لم تكن الحياة قبل عام 1994، سنة دخول الخليوي الى الأردن، بهذا الشكل من حيث سرعة الاتصال بين الناس. وكذلك فإن ما بدأ كوسيلة اتصال، سار سريعاً ليصير وسيلة استثمار. وبعد ان كانت خدمة الخليوي حكراً على الطبقة المخملية، أمست بمتناول الطبقات والأعمار كافة. وقد يقتني الشخص اكثر من جهاز خليوي على غير شبكة. وحققت إيرادات الاتصالات الخليوية في الأردن ارتفاعاً ملموساً خلال 2008 لتصل الى 884 مليون دولار، مقارنة ب 626.95 مليون دولار في 2007، وبارتفاع بلغ 14 في المئة. وفي حديث الى"الحياة"، بيّن الدكتور أحمد حياصات الرئيس التنفيذي لپ"هيئة تنظيم قطاع الاتصالات"أن نسبة انتشار الخليوي في الأردن بلغت 85 في المئة، موضحاً أن مستخدميه بلغوا 4.7 مليون مشترك بحسب إحصاء رسمي حديث. والمعلوم أن تلك الهيئة مخولة بموجب قانون الاتصالات، الترخيص وتنظيم الاتصالات، في صورة حصرية. وأشار حياصات الى تراجع استخدام الخطوط الثابتة لمصلحة الاتصالات الخليوية، إذ بلغ عدد خطوط الهاتف الثابت 600 الف خط في 2006 وتراجع الى 500 ألف خط في 2007. وعزا الأمر الى مرونة الخليوي واتصالاته وتنوّع خدماته. وأوضح أن الأردن يضم اربع شركات للاتصالات المتنقلة، لكل منها شبكتها. وبيّن ان الاتصالات الخليوية الشائعة في المملكة تنتمي الى نوع"جي أس أم"GSM2، التي يُشار إليها باسم الجيل الثاني، مع ملاحظة تقدمها تقنياً بحيث باتت قريبة الشبه من شبكات"الجيل الثالث"للخليوي، أو"ثري جي"3 G. وأضاف ان الهيئة أنجزت دراسات لتحديد الترددات الانسب لتقديم خدمات الجيل الثالث مع مراعاة رغبات الشركات. ومن المتوقع ان تُطرح مناقصات لشبكات الجيل الثالث قريباً لا تستثني الشبكات العاملة راهناً في الأردن. وأوضح أيضاً ان نسبة مستخدمي الخطوط الخليوية المدفوعة مسبقاً بطاقات الشحن تبلغ 90 في المئة تقريباً. وشدّد على أهمية مشاركة الأردن في المؤتمرات المتخصصة عن الاتصالات، سواء عُقِدَتْ داخل أراضيه أم خارجها، معتبراً انها تمثّل وسيله للتعرف الى افضل الممارسات العالمية والاطلاع على تجارب الغير، مشيراً الى انعكاس ذلك الأثر إيجابياً على الاستثمار في القطاع وفي البنية التحتية للاتصالات. الاتصالات وتطوير المجتمع المحلي في لمحة بانورامية، يمكن القول إن خدمات الخليوي تقدّم أردنياً عبر 4 شركات:"زين"وپ"أورانج"وپ"أمنية"وپ"إكسبرس". أحدثت شركة"زين"Zain "فاست لينك"Fast Link سابقاً ثورة في الاتصالات المتنقلة عندما طرحت خدمات"جي أس أم"للمرة الأولى في الأردن عام 1994. وتبلغ نسبة"زين"من اجمالي إيرادات السوق 54 في المئة وهي الاعلى، كما استحوذت على 38.9 في المئة من المشتركين في تلك الاتصالات. وأوضح الرئيس التنفيذي لپ"زين"الدكتور احمد الشطي ان اسهم تلك الشركة تُتداول في البورصتين الكويتية والسعودية، مضيفاً أنها تقدم خدماتها إلى مليوني مشترك أردنياً، ملاحظاً أنها تضم قرابة 50 مليوناً في 22 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا. وأشار الشطي الى أن"زين"حققت سبقاً في الشرق الأوسط، بطرحها خدمات الرسائل النصية القصيرة وخدمات البيانات وتقديم برامج الترفيه عبر الخليوي. كما بادرت إلى طرح خدمات شبكة"واب"WAP "بروتوكول الاتصال اللاسلكي"، إضافة الى الخدمات المصرفية في الأردن. وبيّن أيضاً ان خدمات الصوت والرسائل القصيرة وپ"الرسائل المتعددة الوسائط""أم أم أس"MMS من اكثر الخدمات استخداماً، إذ يستعملها 88 في المئة من الجمهور، كما تشهد إقبالاً واضحاً من جانب رجال الأعمال وموظفي الشركات والمؤسسات الحكومية. وأضاف ان"زين"تنفرد بتقديم خدمة"الشبكة الواحدة"التي تمكن المشتركين في الفروع الإقليمية لمجموعة"زين"من إجراء المكالمات