رجح مراقبون ان يتفق وزراء الطاقة من الدول الكبرى المنتجة للنفط والمستهلكة له في العالم، على الحاجة إلى أسعار مستقرة للنفط وبيانات أفضل وأسرع عن الطاقة، في اجتماعهم اليوم في لندن. ولكنهم توقعوا ان يكون هذا أقصى ما يمكن ان يخرج به المؤتمر. وسيحضر أكبر اللاعبين في سوق الطاقة، اجتماعاً كان أول من دعا له رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في قمة طارئة في جدة في حزيران يونيو الماضي، عندما كانت أسعار النفط ترتفع مقتربة من 150 دولاراً للبرميل في تموز يوليو الماضي، لكن العالم تغير في الشهور الستة الماضية. وترغب الدول الأعضاء في"أوبك"، إضافة إلى روسيا ومنتجين آخرين في وقف تراجع الأسعار الذي خفض إيرادات الدول المصدرة للنفط وجعل بعضها يواجه عجزاً ضخماً في موازناتها. ويحرص ممثلو الدول الكبرى المستهلكة للنفط كذلك على وقف التقلبات الحادة في أسعار النفط، لكن قلة منهم مستعدة للدفع من أجل ارتفاع الأسعار على الأقل في الأجل القريب الذي تشهد فيه هذه الدول أعنف كساد منذ ثلاثينات القرن الماضي. وفي حين رحبت الدول الصناعية عموماً بانخفاض أسعار النفط، شوّش التراجع على جداول أعمال الحكومات في شأن التغيرات المناخية، وزاد الاضطرابات الاقتصادية، وكثف المخاوف من أزمة مستقبلية في العرض. ويشعر كل من المستهلكين والمنتجين بقلق من ان تحبط أسعار النفط المنخفضة جداً، الاستثمارات في قطاع النفط والغاز والطاقة البديلة والمتجددة. وفي حين يرجح ان يختلف المنتجون والمستهلكون في شأن مستويات الأسعار في الأجل القريب، قد يتوصلون إلى أرضية مشتركة في معارضة تقلبات السوق. ومن الأمور التي قد يتفق عليها الجانبان، الحاجة إلى بيانات أفضل وأسرع عن سوق النفط. وتصدر البيانات عن السوق حالياً من ثلاثة مصادر أساس، هي"أوبك"ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأميركية. الأسواق وأمس تأرجحت أسعار النفط حول 41 دولاراً للبرميل بعد اقترابها من أدنى مستوى منذ تموز 2004، بعد ان اتخذت منظمة"أوبك"قراراً بخفض قياسي في الإنتاج أول من أمس وخفضت الصين أسعار الوقود المحلية للمرة الأولى منذ سنتين. وصعد الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم كانون الثاني يناير 1.66 دولار إلى 38.40 دولار للبرميل، وكان انخفض ثمانية في المئة أول من أمس بعد قرار"أوبك". وتراجع خام القياس الأوروبي"مزيج برنت"لعقود شباط فبراير، الى 41.33 دولار. وأعلنت"أوبك"ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع أول من أمس إلى 40.95 دولار للبرميل من 40.74 دولار قبل يوم. وخفضت مؤسسة"جاي بي مورغان"في مذكرة بحثية، تقديرها لسعر خام غرب تكساس الوسيط في العام المقبل، إلى 43 دولاراً من 69 دولاراً للبرميل. وتوقع وزير الطاقة القطري عبدالله العطية، ان يلتزم أعضاء"أوبك"كلياً بالخفض القياسي الذي قررته المنظمة في إمدادات النفط، لكن الأسعار قد لن تستجيباللقرار بسرعة. وقال ناطق باسم المفوضية الأوروبية في لقاء دوري مع الصحافة، ان"المفوضية ستطلب مزيداً من التفاصيل في إطار حوارنا الثنائي حول سبب اتخاذ القرار والأثر الذي سيحدثه". روسياوإيران وأعلن نائب وزير الطاقة الروسي أناتولي يانوفسكي في مؤتمر صحافي، ان تراجع الطلب العالمي على النفط والغاز سيؤدي إلى هبوط طبيعي في الإنتاج الروسي. وأكد ان روسيا لم تقدم أي تعهدات محددة، في مذكرة بعثتها هذا الأسبوع إلى"أوبك"أثناء اجتماع وزراء المنظمة أول من أمس في الجزائر. وأكدت مصادر في صناعة النفط ان إيران ستوقف على الأرجح صادراتها الفورية من زيت الوقود في الربع الأول من عام 2009، مع سعيها لتلبية احتياجات الطلب المحلي على الوقود لتوليد الطاقة خلال فصل الشتاء. ولفتت المصادر إلى ان"شركة النفط الإيرانية الوطنية"، التي تُصدّر عادة ما بين ثلاث وأربع شحنات من زيت الوقود شهرياً بين كانون الثاني وآذار مارس، لن تعرض شحنات في السوق الفورية إلا إذا تراجعت الاحتياجات المحلية. نشر في العدد: 16695 ت.م: 19-12-2008 ص: 17 ط: الرياض عنوان: المنتجون والمستهلكون في لندن اليوم يتجه إلى التشديد على أسعار مستقرة