قال مسؤولون في تونس ان عرضا فنيا ضخما يروي تاريخ مدينة القيروان -إحدى أقدم المدن الاسلامية- منذ تأسيسها وحتى الان سيفتتح احتفالية (القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية) في الثامن من مارس المقبل. وتستعد القيروان لأن تكون عاصمة للثقافة الاسلامية لتخلف بذلك مدينة الاسكندرية التي اختيرت عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2008. وعزت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة(ايسيسكو) اختيار القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009 الى كون «القيروان في طليعة الحواضر العربية الاسلامية في شمال افريقيا ذات التاريخ المجيد والعطاء الغزير المتميز خصوصا في حقول الفقه الاسلامي ومجالات اللغة والادب والشعر والتاريخ». وقال جعفر ماجد المنسق العام لتظاهرة(القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية) ان الافتتاح سيكون في الثامن من مارس اذار المقبل اي عشية الاحتفال بذكرى المولد النبوي التي تشهد احتفالات متميزة بالقيروان تختلف عن باقي المدن التونسية. وأضاف ماجد في لقاء صحفي وفقاً لرويترز ان حفل الافتتاح سيكون في شكل عرض ضخم بعنوان «القيروان الخالدة» يحكي مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها القيروان في عمل وضع موسيقاه مراد الصقلي وكتب نصه علي اللواتي ويخرجه الياس بكار. واشار الى ان شركة فرنسية مختصة في تقنيات الصوت والصورة والانارة ستؤمن الجانب التقني للحفل الضخم الذي يحاول تسليط الضوء على تاريخ المدينة العريقة. يعود تاريخ القيروان التي كانت عاصمة لدولة الاغالبة الى عام 50 هجري (670 ميلادي) وأنشأها القائد العربي عقبة ابن نافع وكان هدفه يستقر بها المسلمون اذ كان يخشى ان رجع المسلمون عن اهل افريقية ان يعودوا الى دينهم. والقيروان هي في الاصل كلمة فارسية دخلت الى العربية وتعني مكان السلاح ومحط الجيش وموضع اجتماع الناس عند الحرب. ويعتبر انشاء القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الاسلامية في المغرب العربي حيث كانت تلعب دورين مهمين هما الجهاد والدعوة فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو والفتح كان الفقهاء يخرجون منها ليعلمون العربية وينشرون الاسلام. وقال ماجد ان «تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية التي تبقى مفتوحة للاثراء والاضافة ستكون حافلة بالمواعيد والانشطة الثقافية والفكرية والفنية.» وأوضح انها ستشتمل على 18 ندوة فكرية و10 لقاءات مختصة و10 معارض و8 مهرجانات و20 عرضا موسيقيا و20 عرضا سينمائيا و10 مسرحيات اضافة الى امسيات شعرية. واضاف ماجد انه سيتم ايضا اقامة مهرجان للانشاد الصوفي ومهرجان للازياء والفلكلور الاسلامي اضافة الى معارض لترويج التراث المعماري وفنون الزخرفة الاسلامية. وتشتهر القيروان الواقعة على بعد 160 كيلومترا شرقي العاصمة بفن العمارة وأشكالها الهندسية في معالمها الضاربة في القدم منذ العهد الاسلامي على غرار بيت الحكمة الذي أنشأه ابراهيم الاغلبي في عام 902 ميلادية اضافة الى جامع عقبة بن نافع الذي يحتل مركز مدينة القيروان.