يتزامن لقاء المنتجين والمستهلكين في منتدى الطاقة الدولي في امستردام، الذي يُعقد في عطلة نهاية الاسبوع، مع اجتماع وزراء مال الدول الصناعية السبع الكبرى في نيويورك لمحاولة الوصول الى"تفاهم"على"آلية خفض اسعار النفط في الاسواق الدولية"ومنعها الاسعار من التأثير سلباً في اقتصادات العالم. ومع انباء عن استعداد مجموعة السبع لاصدار بيان شديد اللهجة، قد يتخذ شكل"تحذير"لمنظمة"اوبك"، يلتقي وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام مع وزير النفط والطاقة المعدنية السعودي في امستردام للبحث في"اجراءات"يمكن للسعودية اتخاذها مع اعضاء"اوبك"لتهدئة الاسواق. واصلت اسعار النفط التراجع امس الاربعاء بعد انخفاض باكثر من دولار للبرميل اول من امس الثلثاء، نتيجة عمليات بيع لجني الارباح في سوق التعاقدات الآجلة. وعند ظهر امس انخفض سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية وفي عقود تموز يوليو 25 سنتاً الى 36.70 دولار للبرميل، ليفقد دولارين من اعلى سعر وصل اليه الاسبوع الماضي عندما تجاوز اعلى مستوى في 13 عاماً. وتراجع سعر الخام الاميركي الخفيف امس 22 سنتاً الى 40.32 دولار للبرميل قبل ساعات من صدور ارقام المخزون الاسبوعية. وذكرت وكالة"اوبكنا"ان سعر"سلة اوبك"انخفض الثلثاء الى 36.93 دولار للبرميل من 37.72 دولار الاثنين. لكن متعاملين في السوق قالوا"على رغم انخفاض الاسعار فان ضعف مخزون البنزين الاميركي والمخاوف الامنية في الشرق الاوسط ستدعم الاسعار مجدداً". وقبل يومين من لقاء منتجي النفط ومستهلكيه في منتدى الطاقة الدولي في امستردام، تزايدت الدعوات من الدول المستهلكة الى منظمة الدول المصدرة للنفط"اوبك"كي تضخ المزيد من الخام لخفض الاسعار، على رغم حقيقة ان معظم دول المنظمة تنتج باقصى طاقتها. وتتزايد الضغوط الشعبية على الحكومات في الدول الصناعية كي لا تعكس ارتفاع اسعار النفط على اسعار الوقود والمشتقات للمستهلكين عبر تقليل الضرائب عليها. وقالت مفوضة شؤون الطاقة في الاتحاد الاوروبي لويولا دي بالاثيو امس:"ينبغي على الدول المنتجة للنفط، خصوصاً السعودية، زيادة الانتاج بشكل عاجل لخفض اسعار النفط المرتفعة". وحذرت دي بالاثيو من ان بقاء اسعار الطاقة عند مستوياتها المرتفعة قد يُمثل عبئاً على الانتعاش الاقتصادي. وقالت للصحافيين:"هناك ضرورة عاجلة لزيادة حجم النفط والانتاج وآمل ان يخرج اجتماع الاسبوع المقبل باشارة واضحة في شأن زيادة انتاج دول اوبك خصوصاً السعودية". واضافت:"انها مسألة مصداقية بالنسبة لأوبك واذا لم تكن هناك زيادة سنعتبر ان اوبك ليست مهتمة باستقرار سعر النفط". وقال وزير الخزانة البريطاني غوردن براون امس ان بلاده ستحض"اوبك"على زيادة الانتاج لخفض اسعار النفط. وابلغ لجنة برلمانية:"هذا الاسبوع سنتشاور مع اوبك في شأن الزيادة الاخيرة في اسعار النفط ونحضها على زيادة الانتاج لتلبية الطلب الدولي" وكان براون يتحدث قبل توجهه الى نيويورك للاشتراك في اجتماع وزراء مال الدول الصناعية الكبرى الذي يتوقع ان يُصدر بياناً شديد اللهجة يحض"اوبك"على عمل"شيء ما"لخفض الاسعار. وقال وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام للصحافيين انه سيلتقي وزير النفط والطاقة المعدنية السعودي علي النعيمي على هامش مؤتمر امستردام. وفي اشارة الى اقتراح السعودية زيادة"اوبك"سقف انتاجها 1.5 مليون برميل يومياً قال ابراهام:"سنناقش ماذا يعني ذلك بالضبط". ورداً على دعوة المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية بوقف شراء المزيد من النفط لمصلحة المخزون الاستراتيجي، قال ابراهام:"حكومة بوش لن تطلق كميات من النفط الخام من مخزون الطوارئ للمساعدة في تهدئة اسعار البنزين القياسية المرتفعة، المخزون لم يوجد لمحاولة تغيير الاسعار انه موجود لحماية الاميركيين... لحماية المستهلكين". وبشكل منفصل قال البيت الابيض ان الولاياتالمتحدة على اتصال وثيق مع منتجي النفط في العالم سعياً الى معالجة الارتفاع الحاد لاسعار الطاقة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان:"سنستمر بما نفعله، وهو مواصلة التشاور الوثيق مع المنتجين في انحاء العالم لحضهم على الا يفعلوا شيئاً يُضر اقتصادنا او يُضر المستهلكين في اميركا". واضاف:"انهم قدموا بعض الوعود ونتوقع منهم ان يفوا بها". من جهته، قال رئيس"اوبك"وزير النفط الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو:"المنظمة تُدرك ان الارتفاع الحالي في اسعار النفط سيُضر بالدول المستهلكة"واضاف:"لا احب هذا السعر... هذه الاسعار ستُضر بالدول المستهلكة". وفي محاولة لابعاد اللوم عن"اوبك"، قال:"انتاج اوبك يراوح بين 85 و95 في المئة من طاقة انتاج النفط الخام في الدول الاعضاء والمشكلة اليوم ليست مشكلة نفط خام بل مشكلة سوق البنزين".