حذرت "شركة نفط الهلال" الإماراتية من تفاقم ظاهرة تلوث مياه الخليج في ظل الطفرة النفطية التي تشهدها المنطقة المسؤولة عن 45 في المئة من إجمالي الإنتاج النفطي في العالم. ولفتت في تقريرها الأسبوعي عن صناعة النفط في الشرق الأوسط إلى ان الطفرة النفطية في الدول المنتجة والمصدرة للنفط"ساهمت في زيادة ملحوظة في عدد شركات النفط والطاقة المتخصصة في البحث والتنقيب وإدخال وسائل حديثة من اجل خفض الأكلاف المصاحبة لعملياتها، إضافة إلى زيادة الوعي المصاحب من جانب تلك الجهات بضرورة استخدام التقنيات التي تساهم في خفض الآثار السلبية على البيئة المحيطة". ولفت التقرير إلى"ان العالم شهد منذ عام 2003 زيادة في الاتجاه نحو الاستثمار في مجالات الطاقة بكل مكوناتها، ما أدى إلى زيادة في أعداد ناقلات النفط المتخصصة في نقل النفط والغاز ومشتقاتهما وأنواعها وأحجامها إلى كل مناطق الاستهلاك والتصنيع في العالم". وأشار إلى دراسات تؤكد وجود ما يزيد عن ألفي سفينة بحرية في البحر المتوسط في أي وقت من الأوقات، فيما يزيد عدد ناقلات النفط عن 350 ناقلة تطلق ما يزيد عن 650 ألف طن من النفط في الماء سنوياً، علماً ان اكثر من 45 في المئة من إجمالي البضائع المنقولة عبر البحار تشكل خطراً وبمستويات متفاوتة. وأفادت"نفط الهلال"بأنه"لا يكاد يخلو يوم من تسجيل حوادث بحرية غاية في الخطورة، إذ تساهم عمليات التحميل والتفريغ بنسبة 34 في المئة من حجم التلوث، واندلاع الحرائق والانفجارات بنسبة 2 في المئة، والاصطدام والغرق بنسبة 18 في المئة، والعمليات الروتينية اليومية بنسبة 13 في المئة، وحالات الخلل في هياكل السفن بنسبة 6 في المئة، وأسباب أخرى متنوعة بنسبة 27 في المئة". واستحوذ النفط الخام على ما نسبته 27 في المئة من مسببات التلوث، وفقاً للتقرير، وزيوت التشحيم بنسبة 3 في المئة، وغسل الناقلات في عرض البحر بنسبة 4 في المئة، وزيت الوقود بنسبة 10 في المئة. يذكر ان الخليج مركز للصناعات النفطية في العالم، إذ يقدر إنتاجه النفطي بنحو 45 في المئة من الإنتاج العالمي، إضافة إلى ارتفاع عدد مصافي التكرير في المنطقة لتلبية الطلب المحلي المتزايد، ووجود أكثر من 30 مرسى لشحن النفط، ودخول أكثر من مئة ناقلة نفط يومياً عبر مضيق هرمز، وناقلة نفط كل 10 دقائق في ساعات الذروة، علماً ان ما يزيد عن 20 في المئة من إجمالي النفط المنتج في الخليج يُستخرج من أعماق البحر. وقدّر التقرير ان الملوثات التي تصب في مياه الخليج سنوياً تُقدر بآلاف الأطنان،"الأمر الذي بات مؤثراً في التوازن البيئي في البحر والأرض ويصعب التحكم به في حال استمراره في الوتيرة ذاتها من دون حلول مناسبة". وذكّر بأن إزالة برميل واحد من النفط عن السواحل أو عن مسطح المياه يحتاج إلى نحو 1200 دولار. مشاريع إلى ذلك، سلط التقرير الضوء على أبرز الأحداث النفطية في الشرق الأوسط خلال الأسبوع، فأورد ان"دانة غاز"، أول شركة إقليمية من القطاع الخاص في الشرق الأوسط تعمل في مجال الغاز الطبيعي وأكبرها، أعلنت عن ارتفاع إجمالي الإنتاج التشغيلي من الغاز في مواقع عملياتها في مصر وكردستان في العراق ليصل إلى 220 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، أو ما مجموعه أكثر من 40 ألف برميل من النفط المكافئ يومياً، بنمو بلغت نسبته أكثر من 50 في المئة، في إنجاز جديد يؤكد نجاح إستراتيجية النمو الطموحة التي أطلقتها الشركة باستثمارات بلغت نحو 500 مليون دولار. وباشرت الشركة إنتاج 75 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً من وحدة الإنتاج المبكر في إقليم كردستان العراق في أوائل الشهر الماضي، ويُتوقع ان يتضاعف إجمالي إنتاج الغاز في أوائل