أثينا – أ ف ب، رويترز - أدلى اليونانيون بأصواتهم امس، في الانتخابات التي تعيد الحزب الاشتراكي المعارض بزعامة جورج باباندريو الى السلطة، بسبب السخط العام إزاء إخفاق حكومة كوستاس كرامنليس في الحد من الفساد وأسلوب معالجتها للأزمة الاقتصادية. وفي حين لم يكن مؤكداً حصول حزب «باسوك» الاشتراكي على غالبية من الجولة الأولى، تخوف مراقبون من مخاطر استمرار عدم وضوح الرؤية لأسابيع على الساحة السياسية، فيما يتعين على اليونان التي تعد أضعف حلقة في منطقة اليورو أن تعالج على وجه الخصوص اقتصاداً على شفا الركود. ودعا رئيس الوزراء كوستاس كرامنليس الذي أضعفته فضائح وغالبية برلمانية هشة إلى تلك الانتخابات المبكرة في أيلول (سبتمبر) الماضي، مراهناً على أن حزب الديموقراطية الجديدة المحافظ الذي يتزعمه، قد يجد أمامه فرصة أفضل مما ستتاح له لاحقاً، في نهاية فترة حكمه التي استمرت أربع سنوات. وأظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الناخبين اليونانيين البالغ عددهم حوالى عشرة ملايين يشعرون بالإحباط لأن الفساد ما زال متأصلاً داخل كل جوانب الحياة ولم يقتنعوا بدعوة كرامنليس الى تقشف يستمر سنتين لإعادة الاقتصاد المتباطئ إلى مساره بما في ذلك تجميد الزيادات في مرتبات العاملين في القطاع العام. كما اظهرت الاستطلاعات ان الحزب الاشتراكي يتقدم بفارق 5 الى 7 نقاط على الحزب الحاكم. وعرض باباندريو استراتيجية مختلفة جداً لمعالجة الازمة اذ وعد بخطة لتحفيز الاقتصاد حجمها ثلاثة بلايين يورو (4.36 بليون دولار) على أساس فرض ضرائب على الأغنياء ومساعدة الفقراء. ووصف كرامنليس أفكار باباندريو بأنها غير واقعية. وقال أثناء إدلائه بصوته في سالونيك (شمال): «سيحدد اليونانيون طريقة آمنة للخروج من الأزمة. ويحددون سياسات صعبة لكنها تضمن استئنافاً نشطاً للسباق من أجل النمو من 2011 وإلى ما بعد ذلك». ويبلغ كرامنليس من العمر 53 سنة وهو خطيب مفوه يحسن مخاطبة الطبقة الوسطى، في حين يبلغ باباندريو من العمر 57 سنة، وهو سياسي معسول الكلام ولد في الولاياتالمتحدة. ويتحدر كلاهما من أسرة سياسية وهما يتنافسان للمرة الثالثة. وفاز كرامنليس في انتخابات عامي 2004 و2007. ويشعر كثيرون بالملل من وجود الوجوه ذاتها على الساحة السياسية اليونانية. وسيتعين على الفائز في الانتخابات، التعامل مع عجز أكبر في الموازنة يتعدى ستة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وهو ثاني أكبر عبء للديون طبقاً لنسبته من الناتج المحلي في منطقة اليورو، إلى جانب ارتفاع نسبة البطالة والاستياء الشديد من نظام التعليم والهجرة غير المشروعة. الى ذلك، تراجعت شعبية كرامنليس الى حد كبير خلال الاضطرابات التي شهدتها مدن اليونان في كانون الاول (ديسمبر) 2008 بعد مقتل فتى برصاص الشرطة. كما استغل الحزب الاشتراكي خيبة امل المواطنين من ادارة الحكومة خلال الحرائق الكبيرة في الصيف التي ادت الى تدمير اكثر من 21 الف هكتار في منطقة اثينا. وعلى الساحة السياسية اليونانية التي يهيمن عليها باسوك والديموقراطية الجديدة، يمكن للاحزاب الصغيرة ان تحدث فرقاً هذه المرة في انجاح او افشال رهان الاشتراكيين على الغالبية المطلقة، كما رأى محللون. وبموجب القانون الانتخابي الحالي فإن الاشتراكيين في حاجة للفوز بما بين 40 و 42 في المئة من الاصوات ليتمكنوا من الحصول على غالبية في البرلمان. وأشار توماس غيراكيس رئيس معهد «نارك» للاستطلاعات الى ان «الناخبين المترددين يبلغون نسبة تراوح بين 10 و15 في المئة». وأضاف ان «هؤلاء الناخبين قد يصوتون لصالح احزاب صغيرة في حال كانت الانتخابات تتجه نحو اعطاء باسوك غالبية كبرى».