نجا القائد العام ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» محمد الضيف، للمرة الخامسة، من محاولة اغتيال اسرائيلية أودت بحياة زوجته وداد وطفله الرضيع علي، بعد ساعات قليلة على «انهيار» مفاوضات القاهرة لوقف النار ووصولها الى «طريق مسدود». كما استشهد أربعة من أفراد عائلة الدلو وأصيب 45 آخرون بجروح متفاوتة، عدد منهم في حال الخطر. غير ان حركة «حماس» أكدت ان الضيف ما زال على قيد الحياة ويواصل قيادة المقاومة، مؤكدة ان الضيف لم يكن اصلاً في المكان الذي أغارت عليه الطائرات الإسرائيلية. ويعتقد الفلسطينيون في قطاع غزة أن اسرائيل عجلت بإنهاء التهدئة أول من أمس، لاغتيال الضيف الذي وصل سراً الى منزل عائلة الدلو في الشيخ رضوان شمال مدينة غزة بعدما ادعت اطلاق صواريخ على مدينة بئر السبع، نفت فصائل فلسطينية علمها بها. ورأوا ان اسرائيل سعت، فيما لو نجحت في اغتيال الرجل «الشبح» الضيف، الى تحقيق «إنجاز كبير» أو «صورة» تنهي بها عدوانها على القطاع الذي بدأ في الثامن من الشهر الماضي، لتقديمها «هدية» الى الاسرائيليين القاطنين في مستوطنات جنوب الدولة العبرية، ويرفضون العودة الى منازلهم حتى الآن. وتعتبر اسرائيل الضيف «هدفاً مشروعاً». وقال وزير الداخلية الاسرائيلي جدعون ساعر لاذاعة الجيش ان «محمد ضيف يستحق الموت، مثل زعيم القاعدة اسامة بن لادن، وهو هدف مشروع، وعندما تسنح الفرصة يجب استغلالها لتصفيته». وأضاف: «انه لا يعرف ان كان ضيف قتل في الغارة». وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى ابو مرزوق على حسابه على «فايسبوك» ان الغارة على الدلو «تهدف الى اغتيال القائد العام للقسام». واتهم اسرائيل بأنها «اعلنت كذباً اطلاق صواريخ من القطاع مساء الثلثاء، واتخذت سلسلة اجراءات بهدف تنفيذ محاولة الاغتيال»، وقال: «في خطوة غير متوقعة، اسرائيل تعلن سقوط ثلاثة صواريخ عليها، ونتانياهو يعلن وقف التفاوض وسحب الوفد وإنهاء التهدئة، وسط حيرة الجميع». وأكد عدم اطلاق صواريخ من قطاع غزة «لكنها ذريعة لاستهداف شخصية كبيرة من حماس، فتم سحب الوفد، وإلغاء التهدئة، وكانت الجريمة الجديدة في بيت آل الدلو». واعتبر ان «حماقة نتانياهو أضافت الى سجله جريمة جديدة في استهداف المدنيين، وانتهاك العهود والاتفاقات، والخيبة». في الوقت نفسه، اكد ابو مرزوق لوكالة «معا» ان الفرص متساوية للتوصل إما الى هدنة جديدة او اتفاق وقف للنار او استمرار التصعيد. وقال موقع «واللا» العبري إن «وقف النار أصبح اليوم رهناً بمصير الضيف». وردت «حماس» بدهاء، قائلة إن مستوطني غلاف غزة لن يعودوا إلى مستوطناتهم إلا بقرار من الضيف. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح مقتضب أمس إن «الإسرائيليين في غلاف غزة لن يعودوا إلى بيوتهم، إلا بقرار من القائد محمد الضيف، وبعد التزام الإسرائيلي وقف العدوان ورفع الحصار» عن قطاع غزة. وشدد على أن «الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمن جرائمه في حق المدنيين الفلسطينيين». 22 شهيداً ميدانياً، استشهد 22 فلسطينياً منذ خرق التهدئة مساء الثلثاء، وأصيب عشرات آخرون، عدد منهم في حال الخطر، في سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي، ما رفع عدد الشهداء الى نحو 2066، والجرحى الى أكثر من 10200. وشنت طائرات الاحتلال نحو 100 غارة على القطاع في مرحلة ما بعد انهيار المفاوضات وقبيل انتهاء التهدئة المعلنة بساعات قليلة. وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة فجر أمس في مدينة دير البلح وسط القطاع، راح ضحيتها ثمانية شهداء من أبناء عائلة اللوح، اضافة الى ستة في قصف منزل عائلة الدلو. كما شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية الأميركية الصنع غارات على مختلف المناطق من شمال القطاع الى جنوبه، استهدفت احداها الصالة الخارجية لمعبر رفح الحدودي، ما أسفر عن اصابة عدد من المسافرين. وطالبت هيئة المعابر «الغزيين» بعدم التوجه الى المعبر ومحيطه نظراً الى خطورة الوضع واستمرار القصف. في المقابل، عادت فصائل المقاومة الفلسطينية الى الرد على العدوان المستمر لليوم الرابع والاربعين على التوالي، الذي تخللته تهدئة لايام، واطلقت عدداً من الصواريخ والقذائف على الآليات والمواقع العسكرية في المستوطنات والمدن جنوب اسرائيل ووسطها. وطالبت قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيليين المكوث في الملاجئ على بعد 80 كيلومتراً من غزة، ثم عادت ووسعت المجال الى 120 كيلومتراً، بعدما اطلقت «كتائب القسام» صاروخين على تل ابيب. كما أعلنت «كتائب القسام» انها استهدفت، للمرة الأولى منذ بداية العدوان، محطة الغاز الإسرائيلية على شاطئ البحر المتوسط التي تُرى من غزة بالعين المجردة. وقالت على موقعها الرسمي إنها استهدفت المحطة بصاروخي «قسام».