الخليوية وتبادل الرسائل النصية القصيرة بالتسعيرات المحلية، وتسمح لهم أيضاً باستقبال المكالمات مجاناً وإعادة تعبئة أرصدة هواتفهم المتنقلة ببطاقات شحن يمكن شراؤها من 200 الف نقطة بيع في الدول التي تشملها"الشبكة الواحدة". وكذلك يتمكن هؤلاء المشتركون من مواصلة التمتع بخدمات الشبكات الخليوية المحلية، من دون رسوم إضافية ولا الاشتراك في خدمة التجوّال الدولية"رومينغ". وأوضح الشطي ان اجمالي حجم الاستثمار في تطوير شبكة"زين"وصل الى نحو 181 مليون دينار أردني بين عامي 2005 و2007.وأشار إلى أن الشركة رصدت 50 مليون دولار للاستثمار في الشبكة هذا العام، وذلك من اجل زيادة الطاقة الاستيعابية للشبكة وتزويدها بأحدث التقنيات التي تُلغي الصدى وتُحسّن الصوت. واعتبر أن السوق المحلية ناضجة وتحتل مكانة مرموقة عربياً، ما انعكس إيجابياً على المشتركين، فتدنت الأسعار وتزايد انتشار الخدمات. وأضاف أن استراتيجية الشركة ترتكز الى ثلاثة عناصر، في مقدمها الريادة التقنية. ولذا نشرت الشركة شبكة متطورة تغطي الأردن كله. ويتمثّل العنصر الثاني في تقديم افضل الخدمات بأسعار تناسب الحاجات والدخول المختلفة. ويستند الثالث الى تحقيق أعلى درجات رضا المشتركين وتلبية متطلباتهم. والمعلوم أن"زين"تدأب على تقديم العروض المتجدّد والقريبة من ذائقة الجمهور، مثل عرض"زين الكل"اشتراك بصلاحية غير محددة زمنياً، وپ"زين 5"لأصحاب المكالمات الطويلة، وپ"أصحابك"والذي صُمّم للشباب وغيرها. وأشار الشطي الى ان العلامة التجارية الجديدة لپ"زين"لاقت نجاحاً ملحوظاً، إذ أظهرت دراسة أن 64 في المئة من مشتركي الشبكة يفضلونها. وأضاف أن التحول الى علامة تجارية موحدة ترافق مع وضع أعمال الشركة في الأردن والكويت والبحرين والسودان والعراق تحت مظلة موحدة. وتناول شبكة الألياف الضوئية التي انتهت الشركة من تنفيذ أعمالها داخل عمان أخيراً، من خلال ربط مباني الشركة الرئيسية الثلاثة فيها. وقال إن المرحلة التالية تتضمن إنشاء كابل للألياف الضوئية يمتد من جنوبعمان الى العقبة. وأشار الى مرحلة تليها تُربط فيها العقبة مع المملكة العربية السعودية من خلال شبكة الألياف الضوئية، ما يعزز التعاون بين دول المنطقة. وأشار الى ان الألياف الضوئية تُعزّز البنية التحتية للشبكة وترفع من قدرتها الاستيعابية وجاهزيتها في مواكبة المستجدات التقنية في الاتصالات الرقمية. وكذلك تُمكن تلك الألياف من الاستفادة من الشبكات اللاسلكية ذات النطاق العريض"برودباند"Broadband التي تشمل تقديم الاتصالات الصوتية والبيانات، وكذلك الاتصال مع شبكة الإنترنت عبر الخليوي. وبيّن الشطي اهتمام الشركة بمبادرات المجتمع المحلي في التعليم والرياضة والفنون والثقافة والصحة، مع ملاحظة أن نسبة الشباب في المجتمع الأردني تصل إلى قرابة 70 في المئة. والمعلوم أن 116 طالباً وطالبة استفادوا من صندوق"زين"للتعليم الجامعي، الذي قدّم أيضاً 57 منحة دراسية في العام الحالي. وتُشرف الشركة عينها على مختبر للاتصالات الخليوية في"جامعة العلوم والتكنولوجيا"، الذي يتخصص في الاتصالات اللاسلكية الخليوية والذي من المتوقع ان يستفيد منه المئات من طلاب كليات الهندسة في مرحلتي البكالوريوس والماجستير. وافتتحت الشركة أخيراً مركزاً للتدريب على صيانة الأجهزة الخليوية، يشرف عليه خبراء موثقون، كما يمنح شهادات متخصصة تؤهل الشباب لمزاولة المهنة. اليد الفرنسية تأسست شركة"أورانج"Orange للخليوي عام 2000. وحملت بداية اسم"موبايلكم". وتحوز 29 في المئة من إيرادات السوق، مع نسبة من مشتركين تبلغ 33.5 في المئة. وفي لقاء مع"الحياة"، أكّدت السيدة مجد شويكة، وهي من المديرين التنفيذيين في قطاع الاتصالات، أن عدد