حذرت "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قوات الاحتلال الإسرائيلي من شن عدوان على قطاع غزة، مؤكدة أن الاحتلال إذا أراد أن يختبر رد المقاومة فسيجد رداً قاسياً. وقال "أبو عبيدة" الناطق باسم "كتائب القسام" في مؤتمر صحافي عقده أمس في غزة "على قادة الاحتلال أن يدركوا أن العدوان على غزة لن يكون نزهة والتهديدات الإسرائيلية المتكررة لن تخيفنا ولن تربكنا ولن تغير مواقفنا بل ستدفعنا إلى المزيد من الاستعداد واليقظة". وتابع "أبو عبيدة" "إذا ظن الاحتلال أن حربه الإجرامية يمكن أن تردعنا فهو واهم والأيام ستثبت صدق قولنا، وإذا كان الاحتلال فشل فشلاً ذريعًا في حرب الفرقان فإننا اليوم أقوى من ذي قبل بفضل الله تعالى، والعدو إلى الفشل أقرب". وأكد "أبو عبيدة" أن المقاومة تسعى إلى تجنيب أهالي قطاع غزة الحرب والعدوان "لكن إذا فرض الاحتلال المواجهة فنحن لها بإذن الله، وسنقاوم بكل ما أوتينا من قوة مهما كلف الأمر والصهاينة سيدفعون ثمن أي جريمة غاليًا". وفي هذا السياق أكد "أبو عبيدة" أن التهدئة "الميدانية" مع (إسرائيل) في قطاع غزة من دون اتفاق مرهونة "بوقف العدوان"، قائلاً "في موضوع التهدئة قلنا لا يوجد هناك هدنة متفق عليها مع العدو (...) التهدئة الميدانية الحاصلة مرهونة بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة". وأضاف "أي هدوء في قطاع غزة أو أي تهدئة ميدانية ما هو إلا تقدير للموقف ولا يعني أن هذا الوضع يمكن أن يستمر طويلا". واستدرك الناطق باسم القسام قائلاً "لكن أي عدوان إسرائيلي على قطاع غزة سيواجه بالتصدي والرد"، منوهاً إلى أن محاولات التصعيد الأخيرة لعب بالنار، وعلى الاحتلال أن يدرك أن تصعيد العدوان لن يقابل بالصمت، وأن الهدوء من جانب القسام ليس ضعفا أو خوفاً بل هو تقدير للموقف". وأعلن أبو عبيدة للمرة الأولى عن تبني "كتائب القسام" 6 عمليات فدائية قتل فيها 15 إسرائيليًا أبرزها عملية الاستشهادي المقدسي علاء أبو دهيم. وفي السياق ذاته، وجه محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" أمس السبت، رسالة إلى الإحتلال الإسرائيلي مفادها أن (إسرائيل) إلى زوال قريباً، واعداً في ذات الوقت الأسرى بتحريرهم من السجون رغم عن أنف الاحتلال. وقال الضيف في رسالته التي نشرت على موقع القسام الالكتروني،" إنكم إسرائيل إلى زوال، وإن فلسطين ستبقى لنا بقدسها وأقصاها ومدنها وقراها، لا حق لكم في شبر منها، ولن نرفع لكم راية بيضاء". وأضاف، نعد أسرانا بالحرية وكسر القيد رغم أنف المحتلين، مطالباً كافة الفلسطينيين بعدم الالتفات لمحاولات التخويف والحرب الإعلامية والدعائية التي يخوضها الاحتلال". وشدد الضيف على أن (إسرائيل) لم تستطع كسر شوكة القسام منذ ثلاثة وعشرين عاما، مضيفاً أن الاحتلال أعجز وأضعف وأوهن من أن تكسرنا بعد هذه السنوات العظيمة. إلى ذلك قال أحمد الجعبري أحد أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، "عيوننا ستبقى دوماً صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، مشدداً على أن كتائب القسام لم ولن تسقط من حساباتها أي خيار ممكن من أجل تفعيل المقاومة وتحرير الأسرى". وأضاف الجعبري في ذكرى حرب غزة "نحن جاهزون بإذن الله للتصدي وبكل قوة لأي جريمة جديدة، وإن كل الخداع والتخويف الذي يمارسه الاحتلال يجعلنا أكثر إصراراً على المقاومة والجهاد ضد أي غزو أو إجرام إسرائيلي." يشار هنا إلى أن القناة العاشرة الإسرائيلية كانت ذكرت، أن جيش الاحتلال غيّر من قواعد تأهب واستعدادات جنوده وقواته المنتشرة على طول الحدود الشرقية المحاذية لقطاع غزة تحسباً لتصعيد محتمل مع المقاومة الفلسطينية. وقال المراسل العسكري للقناة "هناك تعليمات صدرت إلى جيش الاحتلال على حدود غزة بزيادة درجة التأهب والاستعداد مع حرية العمل في المنطقة الأمنية داخل قطاع غزة". وتأتي زيادة درجة التأهب العسكري في الوقت الذي هدد فيه رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي مجرم الحرب شاؤول موفاز، بشن عدوان واسع على قطاع غزة، إذا استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية في إطلاق الصورايخ على أهداف إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة سنة 1948. وقال موفاز، الذي شغل في السابق منصبي وزير الحرب ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في تصريحات للإذاعة العبرية الجيش الإسرائيلي "سيقوم بعملية عسكرية كبيرة في حال استمر تساقط الصورايخ علينا، فنحن لن نسكت على هذا الأمر، ولن نبقي مكتوفي الأيدي، وسوف نضطر إلى خوض معركة عسكرية واسعة النطاق، لأنني لا أرى طريقًا لتغير ذلك سوى بعد انهيار سلطة حماس في القطاع"-حسب تعبير مجرم الحرب موفاز-. في السياق ذاته، أكد نائب وزير الحرب متان فلنائي أن الوضع في محيط قطاع غزة ما زال بعيداً عن حرب استنزاف ولكنه أخذ يحمل دون شك بصمات مثل هذه الحرب. وقال فلنائي في تصريحات إذاعية أن الدوائر الأمنية ستتخذ القرار بشأن تشغيل منظومة القبة الحديدية" لاعتراض القذائف الصاروخية في التجمعات السكنية بالنقب من عدمه وفقا لاعتبارات عسكرية بحتة مشيرا الى ان هذه المنظومة تندرج في اطار اجراءات الوقاية الى جانب تحصين المباني في هذه التجمعات.