العام المقبل، قبل ان ترتفع كمية الإنتاج إلى 300 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً خلال السنة، تُضاف إلى إنتاج الشركة في مصر المقدر بنحو 200 في المئة. وتعتزم شركة"نفط الهلال"وشركة"دانة غاز"التابعة لها إنشاء ما لا يقل عن أربع مدن للغاز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستثمارات ببلايين دولارات في البنية التحتية لتلك المدن وجذب استثمارات بعشرات البلايين من الدولارات. قدمت الشركة مقترحات لكن المقترح الخاص في كردستان هو الأكثر اكتمالاً، حيث تم تخصيص الأرض والبدء في إنتاج الغاز. وتتابع الشركة أيضاً مشروعين لإنشاء مدينتين للغاز في موقعين في الخليج وشمال أفريقيا. ووقعت"شل"وشركة"أبو ظبي الوطنية للبترول""أدنوك"اتفاقاً أولياً في شأن التنقيب في حقل بحري للغاز في أبو ظبي وتطويره والإنتاج منه. وفور استكمال التقويم تعتزم"شل"التقدم بسرعة باتجاه اتفاقات نهائية من أجل البدء في وقت قريب في نشاطات التنقيب والتطوير المشتركة. وتضم أراضي الإمارات خمس احتياطات العالم من الغاز أو نحو 214 تريليون قدم مكعبة. وتعرض شركة نفطية إيرانية مملوكة للدولة 14 حقلاً صغيراً للنفط والغاز للتطوير. والشركة فرع ل"شركة النفط الوطنية الإيرانية". وتملك إيران ثاني أكبر احتياطات في العالم من النفط والغاز، لكن شركات كثيرة، خصوصاً الغربية منها، أصبحت أكثر حذراً في شأن الاستثمار في إيران بسبب العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة بسبب نزاع طهران مع الغرب في شأن برنامجها النووي. وبدأت عُمان باستقبال الغاز الطبيعي من شركة"دولفين للطاقة المحدودة"لتكون استكملت دولفين بذلك بناء شبكة الغاز الطبيعي الاستراتيجية بين كل من قطروالإماراتوعمان التي اقتُرحت للمرة الأولى عام 1999. ووقع كل من"قطر للبترول"وشركة"قطر شل"لتسييل الغاز اتفاقاً مبدئياً مع كل من"غلف بتروبروداكتس"و"تاميل نادو بتروبروداكت"على التوالي، لتصدير منتجات البارافين العادي من مصنع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل. ويبلغ الحجم الإجمالي للإنتاج الذي سيُصدّر بموجب الاتفاقين ما يعادل ربع إنتاج مصنع اللؤلؤة من البارافين، ومن المقرر استخدامه في المصنع المزمع إنشاؤه لشركة"غلف بتروبروداكتس"لإنتاج المادة المعروفة باسم ألكيل البنزين الخطي في ينبع في السعودية وللمصنع الحالي لشركة"تاميل نادو بتروبروداكت"في شيناي في الهند. وكشفت شركة"كونوكو فيليبس"ان بدء تشغيل منشأة لتصدير الغاز في قطر سيتأجل من 2009 إلى 2010. كما ان منشأة ثانية ستتأخر أيضاً، لكنها ستبدأ الإنتاج في الموعد المحدد عام 2010. ويفضي عدد المشاريع الجاري تنفيذها بالتزامن في قطر، أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، إلى نقص في المواد واليد العاملة، حيث ان خط"قطر غاز 3"سيدخل الخدمة عام 2010 بدلاً من تشرين الثاني نوفمبر 2009 كما كان مقرراً من قبل. كما ان"قطر غاز 4"سيتأخر أيضاً، لكنه سيبدأ الإنتاج عام 2010. وأعلنت"سانتريكا"، الشركة المالكة ل"شركة الغاز البريطانية"بي جي، أنّها ستستورد أوّل شحنة من الغاز الطبيعي السائل التي اشتُريت من شركة"رأس غاز"وستسلمها في تشرين الثاني نوفمبر 2008. وستكون هذه الشحنة من الغاز الطبيعي المسال الأكبر إلى بريطانيا وستُستخدم لتشغيل المرحلة الثانية من توسيع محطّة استيراد الغاز الطبيعي المسال في آيل أوف غراين في مقاطعة كنت البريطانية. وتعود ملكيّة المحطّة ل"غريد ناشيونال"، كما تتمتّع"سانتريكا"بحق استيراد 3.4 بليون متر مكعّب من الغاز كلّ سنة في السنوات العشرين المقبلة من طريق المحطة. نشر في العدد: 16655 ت.م: 09-11-2008 ص: 25 ط: الرياض