تظاهر آلاف الاكراد أمس في كركوك 255 كلم شمال بغداد تلبية لدعوة من أحزابهم للمطالبة بضم كركوك، المدينة الغنية بالنفط، الى كردستان العراق، وغيبوا لساعتين كل المظاهر العربية في المدينة التي تتمتع بالحكم الذاتي ويسكنها أكراد وعرب وتركمان. وردد المتظاهرون، الذين تجمعوا في وسط المدينة باللغة الكردية "كركوك كركوك قلب كردستان" و"نطالب بالفيديرالية لكردستان" و"نطالب بتعليم اللغة الكردية في عموم مدارس كركوك". وتوزعت التظاهرة، التي شارك فيها موظفون في الدوائر الحكومية وطلاب وعمال وفلاحون، الى قسمين، الأول يقوده "الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة جلال طالباني والثاني يقوده "الحزب الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني. وهذه أهم التظاهرات التي تنظم في كركوك منذ سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان أبريل الماضي. وقامت قوات البشمركة الكردية بحراسة المتظاهرين، الذين أتى العديد منهم في حافلات من مدن كردستان في شمال العراق، الى جانب القوات الاميركية التي انتشرت على مفارق الطرق. ووزع المتظاهرون بياناً يدعو الى "محاكمة الرئيس العراقي المخلوع محاكمة علنية في مدينة حلبجة" التي قصفها نظام صدام بالأسلحة الكيماوية في السادس عشر من آذار مارس من عام 1988. كما دعا الى "توحيد إدارة كركوك وتثبيت نظام عراقي فيديرالي تكون محافظة كركوك فيه ضمن حدود إقليم كردستان". وتعهد محافظ كركوك الكردي عبدالرحمن زنكنة في كلمة ألقاها باللغة العربية امام المتظاهرين "بالعمل على تحقيق المطالب واستعادة الاجزاء المقتطعة من كركوك" جمجمال، طوز خورماتو، كفري. ودعا رزكار علي المحافظ السابق للمدينة الذي أقيل من منصبه بناء على طلب العرب والتركمان الى "طرد العرب الذين جلبهم صدام الى كركوك". واضاف: "سيعود المرحلون وسنعوّضهم مادياً وسيخرج العرب ممن ليسوا اصلا من اهل المنطقة". ولفت العميد في الشرطة العراقية جمعة عاصي الى "الدلالة المسيئة لغياب العلم العراقي". وغابت عن التظاهرة الاعلام العراقية وارتفعت أعلام أقليم كردستان وأعلام الاحزاب الكردية والعلم الاميركي. كما غابت اي مشاركة عربية حتى من المجلس البلدي، فيما اكتفى العرب بمراقبة التظاهرة بصمت من وراء نوافذ منازلهم. وقال الشيخ وصفي العاصي من المجموعة العربية 6 أعضاء في المجلس البلدي: "لا نريد زرع فتنة جديدة. جاءت التظاهرة في وقت غير مناسب. مضى علينا 8 اشهر نعمل على التهدئة". واضاف: "جاءت مفاجئة ولم نكن نتوقعها من الاخوة الاكراد".