«اصبح بامكاني الآن استخدام خدمات الانترنت المتنقّلة والتمتع بمكالمات الخليوي المرئية». هكذا بدأ رامي حديثه معرباً عن سعادته بإطلاق خدمات الجيل الثالث في الأردن رسمياً، بعد طول انتظار. وتصف رنا نفسها بأنها من الاشخاص المدمنين على مشاهدة برامج تلفزيونية معينة، مشيرة إلى ان شبكة الجيل الثالث للخليوي ستمكنها من مشاهدة برامجها التفلزيونية المُفضّلة، أينما كانت ومن دون الحاجة إلى وجود تلفزيون أو جهاز كومبيوتر، طالما تحمل بيدها جهازها الخليوي. إذ تمكّنها شبكة الجيل الثالث للهاتف النقّال من نقل برامج التلفزة الى الشاشة الصغيرة لهاتفها. قفزة نوعية في الاتصالات بعد ان نالت ترخيصها في آب (أغسطس) 2009، أطلقت شركة «أورانج» Orange في الاردن شبكتها من الجيل الثالث للخليوي، التي تغطي الآن بعض مناطق عمان ومحافظتي اربد والزرقاء، على ان تُغطى محافظات المملكة كافة خلال 6 أشهر. في هذا السياق، أكّّد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مروان جمعة، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحافي عقد لمناسبة اطلاق خدمات الجيل الثالث للخليوي في الأردن، على اهمية هذه التقنية، بالنظر إلى تأثيرها إيجابياً على تطور قطاع الاتصالات، ومساهمتها في ارتقاء المجتمع الاردني وتحويله إلى مجتمع معرفي، مؤكداً ضرورة تعميم خدمات الجيل الثالث للخليوي، في الأردن، لتعظيم الاستفادة منها. وبيّن أن السوق المحلية كانت سباقة إلى إدخال مفاهيم تحرير أسواق الخليوي والإنترنت والهاتف الثابت، ما ساهم في ادخال تقنيات متقدمة في قطاع الاتصالات الاردني عموماً. ولفت جمعة إلى انّ هذه التقنية تلعب دوراً مهماً ايضاً في زيادة نسبة انتشار اشتراكات الإنترنت في البلاد، سواء من طريق الخليوي أم الحاسوب، مؤكداً انّ الحكومة تعمل على نشر الخدمات إلى المحافظات والمناطق البعيدة من العاصمة، من اجل تقريب الناس وتقليص الفجوة التقنية بينهم. وأوضح أن تلك الجهود تهدف الى تحفيز المشغلين الذين يصلون إلى المناطق النائية في شكل يوازن بين دخل الخزينة ومصالح المشغلين، كما يحقق مصالح الجمهور الواسع في نشر الخدمات أردنياً. واعتبر جمعة أن إدخال خدمات الجيل الثالث يمثّل نقلة نوعية لقطاع الاتصالات المتنقّلة والخليوية، إذ ينقل اهتمام المشغلين إلى التركيز على خدمات القيمة المضافة وخدمات المحتوى على الإنترنت أو الخليوي، مشيراً إلى انّ التركيز وتنويع خدمات القيمة المضافة سيصبحان العلامة المميزة التي تميّز كل مشغل عن الآخر، مع تراجع العائدات من المكالمات الصوتية بفعل المنافسة وانخفاض الأسعار. وفي سياق متصل، أكّد الدكتور شبيب عماري رئيس مجلس ادارة «مجموعة الاتصالات الاردنية»، أهمية هذا الحدث أردنياً، لأنه يسهّل حياة الاردنيين، كما يمثل عهداً جديداً في مسار نشر ثقافة الانترنت في الاردن. وأشار عماري إلى ان طرح خدمات الجيل الثالث يشكّل تتويجاً لمسيرة عشر سنوات من نشر خدمات الانترنت في الاردن، موضحاً أنها كانت منتشرة بنسبة 1 في المئة من السكان عام 2000، وأصبحت نسبتها راهناً قرابة 30 في المئة، مع توقّع وصول النسبة عينها إلى 50 في المئة نهاية العام المقبل. وفي السياق عينه، اعتبر مأمون بلقر، الرئيس التنفيذي بالنيابة ل «هيئة تنظيم قطاع الاتصالات»، أنّ إطلاق خدمات الجيل الثالث خلال فترة 6 أشهر من الحصول على ترخيص شبكاته، يعتبر إنجازاً بارزاً، مشيراً إلى انّ هذه التقنية تمثّل قفزة نوعية في سوق الاتصالات المتنقلة، خصوصاً بإتاحتها خدمة الإنترنت المتنقلة. وفي تعليق تداولته وسائل الإعلام، استعرضت الرئيسة التنفيذية ل «مجموعة الاتصالات الاردنية» السيدة نايلة خوام، مراحل نشر شبكة الجيل الثالث، موضحة انها ستبدأ أولاً في مناطق غرب عمان ثم إربد، لتصل إلى معظم مناطق الأردن مع نهاية شهر أغسطس (آب)، كي يستفيد منها قرابة مليوني شخص، إضافة إلى 70 في المئة من الشركات العاملة في الأردن. وأضافت خوّام ان شبكة الجيل الثالث مهيئة لتقدّم سرعة إتصال للخليوي تصل إلى 14 ميغابايت في الثانية، مع الإشارة الى ان الخدمات على هذه الشبكة ستسير بمعدل 7 ميغابايت في الثانية، وذلك لأن أجهزة الخليوي (وكذلك الكومبيوتر) المتوافرة في الأسواق تتلاءم مع هذا المعدل، موضحة أن سرعة الاتصال تعتمد على عوامل اخرى مثل عدد المستخدمين، والمسافة بين المستخدم والخلية التي تربطه بالشبكة، ما قد يجعل معدل الاتصال عند المستخدم فعلياً بحدود 3 ميغابايت في الثانية. وأضافت خوام أن «أورانج» حرصت على تعظيم الفائدة المتأتية من شبكتها، عِبر تقديم حزمة متنوعة من البرامج والمسلسلات من خلال المشتركين في خدمات الجيل الثالث، إذ وقّعت اتفاقية شراكة استراتيجية مع قناة «أم بي سي» MBC تتضمن بث «أورانج» بصورة حصرية، لما يعرض على عدد من قنوات «أم بي سي». في سياق متصل، قدّمت مجد شويكة، الرئيسة التنفيذية لشركة «أورانج - الأردن»، عرضاً لنوعية العروض المقدمة، مشيرة إلى أن البداية ستكون مع أربعة عروض، يتعلق إثنان منهما بالخليوي (عبر الاشتراكات الشهرية وبطاقات «عالمك معك أينما كنت»). ويتصل العرضان الآخران بالانترنت، وأحدهما للاشتراكات الشهرية والآخر لبطاقات «نت وين ما كان». وأكدت شويكة أنّ اسعار المكالمات الصوتية الاصلية التي يستخدمها مشتركو الجيل الثاني ستبقى كما كانت، مع وعد برفع مستوى جودتها فيما اشارت إلى انّ سعر المكالمة المرئية سيكون 10 قروش للدقيقة، في البطاقات المدفوعة مسبقاً. وأخيراً، يحتاج جمهور الخليوي في الأردن، كي يتمكن من الاستمتاع بشبكة الجيل الثالث، أن يقتني بطاقات متطوّرة في هواتفه النقّالة، مجهّزة لاستقبال خدمات شبكة الجيل الثالث، إضافة إلى هاتف قادر على التعامل مع شبكات الجيل الثالث وخدماتها. وتتضمن خدمات الجيل الثالث، الاتصال لاسلكياً مع الإنترنت عبر الخليوي أو الحاسوب، والمكالمات المرئية، والتلفزيون عبر الخليوي، إلى جانب المكالمات الصوتية، والرسائل القصيرة. وأعرب سامر (موظف حكومي) عن رضاه على ما تناهى الى مسامعه عن العروض المتصلة بشبكة الجيل الثالث، مؤكّداً أنها تناسب شرائح المجتمع كافة. ولم تتردّد أم حمزة في القول إنها ضد التكنولوجيا، إذ تعتبر أنها ألغت حلاوة الحياة الاجتماعيه. وقالت: «لم يعد احد يرى اصدقاءه او اقاربه كما في السابق... وبعضهم لا يرى الآخرين إلا في المناسبات او الاعياد، على رغم وجودهم في البلد نفسه وحتى المنطقه نفسها. ولم يتردد بعض المواطنين في اعتبار ما تناقله الإعلام عن شبكات الجيل الثالث، أنه ترويج لكماليات غير أساسية. وسأل البعض عن أهمية مشاهدة التلفزيون عبر شاشة الخليوي، في الوقت الذي تنتشر فيه شاشات التلفزيون بأحجام متنوّعة، في المنازل والبيوت والأماكن العامة.