استبقت دول"اوبك"تطبيق قرار خفض ما يصل الى مليون برميل من تجاوزات الانتاج الذي سيُطبق اعتباراً من مطلع السنة الجديدة بشحن كميات قياسية من الخام الى الزبائن في مختلف انحاء العالم. وقال محلل متخصص في صناعة شحن النفط امس"ان نفط أوبك المقرر شحنه في الاسابيع الاربعة التي تنتهي في 25 كانون الاول ديسمبر زاد على المتوقع منهياً فترة تراجع، ما رفع الكميات التي يجري نقلها والموجودة في عرض البحر الى"مستويات قياسية". وقال روي ميسون من شركة"اويل موفمنتس"الاستشارية"ان بيانات شركات تأجير السفن أظهرت أن صادرات الدول الاعضاء في أوبك ارتفعت 80 الف برميل يومياً الى 24.54 مليون برميل يومياً من 24.46 مليون برميل يومياً في الاسابيع الاربعة التي انتهت في 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وفي الاسبوع الماضي ذكر ميسون أن شحنات أوبك تراجعت بمقدار 470 ألف برميل يومياً في الانخفاض الاسبوعي الثالث على التوالي. وقال ميسون"أحدث التقديرات تشير الى أن نفط أوبك المنقول في البحر في طريقه للارتفاع مرة أخرى الشهر الجاري الى مستوى قياسي جديد في الاسابيع الاربعة حتى عيد الميلاد المصادف في 25 الجاري". وكان الاجتماع الاستثنائي للمنظمة في القاهرة شدد على وقف تجاوزات الانتاج التي أدت الى خفض اسعار النفط في الاسواق الدولية عن مستوياتها القياسية. وقال الوزراء انهم سيسحبون مليون برميل يومياً من الانتاج الزائد على سقف الانتاج الراهن اعتباراً من اول كانون الثاني يناير المقبل وسيجتمعون مرة أخرى في 30 منه للبحث في ما اذا كان يتعين خفض الانتاج بدرجة أكبر. وسيحبط قرار خفض الانتاج الدول المستهلكة التي حضت"أوبك"على عدم التراجع عن زيادة الانتاج قائلة"ان من الضروري ان ترتفع مخزونات النفط لدعم النمو الاقتصادي وتهدئة اضطرابات الاسعار". ولا تزال أسعار النفط أعلى بنسبة 30 في المئة على مستوياتها في بداية السنة لكن الخام الاميركي انخفض 13 دولاراً عن مستواه القياسي الذي بلغ 55.67 دولار في أواخر تشرين الاول أكتوبر. وحذر المحللون من أن مخزونات وقود التدفئة في فصل الشتاء منخفضة في مراكز الاستهلاك الكبرى وستتعرض لضغوط اذا اشتد البرد في النصف الشمالي من الكرة الارضية. وارتفع سعر الخام الاميركي 51 سنتاً الى 43.04 دولار للبرميل امس. وبلغ انتاج المنظمة أعلى مستوياته منذ 25 عاماً لمواجهة ارتفاع الطلب في الولاياتالمتحدة والصين وتعويض اضطراب الامدادات من العراق. وتريد"أوبك"سحب الانتاج الزائد من السوق تحسباً من زيادة المخزونات في فترة مختلفة على موسم الاضافة للمخزون ما قد يخفض الاسعار. وقال وزير النفط والثروة المعدنية السعودي:"لهذا اتخذنا القرار لتجنب زيادة غير معتادة في مستويات المخزونات". واعلنت ايران والكويت ان اجتماع"أوبك"المقبل يجب أن يدرس خفض سقف الانتاج الراهن البالغ 27 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من السنة المقبلة عندما يضعف الطلب موسمياً. واعلنت وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم استشارات الطاقة للدول الصناعية في تقريرها الشهري الصادر امس،"ان مخاوف المنتجين في شأن انخفاض محتمل في الاسعار مبالغ فيها بعض الشيء". وسيقع العبء الاكبر لأي خفض في انتاج"أوبك"على السعودية، أكبر منتج، اذ أنها تنتج نحو 9.5 مليون برميل يومياً منذ آب أغسطس متجاوزة حصة انتاجها الرسمية داخل المنظمة بنحو 890 الف برميل يومياً. والاسعار في طريقها لتسجيل أعلى متوسط سنوي لكن انخفاض قيمة الدولار زاد من تآكل عائدات المنظمة من مبيعاتها المقومة بالعملة الاميركية. وأبدى رئيس"أوبك"بورنومو يوسجيانتور انزعاج المنظمة لانخفاض قيمة الدولار الاميركي وقال في خطاب في ختام الاجتماع الاستثنائي"نحن أيضا قلقون للانخفاض الكبير الاخير في قيمة الدولار الاميركي". لكن علي النعيمي وزير النفط السعودي استبعد التكهنات بان المنظمة قد تتحول الى تسعير النفط بسلة من العملات الرئيسية.