين آسيا وأوروبا". وفي موسكو، طلبت روسيا التي أرسلت سفينة حربية إلى سواحل الصومال لمحاربة القراصنة، أمس الخميس، من الصومال منحها الضوء الأخضر لاستخدام القوة في مياهه الاقليمية. وأرسلت موسكو الشهر الماضي الفرقاطة"نيوستراشيمي"التي يعني اسمها"لا تعرف الخوف"إلى خليج عدن. وقالت البحرية الروسية آنذاك إن سفنها ستتجه بانتظام إلى المناطق التي تمثل القرصنة البحرية تهديداً فيها. ويقول بعض المراقبين إن الكرملين يستخدم الاسطول الروسي لاستعراض قوته التي طورها. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان:"لضمان حرية التصرف في مكافحة القرصنة بشكل مباشر في المياه الاقليمية الصومالية، طلبت وزارة خارجية روسيا موافقة الحكومة الاتحادية الانتقالية في جمهورية الصومال على منح روسيا الاتحادية وضع دولة متعاونة". وأضافت:"ينوي الجانب الروسي بالتعاون مع دول أخرى اتخاذ كل الاجراءات التي أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتحسين الوضع البحري في هذه المنطقة. سفينة البحرية الروسية نيوستراشيمي في طريقها بالفعل الى هناك". وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها"قلقة للغاية"على مصير طاقم السفينة الأوكرانية المخطوفة ومن بين أفراده ثلاثة روس توفي أحدهم وهو قبطان السفينة بعد اصابته بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية خلال الاحتجاز.