مشتركي"أورانج" تجاوز 1.7 مليون، موضحه ان نسبة مستخدمي البطاقات المدفوعة مسبقاً تبلغ 90 في المئة من جمهور الشركة، معظمهم من الشباب وطلاب الجامعات. وأوضحت شويكة أن"أورانج"تنتمي الى فئة الجيل"2.75"من شبكة"جي أس أم"، ما يعني أنها مؤهلة للانتقال الى"الجيل الثالث". وقد أنفقت على تحديث شبكتها نحو 155 مليون دينار أردني. وأشارت إلى أنها لا ترى ضرورة لطرح رخصة بخدمات الجيل الثالث. ووصفت سوق الاتصالات الأردنية بأنها"مشبعة وتضم 3 شركات لتشغيل شبكات الخليوي، وهو رقم كبير". وأشارت أيضاً الى ارتفاع تكاليف خدمات"الجيل الثالث"التي تتجاوز خمسة أضعاف نظيراتها في الشبكات العاملة راهناً. وبيّنت ان"مجموعة الاتصالات الأردنية"أصبحت مؤسسة، بعد بيع الحكومة حصتها 11.6 في المئة الى"الوحدة الاستثمارية للضمان الاجتماعي"التي باتت تملك 29 في المئة. وتتوزع بقية الملكية على شركات"فرانس تليكوم"France Telecome 51 في المئة وپ"نور"الكويتية 10 في المئة، إضافة الى عشرة في المئة تتقاسمها الحكومة مع هيئة الخدمات العامة. وقالت إن الشركة تعمل في شكل متواصل على أن تصل نسبة تغطيتها الى 100 في المئة من المناطق المأهولة بالسكان في المملكة. والمعلوم أن"أورانج"تهتم أيضاً بقطاعات مثل التعليم والتنمية والرياضة والسياحة والأعمال الخيرية وغيرها. وفي إطار بانوراما الاتصالات الخليوية في الأردن، يلاحظ أن شركة"أمنية"التي تأسست في 2005، هي المشغل الثالث للهواتف المتنقلة. وتمتلك شركة"بتلكو"البحرينية 96 في المئة من أسهمها. وتذهب ال4 في المئة المتبقية إلى"صندوق الطالب الفقير". وتحوز"أمنية"15 في المئة من إيرادات السوق، مع مشتركين تقدر نسبتهم بقرابة 26.2 في المئة. وفي حديث مع"الحياة"، أكّد الرئيس التنفذي للشركة جوزيف حنانيا أنها تسعى الى توسيع قاعدة خدماتها في تكنولوجيا الاتصالات. وأشار الى أنها تخطت رقم المليون مشترك في 2007، بفضل إقبال الشباب على خدماتها. والمعلوم أنها أول من اطلق خدمة"اغنيلك"التي تقدم فرصة اختيار رنة ليستمع اليها المتصل، إضافة الى سبقها في تقديم خدمة"الانترنت اللاسلكية العريضة النطاق"التي تُعرف باسم"واي ماكس"WiMx. وهي حقّقت سبقاً في استخدام شبكة الخليوي من نوع"إيدج"EDGE التي تندرج في فئة"الجيل الثالث". ونالت قصب السبق شرق أوسطياً في تقديم خدمة الرسائل الصوتية. وبيّن حنانيا ان البطاقات المدفوعة مسبقاً يستعملها 90 في المئة من المشتركين. وأورد أيضاً أن عدد محطاتها تجاوز 850 محطة، دُعّمَت بشبكة من خطوط الاتصال عبر الموجات الشديدة القصر"مايكروويف"وخطوط الالياف الضوئية، ما يضمن مواصلتها العمل حتى في الظروف الجوية السيئة والأحوال البيئية غير المواتية. وآمل بأن تصل الشركة الى نسبة 99 في المئة في تغطيتها المناطق المأهولة بالسكان في الأردن. وأشار إلى تعزيز شبكة"أمنية"من خلال تركيب 47 محطة جديدة لخدمة محافظات مثل اربد والرمثا وعجلون وجرش. وأشار الى اهتمامها أيضاً بالمشاركة في نشاطات خدمة المجتمع المحلي وبرامج المسؤولية الاجتماعية، مثل برنامجها التدريبي لحديثي التخرج في الجامعات الأردنية، ورعايتها دورات تدريبية في أنظمة الاتصالات والشبكات وموجات الپ"مايكروويف"واتصالات الأقمار الاصطناعية وغيرها. ويصعب اختتام النظرة البانورامية الى الاتصالات الخليوية في الأردن من دون الإشارة الى شركة"إكسبرس"xpress، وقد تأسست في 2004 كمشغل لشبكات الهاتف الخليوي. وتستعمل شبكة من نوع"أيدن"iDN التي تتيح للموظفين البقاء على اتصال مع بعضهم بعضاً عبر خدمة التحدث اللاسلكي. وتبلغ نسبة المشتركين في خدماتها 1.4 في المئة من سوق الخليوي في الأردن، كما تصل إيراداتها إلى 1.6 في المئة من تلك السوق.