اختتمت فعاليات اختيار"الاسكندرية عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2008"بحفلة أقيمت في دار الاوبرا في المدينة في حضور وزير الثقافة المصري فاروق حسني ونظيرته الجزائرية خليدة تومي. وكرّم خلال الحفلة عدد من المسؤولين والشخصيات الثقافية في العالمين العربي والاسلامي، ومنحوا شهادات تقدير ودروع محافظة الاسكندرية، وكان بينهم شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي. وأشادت تومي بدور مدينة الاسكندرية في ترسيخ الثقافة الإسلامية ونشرها على مر التاريخ، وقالت إن هذه المدينة"تعد نموذجاً فريداً في التعايش بين الديانات السماوية والثقافات المختلفة". وكان من بين المكرمين سفير دولة الكويت لدى مصر رشيد الحمد. وقال سكرتير أول سفارة الكويت في القاهرة محمد الشرجي إن هذا التكريم"يعكس المكانة المتقدمة للاسكندرية على الساحة الثقافية العربية والإسلامية وتاريخها الحافل بالعطاء والاسهامات البارزة في شتى ألوان الثقافة والمعرفة بين ربوع العالم العربي والإسلامي". وتناوب المكرمون على إلقاء الكلمات حول الفعاليات التي شهدتها المدينة هذا العام، وأكد عادل لبيب محافظ الاسكندرية ان اختيار"ايسيسكو"لمدينة الاسكندرية"لم يأت من فراغ وانما يقف وراءه تاريخ حافل بالعطاء الثقافي والحضاري لهذه المدينة الساحلية باعتبارها مركزاً للثقافة في حوض البحر المتوسط وأحد أهم مراكز التنوير في العالم العربي". واعتبر حسني ان الاسكندرية"بما تحظى به من تراث حضاري وموقع جغرافي متميز، قامت بدور محوري في نشر الثقافة بين ربوع العالم الاسلامي من خلال مفكريها وعلمائها سواء من ابنائها او من الوافدين عليها من العرب والاجانب". وأكد اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية أن"الدور التنويري للاسكندرية لم ينقطع على مدار تاريخها الطويل، وانما تواصل المدينة عطاءها من خلال مكتبة الاسكندرية التي تعد احد اهم المراكز الثقافية"، لافتاً الى ان ما تحظى به الاسكندرية"أكسبها طابعاً ثقافياً مميزاً يتسم بالانفتاح والتحضر". وقدم فقرات الحفلة الفنان المصري السكندري سمير صبري وتضمنت عروضاً فنية وموسيقية لعدد من الفرق المصرية والاجنبية. يذكر انه تم التطرق لفكرة عاصمة الثقافة الإسلامية للمرة الأولى في عام 2001 من خلال اجتماعات المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم إيسيسكو، وبدأ تطبيقها عام 2005 باختيار مدينة مكةالمكرمة كأول عاصمة للثقافة الإسلامية. ثم اختيرت حلب عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2006 وتلتها طرابلس عام 2007، ومن ثم اختيرت محافظة الإسكندرية المصرية عاصمة للثقافة الإسلامية لهذه السنة. وتستعد القيروان هذه الأيام لحمل الشعلة بعد الإسكندرية إذ اختارتها"ايسيسكو"عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2009، وخصصت الحكومة التونسية موازنة كبيرة لتزيين أبرز معالم المدينة استعداداً لاحتضان هذه المناسبة، اذ ستتضمن الاحتفالات عدداً من المهرجانات والندوات الدولية والمعارض والمسابقات والعروض المسرحية والسينمائية والافلام الوثائقية فضلا عن أمسيات شعرية ودورات تدريبية في عدد من الفنون. ومن الاستعدادات المرافقة للاحتفالية، انجاز عدد من الاصدارات للمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون بيت الحكمة تتعلق بتاريخ القيروان وإعلامها، فضلا عن وثائق رقمية وسمعية بصرية تتضمن شريطاً مصوراً حول القيروان. والقيروان هي عاصمة الأغالبة، وهي أحدى أقدم المدن الاسلامية وتعني مكان السلاح ومحط الجيش وموضع اجتماع الناس في الحرب. وبدأ عقبة بن نافع في تشييد مدينة القيروان عام 50 للهجرة، مع بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي لتكون مقراً للمسلمين ليواصلوا الاشعاع الديني والحضاري في شمال أفريقيا وغربها، وأدت القيروان مهمة مزدوجة هي الفتح والدعوة إذ كانت الجيوش تخرج منها الى الجهاد والفتح وكان الفقهاء يخرجون منها ايضاً يعلمون العربية وينشرون الاسلام. نشر في العدد: 16703 ت.م: 27-12-2008 ص: 39 ط: الرياض عنوان: القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية