انطلقت تظاهرات تقدمها شيوخ العشائر في محافظات عراقية عدة امس، احتجاجاً على رفض القيادة الكردية تشكيل"مجالس الاسناد"على غرار"مجالس الصحوة"بدعم من رئيس الوزراء نوري المالكي بهدف احلال الامن. واعلن"الحزب الديموقراطي الكردستاني"بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني و"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة الرئيس جلال طالباني في بداية الاسبوع رفضهما القاطع لتشكيل افواج الاسناد في اقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها وهي كركوك واجزاء من بعقوبة في ديالى واجزاء من محافظة نينوى يطالب الاكراد بضمها الى الاقليم. وهدد الحزبان بمعاقبة من يتعامل مع هذه المجالس او ينخرط فيها وشبهوها بأفواج الدفاع التي شكلها صدام حسين من الاكراد لضرب الاكراد والتي اشاروا اليها في بيانهم باسم"الجحوش"، ما اعتبره شيوخ العشائر اهانة لهم. واثار البيان استياء وغضب شيوخ العشائر، فخرجوا في تظاهرات في تكريت وصلاح الدين والمثنى وكركوك وكربلاء والحلة والنجف. ففي تكريت 180 كلم شمال بغداد، تجمع المئات يتقدمهم شيوخ عشائر لينددوا بما اعتبروه"تهجما"على العشائر التي تنضم الى مجالس الاسناد في بيان الحزبين الكرديين. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا امام مجلس محافظة صلاح الدين الاعلام العراقية ولافتات كتب عليها"التهجم على العشائر العراقية الاصيلة اهانة للشعب العراقي"، و"كركوك والموصل وديالى عراقية". وقال الشيخ احمد رجا الدليمي عضو مجلس اسناد محافظة صلاح الدين"ان الذين يعارضون خطة المالكي انما يهدفون ان يبقى العراق ضعيفا وان يستمروا في مشروعهم التقسيمي". بدوره، قال الشيخ خميس ناجي جبارة رئيس مجالس شيوخ صلاح الدين وعضو هيئة رئاسة اسناد تكريت"نظمت التظاهرة كتأييد للمالكي في مواقفه الوطنية، وكذلك لمواقفه في دعم العشائر العراقية في المشاركة في بناء دولة القانون". من جانبه، قال فرحان العوض عضو البرلمان العراقي ان"العشائر العراقية مع مواقف المالكي الوطنية في الحفاظ على وحدة العراق، وإرساء سلطة القانون، واعادة كتابة الدستور". واضاف:"اما الهدف من تنظيم التظاهرة فتوجيه رسائل عدة الى الذين لا يريدون عراقاً قوياً ومستقلاً". وزاد:"للذين يطالبون ويؤكدون على وجود مناطق متنازع عليها نقول ان العراق واحد بطوائفه وقومياته كافة، ولا توجد مناطق متنازع عليها في دولة واحدة". وفي السماوة كبرى مدن محافظة المثنى 370 كلم جنوببغداد شارك نحو ألف من ابناء العشائر في مسيرة في شوارع المدينة مطالبين بتوسيع ودعم"مجالس الاسناد"التي اكدوا انها"خطوة في الاتجاه الصحيح لفرض خطة القانون". ورفع المتظاهرون أعلاما عراقية واعلام العشائر. وقال الشيخ ناجي كامل، شيخ عشيرة الظوالم في بيان رد فيه على تصريحات بارزاني،"ان المجالس تهدف الى تحقيق الامن والمصالحة الوطنية وفرض القانون". وفي كربلاء 120 كلم جنوببغداد تظاهر المئات من شيوخ ووجهاء المحافظة في احد شوارع المدينة وتجمعوا امام مبنى المحافظة احتجاجا على التصريحات الكردية. وقال المحافظ عقيل الخزعلي الذي استقبل المتظاهرين"ما هي المخالفة القانونية او الشرعية والعرفية حينما تحتضن الدولة العشائر العراقية لرسم مستقبل العراق الجديد؟". وأضاف المحافظ، وهو قيادي في"حزب الدعوة"الذي يقوده المالكي،"هل يريدوننا ان نتحدث عن قائمة مخالفات الدستور ... فهل ان تخصيص 17 في المئة من موازنة الدولة دستوري؟ وهل البيشمركة تشكيل دستوري؟ وهل المطالبة برواتبهم مطلب دستوري؟ وهل استخراج النفط واستثماره دستوري؟ وهل ان جباية الرسوم الجمركية من مداخل العراق ومنافذه الحدودية من سورية وايران وتركيا دستورية؟". وكان البرلمان العراقي أقر بعد جدل نسبة 17 في المئة من موازنة العام الحالي لاقليم كردستان. بدوره، قال الشيخ عزيز الطرفي، رئيس عشيرة الطرف في كربلاء، ان"عشائر العراق لها تاريخ وطني مشرف ونحن نرفض تصريح بارزاني ضد العشائر". وانطلقت تظاهرات مماثلة شارك فيها المئات في الناصرية والحلة على بعد 370 كلم و100 كلم جنوببغداد. وتظاهر كذلك المئات في النجف وسلموا بيانا الى مجلس المحافظة يطالبون فيه بأن يقدم رئيس اقليم كردستان اعتذاراً الى عشائر الفرات الاوسط و الجنوب. وفي بلدة الحويجة في كركوك 260 كلم شمال بغداد حيث الغالبية من العرب السنة تظاهر المئات دعماً للمالكي. وقال خيري ناضم العاصي، ابرز شيوخ قبيلة العبيد، ان"مساندتنا لرئيس الوزراء موقف تاريخي ووطني لأنه نجح في مواجهة الطائفية والتطرف". بدوره، قال الشيخ برهان مزهر العاصي عضو مجلس محافظة كركوك عن العرب"اننا كعرب اثبتنا اليوم دعمنا للعملية السياسية وحرصنا على عراقية كركوك وان افواج الاسناد ما هي الا عامل استقرار وامن لإعادة التوازن في مؤسسات الدولة وضمان حقوق مكونات كركوك والحفاظ على المكاسب الامنية التي تحققت للشعب العراقي". نشر في العدد: 16662 ت.م: 16-11-2008 ص: 11 ط: الرياض